هناك أشخاصٌ لا يمرّون في حياتك مرورًا عابرًا، بل يتركون أثرًا يشبه بصمة الضوء على الروح، ويفتحون لك أبوابًا لم تكن تعلم أنها تنتظرك. إنهم أولئك الذين يجعلون من الفكر رسالةً، ومن العلم طريقًا، ومن المعرفة جسرًا يمتدُّ من قلبٍ إلى قلب، ومن قلمٍ إلى قلم.
منذ انضمامي إلى اتحاد الكتّاب والمثقفين العرب، كنت أبحث عن الأفق الذي يتسع للحرف، وعن المنارة التي ترشد الخطى، فكان الدكتور السيد إبراهيم أحد تلك القامات التي لا تكتفي بأن تُضيء لنفسها، بل تُشعل المصابيح لمن حولها، تُنير الطريق دون أن تنتظر مقابلًا، وتمنح الدعم بإيمانٍ عميقٍ بأن الكلمة مسؤوليةٌ قبل أن تكون مجرّد حروفٍ على الورق.
إنّ توجيهك لي نحو الحوارات، لم يكن مجرد نصيحةٍ عابرة، بل كان دفعةً نحو مسارٍ أعمق، حيث الكلمة ليست تفاعلًا سطحيًا، بل حوارٌ يحمل في طياته بُعدًا فكريًا وإنسانيًا. رؤيةٌ ثاقبةٌ منك، أيقظت في داخلي إحساسًا جديدًا بدور الحوار في كشف الأبعاد الخفية للنصوص والأفكار، وجعلتني أرى الأدب والثقافة كنافذةٍ لا تفتح على الحاضر فقط، بل على آفاقٍ أرحب، حيث تتلاقى العقول وتتبادل الرؤى.
دكتور السيد إبراهيم... أنت لست مجرد أستاذٍ في مجال الأدب والفكر، بل نموذجٌ للعطاء الذي لا يعرف حدودًا. تفتحُ أبوابك لكلّ من يسعى للعلم، وتمنح دعمك لكل من يبحث عن بصمته الخاصة في عالم الحرف. لم يكن دعمك لي شخصيًا مجرد توجيه، بل كان احتضانًا فكريًا، وإيمانًا بأن لكل قلمٍ صوته الذي يستحق أن يُسمع.
فشكرًا لك، لأنك لم تكن فقط زميلًا في درب الأدب، بل كنت مرشدًا يُضيء الطريق، وقلبًا يؤمن أن الثقافة ليست حكرًا على أحد، بل هي أفقٌ مفتوحٌ لكلّ من يملك الشغف والرغبة في المعرفة.
للتعاون الذي جمعنا... وللأثر الذي سيبقى خالدًا في الحرف والفكر!