الخميس، 28 سبتمبر 2017

الكون والإنسان في التكوين والقرآن في ضوء مقارنة الأديان (WORD)






من الزوايا الهامة التي تبرز الاختلاف الجوهري بين الإسلام واليهودية والمسيحية هو تصوره لخلق الكون وخلق الإنسان والذي يثبت للدارس المحايد أن التصور الإسلامي هو التصور الأصوب والأدق على مستوى النصوص المقدسة الواردة بالكتب السماوية السابقة عليه، وهو ما يثبت أيضًا أن القرآن الكريم هو كتاب الله العزيز المهيمن على كل الكتب السابقة عليه، وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
  وليست الغاية القصوى من ذكر آيات الخلق والكون في القرآن الكريم تكمن في الدلالة على صحة ما جاء فيه، بل الغاية منه هو الوقوف على مدى التحريف الذي امتد إلى الكتب المقدسة قبله والتي نالت من مصداقيتها وصحتها، وذلك الذي يتغياه الباحث من تطبيق أدوات علم مقارنة الأديان طبقًا لضوابطه العلمية المنهجية المحايدة والصارمة التي لا تنحاز إلا لصاحب الحجة والبرهان والدليل على صحة ما يذهب إليه.
  ومن العلوم الهامة التي سبق إليها علماء الإسلام علماء الدنيا هو علم مقارنة الأديان وهذا ما قد يغيب عن بعض المسلمين وينسبون الفضل في وجوده إلى بعض علماء الغرب، ومن هنا وجب أن نلفت الأنظار إلى هذا المنحى الذي يتشابك مع موضوع الكتاب في إلقاء الضوء على هذا العلم.
  وسأقتصر في هذا الكتاب على إيراد قصة الخلق للكون والإنسان كما جاءت لا في التوراة والإنجيل معًا وليست في كل أسفار العهد القديم كلها بل سأقتصر على ما ورد في سفر التكوين من التوراة، وكما وردت في القرآن الكريم، من خلال منهج التحليل المقارن.
  وإذا كان القرآن الكريم قد تناول نفس الموضوعات التي ذكرتها التوراة إلا أن التناول والمعالجة مختلفان جدًا؛ إذ كل ما ورد في التوراة عن قصة خلق السموات والأرض إنما جاء في سفر التكوين عبر عدة آيات، ولم تذكر التوراة قصة الخلق بعدها، بينما لا يذكرها القرآن الكريم كرواية كاملة، إنما يذكرها في مواضع مختلفة تقصها بتفاصيلها وترتيب الخلق فيها.
  سيتضح بعد هذه المقارنة موازنة الفرق بين النصين القرآني والتوراتي، مدى موافقة القرآن الكريم لآيات هذا السفر بالتصديق أو التكذيب لما جاء فيه، أو سكوته عنها وذلك إشارة منه إلى عدم تصديقها.
  والله أرجو أن يجعل ما كتبته نافعًا للإسلام والمسلمين، وأن يقنع أصحاب العقول والقلوب التي تبحث عن الحق أن تهتدي إليه، كما اهتدى إليه فطاحل علماء الغرب في ميادين العلوم المختلفة، ومنهم من أسلم، ومنهم من أقر للقرآن الكريم بالأسبقية وإن لم يسلم.

                                   المؤلف 







الكون والإنسان في التكوين والقرآن في ضوء مقارنة الأديان (WORD): pa href='http://www.alukah.net/Books/Files/Book_10178/BookFile/humman_Universe.docx' target='_blank'img style='display: block; margin-left: auto; margin-right: auto;' title='الكون والإنسان في ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق