السبت، 28 ديسمبر 2024

سفراء المعرفة العرب بين المعاصرة والتراث..


 

   مازالت قضية التراث ومحوه أو أو تقديره أو تقديسه أو تبخيسه مستمرة معنا منذ أجيال مضت وأجيال قادمة، أي أنها ستستمر معنا في عامنا القادم. من أجمل ما عرفتُ هذا العام 2024م برنامج سفراء المعرفة، الذي يقدم نماذج طيبة لهؤلاء الذين يعدون مشاعل نور للأجيال القادمة بما يقدمون من فكر وعلم وأدب في مناحي الحياة كافة، الذي يأتي في بث مباشر كل يوم، وخطته تقديم سفير من سفراء المعرفة في عالمنا العربي، لكي يهدينا خبرته وتجربته الطويلة في تخصصه، وكيفية تغلبه على الصعوبات التي واجهته بهدف تذليل الصعاب على شبابنا، وتخفيف العبء النفسي عنهم ويترك بصمة في درب النجاح من أجل بناء جيل أكثر فعالية في مجتمع سليم معافى، كل حسب إختصاصه؛ فهو برنامج ثقافي، تربوي، تنموي، حضاري وتوعوي، وكل ما يفيد مجتمعنا العربي ويزرع فينا الأمل، وهدف ملتقى الشباب العربي في لندن أن: (نسمو بكم ومعكم عاليًا في عنان الثقافة والمعرفة المتنوعة)!


   المدهش أن هذا البرنامج يقدمه "سفير سفراء المعرفة" ـ كما أصفه وأسميه ـ الإعلامي المحترم شريف التميمي، ويعاونه في إعداده طاقم من الإداريين والاستشاريين الجادين المثقفين، قد بدأ رحلته ـ أي البرنامج ـ من أخريات أيام عام 2019م وحتى تاريخنا الراهن، يعمل من قلب لندن من أجل إحياء ثقافة المعاصرة والحداثة ويناضل، في نفس الوقت، من أجل إحياء تراثنا العربي والإسلامي، بل يتحمل مُعده ومقدمه الكثير من الاستهجان والاعتراض على صنيعه هذا، ولعل من يتابع أسماء القامات من سفراء المعرفة العرب الذين جاء اختيارهم حسب معايير دقيقة لا تعرف المحاباة أو الانحياز، بل بحيدة علمية ونزاهة وتجرد، سيرى أنها تغطي أغلب بلدان عالمنا العربي، وسيعاين كَم الجهد المبذول في انتقائهم وتقديمهم.


   كما أن الموضوعات التي تم تناولها خلال تلك الأعوام تشكل وحدها موسوعة تضمها مجلدات، ومع هذا يصر المجاهد التميمي المُضي قدمًا بسفينته في هذه الأجواء التي تغطي منطقتنا من حروب واستهداف داخلي وخارجي، باذلاً من جيبه ما هو أحق به من مال في سبيل أن يُنجز ما أنجز وسينجز ولم يصبه هاجس من إخفاق أو نداء بالرجوع وكفى ما خسرناه أو ما ربحناه ..


    والربح المتحقق هنا هو مساهمته وفريقه وثُلة من سفراء المعرفة وأنا واحد ممن وقع الاختيار عليه لأنال شرف الإبحار معهم. ويشهد الله أنني لم أكن أعرف الرجل أو برنامجه أو طاقمه، وهو ما يمنحني شرف الاعتزاز بهذه السفارة التي أعتبرها تكليف لا تشريف، وقد رأى أخي شريف أنني أصلح كمشروعٍ لجندي مقاوم في سبيل تراث قومه؛ فقدمتُ وسأقدم معه عدد من حلقات البرنامج ولن ننتقل لموضوع غيره إلا إذا أحس ربان السفينة بأنه هنا يمكننا التوقف.


   في وداع عام واستقبال عام لا أجد سوى رفع أكف الضراعة لله تعالى أن نرى عالمنا العربي والعالم يسوده السلام، وأن يتوقف نزيف الدماء، وهدم البيوت، ودك الأحلام، وتقويض الأماني، وهجرة الطيور والبشر.. وأن نسعى لإحياء تراثنا لأنه هويتنا وجذورنا وعراقتنا وتنوعنا الثقافي والإنساني الذي يجب أن نحترمه وأن نتعلم كيف نُديره كما تديره الدول المتقدمة، وأن يمضي كل واحد منا إلى غايته في اطمئنان دون تنمر أو تذمر أو كيد أو شر لأخيه الإنسان في أي مكان، نحترم العقائد، والمعابد، والكتب المقدسة لكل دين.. فلكم دينكم وليَّ دين.. والسلام يضمنا .. والإنسانية تكفينا وتحمينا.. والحوار يثرينا.. واحترام وجهات النظر..


  وكل عام وأنتم جميعا بكل خير: ملتقى الشباب العربي ـ لندن، سفير سفراء المعرفة التميمي، وكل سفراء المعرفة الذين قالوا كلمتهم ومضوا أو من سيستمرون أو سيأتون، ومن يتابع ما يقولون من العرب وغير العرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق