كتاب :”أحكام العبادات في التشريع الإسلامي 2 ــ 2″
نستكمل مع الكاتب فايق سليمان دلدول في الجزء الثاني سنن الصلاة، وهي التي طلب الله تعالى الإتيان بها بغير جزم، فإن لم يفعلها المصلي فلا يعاقب، وإن فعلها يثاب عليها. وأقسام السنة قسمين، هما: الأبعاض، والهيئات، وهذه الهيئات كثيرة في الصلاة ولا يسجد المصلي إذا نسيها سجدة السهو.
كما يتناول المؤلف كيفية الصلاة في النقطة التاسعة، وهو أن يقف المصلي متوجهًا إلى القبلة على طهارة في بدنه وثوبه ومكانه، مستورًا بلباسه غير مكشوف العورة، رافعًا يديه بمحاذاة منكبيه، ناويًا أي مستحضر النية بقلبه مع جواز أن ينطق بها، وينطق بتكبيرة الإحرام، مع وضع كفه اليمنى على اليسرى فوق أو تحت السرة جائز، وله أن يفتتح صلاته بدعاء الاستفتاح، ثم يتعوذ ويبسمل قبل قراءة سورة الفاتحة، على أن يجهر بالقراءة في مواطن الجهر وأن يسر في مواطن الإسرار، سواء أكان إماما أو منفردا، ثم يهوي بالركوع مراعيًا مساواة الرأس والعجز والتفريج بين الأصابع، وأن يسبح بقوله أثناء الركوع: “سبحان ربي العظيم”، وفي حال قيامه يقول: “سمع الله لمن حمده”، ثم يسجد مع تكبيرة الانتقال، ويقول في سجوده: “سبحان ربي الأعلى”، ثم يرفع رأسه من السجود مع التكبير بين السجدتين ويجلس باطمئنان وله أن يدعو، ثم يكبر في النزول للسجدة الثانية وبهذه السجدة تنتهي الركعة الأولى ليقوم منها ويكرر المصلي ما فعله في الركعة الأولى، غير أنه يجلس للتشهد في الركعة الثانية ويقرأ التشهد إلى “أشهد أن محمدًا عبده ورسوله” هذا إذا كان هذا هو القعود الأول من الصلاة الرباعية، فيقوم بعدها للركعة الثالثة والرابعة فيجلس للتشهد الأخير وهذا إذا كان أيضًا في الركعة الثانية من صلاة الصبح ويقرأ التشهد كاملًا، ثم له أن يدعو الله تعالى بما شاء بين التشهد والتسليم.
يشرح المؤلف فايق سليمان دلول في النقطة العاشرة سجود السهو والذي تناوله بالتعريف لغة واصطلاحًا، فهو السهو والنسيان لغة، وفي الاصطلاح الشرعي هو الخلل الذي يحدثه المصلي في صلاته ويأتي سجود السهو لتصحيح وجبر الخطأ، وذلك رحمة من الله تعالى لكي لا يشق على المسلم فيعيد صلاته من جديد.
وحكم سجود السهو لمن صلى إمامًا أو منفردًا، أما من صلى جماعة خلف الإمام فعليه أن يتابع الإمام في السهو ولا يخالفه، ولا يسجد المأموم سجدة سهو إذا أخطأ هو فالإمام ضامن ويتحمل عنه سهوه، كما تناول أسبابه وصفته وهي سجدتان يأتهما المصلي كسجدة الصلاة مع استحضار النية القلبية، ويأتي بالسجدتين في نهاية الصلاة بين التشهد والتسليم اتباعًا لسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
يصل الكاتب إلى النقطة الحادية عشر وهي التي تختص بقضاء الصلاة، والقضاء هو أن يأتي المسلم بالصلاة التي خرج وقتها في وقت غير وقتها. وحكم القضاء في حق المسلم واجب إن كان تأخيرها عن وقتها سهو منه أو بقصد، غير أنه يأثم إذا تعمد التأخير، ولكن من أخرها لعذر شرعي قهري فلا يأثم على ذلك، مثل عذر الحيض والنفاس والإغماء، فلا يقضيها فقد سقطت عنه، وعليه أن يرتب الصلوات التي فاتته ويصليها قبل الصلوات الحاضرة إلا إذا خاف فوات الحاضرة صلاها أولًا، ومن فاتته صلاة في السفر قصرًا صلاها في الحاضر كاملة.
بعد هذه النقطة تطرق الكاتب لصلاة الجماعة ومشروعيتها وفضلها وحكمتها، كما تناول جمع الصلاة وقصرها، وهما من الرخص التي منحهما الله تعالى للمسافر تخفيفًا عليه، فيقصر الصلاة الرباعية دون غيرها بأن يجعلها ركعتين بدلًا من أربع ركعات، وأن يجمع بين الصلاتين، والأصل في الجمع والقصر ما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة، وقد اشترط العلماء أن يكون السفر في طاعة الله تعالى أي في غير معصية، ويخير المصلي بين القصر والإتمام حيث أن القصر رخصة له إن شاء استعملها، والأفضل له أن يستعملها.
وقد تناول الكاتب عبر هذا الفصل صلاة الجمعة، كما تطرق لصلاة العيدين، وكيفيتها، وآدابها، وحكم صلاة الكسوف ، وحكم صلاة الاستسقاء، وصلاة الخوف، وكذلك تناول صلاة الجنازة ، ثم اختتم الكاتب الفصل بتناول صلاة التراويح مشروعيتها وحكمها.
بعد ما تقدم أقول:
ليس هناك من شك أن المستفاد من التطرق لموضوع الصلاة فيه من الخير الكثير ذلك أن الصلاة خير موضوع، ومن المهم ألا يستهين مسلم بمراجعة أحكامها وأوقاتها وكيفياتها، ذلك أن هناك ما يدور حوله الخلاف بين المصلين في المساجد في بعض المسائل الخارجة عن كونها من أركان الصلاة من سننها، أو هيئاتها ومع هذا ينزلونها منزلة الركن، كما أنهم يشتطون في أحكامهم فيعطون درجة الواجب إلى ما هو مستحب، ولقد ذكر الكاتب ـ جزاه الله خيرًا ـ بعض الحكم الكامنة وراء الأحكام من مثل ارتباط صلاة الكسوف بالإسرار في القراءة، وارتباط الجهر في القراءة بصلاة الخسوف وأن الحكم هنا منصرف لعلة أن الكسوف آية من آيات الله التي تقع في النهار، والصلوات النهارية في الإسلام مثل الضحى والظهر والعصر صلوات واجب فيها القراءة السرية، وأن الخسوف آية من الله تعالى تقع في الليل والصلوات الليلية في الإسلام مثل العشاءين الصلوات فيهما جهرية.
على خير موضوع كنا معًا في هذه الحلقة، وعلى خير ألقاكم في الحلقة القادمة مع كتاب جديد موجز.. إن شاء الله.. دمتم في أمان الله…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق