أدارت الحوار:
الإعلامية والأديبة السورية روعة محسن الدندن - مديرة مكتب سوريا للاتحاد الدولي للصحافة والاعلام الالكتروني..
ضيف الحوار:
دكتور السيد إبراهيم أحمد.
رئيس تحرير مجلة كنوز الأقلام..
عضو شعبة المبدعين العرب بجامعة الدول العربية
يتميز الدكتور السيد إبراهيم أحمد ضيفي في هذا
الحوار بالموسوعية، والعمق في تناوله للعديد من المجالات المعرفية والإبداعية
والفكرية، ومن أهم ما يتميز به دراساته الدينية في السيرة النبوية المطهرة، وعلوم
القرآن الكريم وغيرها؛ فقد أصدر الموسوعة الإسلامية في السيرة النبوية التي تضم
أول كتاب عن غار حراء في العالم الإسلامي "حراء غار النور" وكتبه
الأخرى، وهي: "المعجزة المحمدية"، و"محمد صلى الله عليه وسلم كما
لم تعرفوه"، و "نساء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم"
و"حبًا في أمي عائشة"، و"منهاج الزهد في حياة الرسول صلى الله عليه
وسلم"، و"سيظل رسول الله صلى الله عليه وسلم ..مهما أساؤوا"،
و"الإعجاز البشري للرسول صلى الله عليه وسلم"، و"أضواء على دولة
الإسلام الأولى"، و"دراسات يسيرة في رحاب السيرة"، و"سياحة
يسيرة في رحاب السيرة" وغيرها من الكتب المزمع إصدارها.
ـ دكتور السيد إبراهيم لماذا اتجهت للكتابة في
السيرة النبوية المطهرة؟
من عادتي أن أبدأ الترحاب بكاتبتنا الكبيرة
دكتورة روعة الدندن في هذا الحوار الذي له ضرورته في أيامنا هذه، كتبت في السيرة
النبوية لما لمسته من حاجة الشباب المسلم وغير المسلم إلى تناول سيرة رسولنا
الحبيب صلى الله عليه وسلم من خلال خطاب يستند إلى العلمية والمنهجية، والاتكاء
على العاطفة الدينية مع مسايرة المنطق والمعقولية، والموثوقية، وسوق الأدلة
والبراهين، واللجوء إلى كل من كتب عن سيرته صلى الله عليه وسلم من المحبين ومن
المستشرقين المنصفين ومن علماء الدين ومن علماء الدين من غير المسلمين ومن الأدباء
والمثقفين، لذا كان إهدائي لكتابي "سيظل رسول الله صلى الله عليه وسلم ..مهما
أساؤوا": (إلى الذين عرفوا رســــول الله صلى الله عليــه وسلم فوقروه
وأحبوه، وإلى الذين جهلوه صلى الله عليه وسلم، فهاجمـــوه وسبوه، وإلى من أدّعوا
محبته، وخالفوا سنته، وانتصروا لأعدائه ولم ينصروه، إليهم جميعًا وإليكم، أهدي هذه
الصفحات، ليجد فيها من عَلِمَ الاستزادة، ومن لم يعلمْ الاستفادة)، فالخطاب الجديد
في التعامل مع السيرة لا يستثني أحدا من الناس.
ـ لقد جاء عنوان كتابكم: "سيظل رسول الله
صلى الله عليه وسلم ..مهما أساؤوا" حاملا للكثير من الرسائل؟
صدقتِ كاتبتنا الكبيرة؛ فالعنوان يحمل في
طياته الحقب التي مضت والتي ستظل آتية في التطاول والنيْل من قدر ومكانة سيرة
النبي العظيم صلى الله عليه وسلم؛ فلن ينتهي الاستشراق أو الدراسات في مقارنة
الأديان، ولهذا فالعنوان جاء ليقرر أيضا أنكم يا من تسيئون إليه صلى الله عليه
وسلم ـ بزعمكم ـ ستذهبون إلى حيث تستحقون من الله في الدنيا والآخرة، بينما سيظل
هو صلى الله عليه وسلم رسول الله شئتم أم أبيتم.
ـ المفكر الإسلامي دكتور السيد إبراهيم الغيور على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم،
لقد دأب الغرب على أن لا يتركنا وشأننا وديننا الحنيف، ونبينا الكامل المعصوم صلى الله
عليه وسلم، فلا نكاد نخرج من غمار إساءة حتى يدخلوننا فى غيرها، رغم ما ظهر لهم
من ردود الأفعال العنيفة من عامة
المسلمين. فما السر وراء هذا المسلك الشائن؟
إنهم ينطلقون من تاريخ قديم/ جديد/ قادم ولم ولن ينتهي، وذلك بعد أن درستُ تاريخ إساءاتهم لرسولنا صلى الله عليه وسلم، وديننا الحنيف، وكتابنا المعصوم من الزلل والتحريف؛ فالسبب في معاودة الإساءات يكمن في الخوف من المد الإسلامي النامي في أوروبا، من خلال الترويج لبعض المؤلفات الكنسية وكذا المنظمات اليهودية المناهضة للإسلام، وهذا يبدو واضحًا حين اضطرت بعض الكنائس الغربية إلى عقد اجتماعات سرية وعاجلة، تم فيها نصح القساوسة ورجال الدين التابعين لها بعدم قراءة القرآن وكتب سيرة نبي المسلمين محمد صلى الله عليه وسلم، بعد أن تأكد لديهم انتشار نسخ من القرآن الكريم بين عدد من قساوستها وتداولهم لبعض تلك الكتب الإسلامية، ونظرًا للزيادة المضطردة في إسلام بعض الشباب وغالبيتهم من الفتيات اللواتي يتزوجن من شباب مسلمين.
وليس مجهولاً أن منظمة "وقف أسلمة أوروبا" معروفة بالتنسيق علي الساحة الأوروبية ضد الإسلام والمسلمين، وتملك شبكة علاقات مع المؤيدين لإسرائيل، وتتسم مواقفها بكثير من التطرف، وهو مايثبت تحالف اليهود مع كل المنظمات المتطرفة التي تتفشى في سائر البلدان الأوروبية والتي تهاجم المساجد، وتطالب بوقف بنائها، ومنع بناء المآذن، والحض على إصدار القوانين التي تمنع النقاب.
ـ لقد ذكرت في كتابكم يا دكتور أن الإساءات
الغربية تشكل مكسبا حتى للمسلمين، كيف؟
صحيح دكتورة روعة، لقد كانت مكسبا لنا وخسارة مزدوجة ومضاعفة لمن أرادوا الإساءة للإسلام؛ فقد رجع بعض أبناء الجالية الإسلامية ممن كانوا داخل طوفان الذوبان الغربي إلى دينهم الحنيف، حين اشتعلت جذوة حميتهم لرسولهم صلى الله عليه وسلم ولدينهم، وهذه مزية هذا الدين المناضل والمكافح ضد كل من يحاول وأده، وفي هذا إثبات جيد على جهلهم بقدر وشخص رسولنا صلى الله عليه وسلم. فإقبال الأوروبيين على الإسلام، وعودة المسلمين المستغربين المتأوربين إلى الإسلام يدفعهم حقدًا على تكرار تلك الإساءات لعلها تشفى ما في صدورهم من غل لأنهم يريدون منا أن تعب حتى النهاية، بحيث نسَلِم لهم بحرية الإساءة والتجاوز.
ـ وهذا الخوف من الإسلام أو الإسلاموفوبيا هو الدافع إلى الإساءة للإسلام ونبيه الكريم
صلى الله عليه وسلم؟
نعم، فالخوف من الإسلام أو الرُّهاب من الإسلام هو الذي اصطلح عليه بـ "الإسلاموفوبيا"، وهو مصطلح ليس قديما بل جديد نسبيا، ويراه العلماء خوفٌ مرضي واقع من الخلط المتعمد من تصدير بعض وقائع إرهابية يقوم بها بعض من ينتسبون للإسلام فيصمون بها الدين الإسلامي وكل من يدينون به، ومع هذا فهم يتعمدون عدم الخلط من اليمين المسيحي المتطرف أو الأصولي في الغرب تجاه المسلمين، ودوما ما يقدمون التبريرات النفسية للتخفيف من أفعالهم.
ـ ولماذا يصرون على هذا المصطلح يا دكتور؟
لأنهم بهذا يصدرون الإسلام ككتلة واحدة متجانسة ومتناغم مع يصمونه بها من صفات، وأنه دين غير قابل للتعايش في الوسط الغربي لانعزالية أتباعه وعدم انسجامهم مع البيئة الأوروبية ومجتمعاتها، وأن الإسلام دين يحض على العدوانية وإيذاء الغير المخالف لعقيدته، وأنه دين لا يرقى أن يدين به الأوروبي لأنه ينافي العقلانية والمنطق، ومن ثم وجب مهاجمته لدونيته، ولكونه يستحق هذا لأنه دين تصادمي، غير اجتماعي، ولا يتسق مع الأنساق والقيم الثقافية الغربية.
ـ لكنكم رصدتم أن الإساءات للرسول صلى الله عليه وسلم كممثل لهذا الدين قديمة وليست
حديثة؟
لقد تواكبت الإساءة إلى شخص رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مع بزوغ أول شعاع لنور دين الإسلام في مكة المكرمة، وكان مبعثها المشركين عبدة الأوثان، ومع دخول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أثار عليه حفيظة قلوب المنافقين، وحقد اليهود الكارهين، أما عن إساءة الغرب في عصرنا الحديث، فقد تميزت بالتقدم النوعي تحت غطاء البحث العلمي والمنهجي من أجيال متتالية تسلم الشعلة إلى بعضها فى إصرار عجيب وغريب، منذ كانوا يعيشون في حاضرة الخلافة الإسلامية الزاهرة، أو مع بدايات الحروب الصليبية التي شنوها على الشرق الإسلامي.
ـ دكتور السيد إبراهيم لقد توصلت إلى فساد المنهج الغربي في التعامل مع الرسول صلى
الله عليه وسلم، كيف؟
إن الغرب المسيحي يبدو دائماً تجاه المستجدات الدينية التي تخالف منهجه غير محايد وغير أمين، ولذلك فهو يبدأ بثورة عارمة مصحوبة دومًا بالاتهامات المقولبة والمعلبة التي يلقيها في وجه الخصم في محاولة آثمة للنيل منه بغية إقصائه عن طريقه، وليس أدل على ذلك الذى ذهبتُ إليه بعد مطالعة ما دونوه ضد المصلح الألمانى الإنجيلي "مارتن لوثر" والذي لا يبعد كثيرًا عن تلك الاتهامات المسفة في حق نبينا صلى الله عليه وسلم، مع الفارق الهائل بين نبينا ولوثر؛ فهذا نبي مرسل وذاك مصلح معاصر لهم يعلمون عنه أو لا يعلمون ما يقولون، ولقد قالوا في حق لوثر أنه شخص ضل السبيل وانقطع عن الصلاة فصار شقيًا تعسًا في حياته، كما أنه كان السبب في بؤس الشعب الألماني، بل وصفوه بأنه كان يعاني من مرض نفسي منذ صباه، وقد التحق بالدير دون دعوة حقيقية وأنه كان فاسد الأخلاق والإيمان، وهو زان، وبطل كاذب، ونبي كاذب ومصلح كاذب، يهدم ولا يبني، وكان مشوِهًا وليس مصلحًا، فهو يهوذا وعدو المسيح وخادم الشيطان. كل هذا لأنه خرج على وعن الكنيسة الكاثوليكية.
ومثلما نقل كُتَّاب الغرب المحدثين عن كتاب "ثيوفانوس المعترف" كل ما يقدح في شخص نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، دون تثبت أو إعمال فكر، فعلوا نفس الفعل مع لوثر؛ فقد نقلوا كل أفكارهم فيه وعنه من كتاب ألفه عن لوثر بعد موته بثلاث سنوات كاهن كاثوليكي ألماني يُدعى "يوحنا كوكلاوس". لا يحتاج الأمر إلى تعليق لكي نتبين مدى خسة ذلك المنهج غير العلمي ـ إذا جاز لنا أن نسميه منهجًا ـ الذي يمارسه أذناب الغرب ضد من يعارضهم، لتزول بذلك معظم الدعاوى التي تصفهم بالعقلانية، والحيادية، والنزاهة العلمية في أغلب نقدهم للإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم.
ـ لقد طالعتُ من خلال كتابكم: "سيظل رسول الله صلى الله عليه وسلم" فصلا بعنوان
"الصور والرسوم المسيئة للمسيح عليه السلام"، فماذا أردتم من التعرض لشخص
المسيح في معرض حديثكم عن نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم؟
كان السبب من وراء ذلك أن أبين للمسلمين مدى السفاهة والجهالة التي يتعامل بها بعض، إن لم يكن أغلب، أهل الغرب تجاه نبي الله عيسى وأمه مريم عليهما السلام بالرسوم والصور والمسيئة، تطييبا لخاطرهم، وبينتُ أن العيب ليس في الإسلام ونبيه بل العيب في جبلتهم وخلقتهم وطبيعتهم الخُلقية، كما قصدتُ من وراء هذا تعرية الموقف الغربي الذي يحاول أن يرينا أن استعمال هذا الحق في الغرب باسم حرية التعبير مقبول لأنهم شعب عقلاني متفتح، بينما رصدتُ الكثير من موجات العنف الغاضبة من المتشددين المسيحيين ضد هذه الصور والرسوم، بل شهدت الدنمارك قبل سنوات قليلة قضية مشابهة للإساءة للسيد المسيح عليه السلام، مما أثار حفيظة واحتجاج المواطنين المتدينين وأدى الغضب إلى سحب المنتج المسيء من الأسواق.
كما أردتُ تبيين موقفنا ـ نحن المسلمين ـ من رفضنا للطعن في أي نبي، لأنه طعن فيهم جميعًا عليهم السلام، ذلك أن الرسالات كلها عِقدٌ وعهدٌ واحد نظامه الدعوة إلى الله وهداية البشر إلى أقوم الطرق، والأنبياء جميعهم أخوة في أسرة واحدة وإن كان الله فضل يعضهم على بعض، ومحمد صلى الله عليه وسلم أحد أفرادها، وإن كان أفضلهم جميعًا، فهو سيد ولد آدم كما صح في الحديث.
ـ لماذا جاء ذكر "الهولوكست" في كتابكم دكتور السيد إبراهيم، ودلالته في الحديث عن
الدفاع عن الرسول صلى الله عليه
وسلم، كما يتبادر إلى الذهن بُعد العلاقة؟
بل العلاقة متينة، والرابطة بينهما في أهم قياساتها التي تهدم معبد وقدسية "حرية التعبير" في الغرب المناور والمداور والمراوغ؛ فقد أصبحت (الهولوكست) الصخرة المجيدة المقدسة التي تتحطم فوق قمتها جميع هذه الادعاءات؛ فبسببها تعرض مجموعة من المؤرخين والعلماء والمفكرين من مشاهير أوروبا وغيرها بالسجن، والضرب، والاضطهاد، والمصادرة، والعزل، والهروب، والملاحقة، والطرد بل الموت أيضًا. ولقد ذكرتُ في الكتاب ضحايا تلك الملعونة، ومنهم: المؤرخ البريطاني "ديفيد ايرفنج" الذي حُكِمَ عليه بالسجن بتهمة أنه نفى وجودها، والمؤرخ وعالم الجغرافيا الفرنسي الشهير "بول راسنيين" فكان جزاؤه المطاردة ثم محاكمته، وغيرهم كثير وأشهرهم وليس آخرهم "رجاء جارودي" الذي ما أن أصدر كتابه: "الأساطير المؤسِسِة للسياسة الإسرائيلية" حتى رفضت كل دور النشر طبعه، بل حاصرت المنظمات الصهيونية صاحب مكتبة في سويسرا تجرأ ووزع الكتاب بعد أن طبعه جارودي على نفقته الشخصية دون تمويل من أى جهة ولو عربية، ثم أقاموا عليه دعوى؛ فكان جزاؤه الحكم بالسجن لمدة أربعة أشهر وبغرامة مالية قدرها 20 ألف دولار، وهددوه بالقتل ومارسوا ضده أبشع وسائل الإرهاب الفكري.
فأين حرية التعبير المقدسة في الغرب التي تسمح
برسم صور مسيئة لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم بينما لا تسمح الحكومات والمحاكم
في أوروبا أو أمريكا مطلقًا بأية مقالة أو كاريكاتير أو أي مقابلة تلفزيونية أو أي
كتاب يدعو إلى معاداة السامية؟! كما لا يجرؤ أي كاتب أو مؤرخ على إنكار
"الهولوكست" إلا أولئك القلة التى تهورت وفعلتها فنالها ما نالها.
ـ لقد جاء كتابكم لكي يوصل رسالة هامة ضد هذه الممارسات السيئة والسلبية والتكرارية، التي تعطي لنفسها الحق في الإساءة، وتطالب المسلمين بعدم الاحتجاج، وعدم مقاطعة منتجاتهم؟
نعم جاء الكتاب بمثابة رسالة للغرب: إنه من غير العدل أن تهينني في عقيدتي، ثم ترسم لي حدود الرد المسموح في رد إهانتي، فكيف تكونون الخصم والحكم، لقد تعودنا منذ زمن بعيد معيارية الحكم المزدوج المتناقض الصادر من رجل الكاوبوي الأمريكي، وتابعه رجل الإسباجتي الغربي في أمور تتعلق بالسياسة وحقوقنا المهدرة، وسرقة أراضينا، وتاريخنا، ومواردنا، لكن أن يصل قطاركم الجائر إلى محطة مقدساتنا، فهنا تقع المسئولية على من اعتدى قبل أن تقع على من احتج .. والسفيه هو من يكرر إساءاته، لا من يكرر احتجاجاته.
إننا نؤمن بأن سيدنا ومولانا وربيع قلوبنا وسيد الأولين والآخرين، وأغلى على كل مسلمٍ مؤمن موحد من نفسه ووالديه وبنيه، وبكل غالي نفتديه، وأغلى أمانينا أن يجمعنا الله به كما جمع بين الروح والجسد في الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يسقينا بيده الشريفة شربة ماءٍ هنيئةٍ مريئةٍ لا نظمأُ بعدها أبدًا من حوضه المورود، وأن يرزقنا شفاعته صلى الله عليه وسلم، لعله روعكم أن نرد منتجاتكم ونقاطعها؛ لأن من صوره في هذه الصور المهينة بحسب خياله المريض، يعيش في قلب ألف مليون وخمسمائة مليون مسلم، تدق نبضاتهم في كل صلاة بالصلاة والسلام عليه، ويقرأون سيرته، ويحفظون أقواله، ويخافون مـــــــن الكذب عليه، ويخشون من أفعالهم السيئة في الدنيا حين يلقاهم في الآخرة، ويعلمون كم تعذب وأوذي في حياته لينشر دين الله تعالى في العالمين، والذي لم يكن سبابًا ولا فظًا ولا عيـابًا ولا فحاشًا، بل كان أعظم الخَلق خُلقًا، ورحمةً للعالمين صلى الله عليه وسلم.
ـ صلى الله عليه وسلم، وأشهد أني استمتعتُ بقراءة
الكتاب مثلما استمعتُ بهذا الحوار القائم على العاطفة والعقل، والبرهان والحجة
والعلم واليقين، والنابع من ثقافة موسوعية عربية غربية يتسم بها عقل وقلب المفكر
الإسلامي الموسوعي المتنوع دكتور السيد إبراهيم أحمد، وأشهد له بهذا من خلال
حواراتي الكثيرة والطويلة معه، وعلى أمل اللقاء بكم في حوار جديد أترككم في أمان
الله وأمنه.
♦️ الحوار باللغة الأنكليزية:
On the Prophet’s Biography, the Holocaust, and Islamophobia
Dialogue with Dr. Ibrahim Ahmed
Doctor splendor Mohsen Al-Dandan
* She led the dialogue:
Syrian journalist and journalist Rawa'a Mohsen Al-Dandan - Director of the Syria Office of the International Federation of Press and Electronic Media
* Guest dialogue:
Dr. Ibrahim
Editor-in-chief of the treasures of pens
magazine
Member of the Arab Creators Division at the
Arab League
Dr. Ibrahim Ahmed Dhafi is distinguished in
this dialogue by his encyclopedia and depth in his treatment of many areas of
knowledge, creativity and thought, and among the most important features of his
religious studies in the purified biography of the Prophet, the sciences of the
Holy Quran and others; He issued the Islamic Encyclopedia in the Biography of
the Prophet, which includes the first book on the cave of Hira in the Islamic
world, “Hira’s Cave of Light,” and his other books, namely: “The Miracle of
Muhammad,” “Muhammad, peace be upon him as you did not know him,” and “Women in
the life of the Prophet.” May God’s prayers and peace be upon him, “Love in my
mother Aisha,” “The approach of asceticism in the life of the Messenger, may
God bless him and grant him peace,” “The Messenger of God, may God bless him
and grant him peace, will remain no matter what they do wrong,” and “The human
miracle of the Messenger, may God bless him and grant him peace.” , “Spotlight
on the First State of Islam”, “Simple Studies in the Biography of the
Biography”, “Easy Tourism in the Rehab of the Biography” and other books to be
published.
- Dr. Al-Sayyid Ibrahim, why did I tend to write about the purified biography of the Prophet?
Your great writer believed. The title carries with it the ages that have passed and that will continue to come in length and distortion of the fate and stature of the biography of the Great Prophet, may God bless him and grant him peace. Orientalism or studies will not end in comparing religions, and for this reason the title also came to state that you who offend him, may God’s prayers and peace be upon him - according to your claim - will go where you deserve from God in this world and the hereafter, while he, may God’s prayers and peace be upon him, will remain the Messenger of God whether you like it or not.
They start from an old / new / upcoming history that did not and will not end, after I studied the history of their abuse of our Messenger, may God bless him and grant him peace, and our true religion, and our book is infallible from misstep and distortion. The reason for the recurrence of abuse lies in the fear of the growing Islamic tide in Europe, through the promotion of some church literature as well as Jewish anti-Islam organizations, and this seems clear when some Western churches were forced to hold secret and urgent meetings, in which priests and their clerics were advised not to read The Qur’an and the books of the biography of the Muslim Prophet Muhammad, may God’s prayers and peace be upon him, after they were certain that copies of the Holy Qur’an were spread among a number of its priests and their circulation of some of these Islamic books, and due to the steady increase in the Islam of some young people, the majority of whom are girls who marry Muslim men.
It is true, a wonderful doctor, she was a gain for us and a double and double loss for those who wanted to offend Islam. Some members of the Muslim community who were inside the flood of Western melting returned to their true religion, when the flame of their prophet, may God’s prayers and peace be upon him, and their religion were ignited. Upon him and upon him. The Europeans' appetite for Islam, and the return of the strange, troubled Muslims to Islam drives them to hate the repetition of these offenses, hoping that they may heal their chests because they want us to tire out until the end, so that we acknowledge them with the freedom to offend and transgress.
Yes, fear of Islam or phobia of Islam is what has been termed "Islamophobia", which is a term that is not old but relatively new, and scholars see it as a pathological fear arising from the deliberate confusion of exporting some terrorist incidents carried out by some who adhere to Islam and stigmatize the Islamic religion and all Those who owe it, and despite this they deliberately not confuse the extremist or fundamentalist Christian right in the West towards Muslims, and they always provide psychological justifications to mitigate their actions.
Because by this they are exporting Islam as a single bloc that is homogeneous and harmonious with its attributes, and that it is a religion that is not coexistent in the western midst because of the isolation of its followers and their inconsistency with the European environment and its societies, and that Islam is a religion that incites aggression and harm to others who violate its belief, and that it is a religion that does not live up to it owes it. European because it contradicts rationality and logic, and therefore must be attacked inferiority, and for being deserving of this because it is a confrontational, antisocial religion, and inconsistent with Western cultural patterns and values.
A: But you have noticed that the insults of the Messenger, may God bless him and grant him peace, as a representative of this religion are old and not modern?
The insult to the person of our honorable Messenger, may God’s prayers and peace be upon him, coincided with the dawn of the first ray of the light of the religion of Islam in Makkah Al-Mukarramah. The West in our modern era was characterized by qualitative progress under the cover of scientific and methodical research from successive generations that delivered the torch to each other in a strange and strange insistence, since they lived in the glorious metropolis of the Islamic caliphate, or with the beginnings of the Crusades they waged against the Islamic East.
The Christian West always seems towards religious developments that contradict its approach is not neutral and dishonest, and therefore it begins a massive revolution that is always accompanied by the stereotyped and tinned accusations that it throws in the face of the opponent in a sinful attempt to undermine him in order to exclude him from his path, and there is no evidence for that which I went to after reading What they wrote against the German evangelical reformer "Martin Luther", who is not far from those deplorable accusations against our Prophet, may God bless him and grant him peace, with the huge difference between our Prophet and Luther; This is a messenger prophet and that is a contemporary reformer for them they know about or do not know what they say, and they said in the truth of Luther that he was a person who strayed and stopped praying and became miserable in his life, as he was the cause of the misery of the German people, but rather described him as suffering from a mental illness Since his youth, he joined the monastery without a real invitation and that he was corrupt of morals and faith, and he was an adulterer, a false hero, a false prophet and a false reformer, who was demolished and not built, and he was a deformed and not a reformer, so he is Judah, the enemy of Christ and the servant of Satan. All this because it went out on and off the Catholic Church.
The reason behind this was that I show the Muslims the extent of foolishness and ignorance with which some, if not most, people of the West deal with the Prophet of God Jesus and his mother Maryam, peace be upon them, in drawings and images and offensive, to goodness to their minds. And their moral nature, as I intended from behind this to expose the Western position that tries to show us that the use of this right in the West in the name of freedom of expression is acceptable because they are a rational and open people, while I observed many angry waves of violence from Christian militants against these pictures and drawings, but Denmark witnessed years ago There are few cases similar to the abuse of Christ, peace be upon him, which aroused the ire and protest of religious citizens and led to anger in withdrawing the offending product from the market.
Rather, the relationship is strong, and the link between them is in its most important measure, which destroys the temple and sanctity of "freedom of expression" in the manipulative, manipulative and elusive West. The (Holocaust) has become the glorious and sacred rock that all these allegations are shattered on top of; Because of it, a group of famous European and other historians, scholars and thinkers are subjected to imprisonment, beatings, persecution, confiscation, isolation, escape, prosecution, expulsion, and even death. I mentioned in the book the victims of that damned one, including: the British historian "David Irving" who was sentenced to imprisonment for the accusation that he denied its existence, and the famous French historian and geographer Paul Racine. As soon as his book: “The Founding Myths of Israeli Politics” was published, all publishing houses refused to print it. Rather, the Zionist organizations surrounded the owner of a library in Switzerland who dared to distribute the book after Jarudi had printed it at his personal expense without funding from any party, even Arab, and then they sued him His penalty was a four-month prison sentence and a fine of $ 20,000, and they threatened him with death and practiced the most heinous means of intellectual terrorism against him.
Your book came to deliver an important message against these bad, negative and repetitive practices, which give themselves the right to offend, and demand Muslims not to protest, and not to boycott their products?
Yes, the book came as a message to the West: It is unfair that you insult me in my creed, and then you draw the limits of the permissible response in response to my insult, so how can you be the opponent and the judge, we have long been accustomed to the standard of the contradictory double rule issued by the American cowboy, and the Western spaghetti man followed it In matters related to politics, our wasted rights, the theft of our lands, our history, and our resources, but for your unjust train to reach the station of our sanctities, here the responsibility rests on the one who attacked before it happened on the one who protested .. The fool is the one who repeats his offenses, not the one who repeats his protests.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق