الثلاثاء، 29 أغسطس 2017

الخروج من جدران الذات






  لا أدري لماذا نهوى الانكفاء خلف جدران ذواتنا، كل هم يجد له مكانه الطبيعي على رفوف حياتنا، الذكريات السيئة مازالت تعشش في أركاننا، والأحداث التي فيها مواقف سلبية مجرد تذكرها يجلب الكدر، ويبدد الصفو، على الرغم من أن الزمن قد طواها برماله البطيئة الزاحفة جزئيًا أو طمرها تمامًا،  مع أن تذكرها في ذاته لا يشكل أي أهمية مكانية أو زمانية في حياتنا حين نجلبها.

    ليس لهذه الذكريات أهمية في مجريات الأحداث اليومية؛ فقد فات أوانها ومضى زمانها بل وشخوصه؛ فمنهم من توفاه الله، أو هاجر، أو حتى نسي، ولكن هي العادة العربية التي لا تكاد تهاجرنا، الميل إلى الحزن إلى ما يبكينا، إلى جلد ذواتنا، وندب حظوظنا، دومًا نرى حظ الآخر أحسن وأفضل، ونرى دومًا أن هناك تقصير ما، قد يكون تقصير منَّا في حق أنفسنا، أو تقصير من الغير تجاهنا، ولكننا لا نبحث عن تقصيرنا في حق الآخرين.

في زحمة الحياة  تقع الذكريات الجميلة الكثيرة ولكننا دومًا نحجمها نصغرها، بدعوى أن لحظات الفرح قصيرة، مع أن الذي يتحكم في طولها وقصرها هو نحن، أي أن كل واحد منا هو "الميقاتي" الوحيد لأوقات فرحه، ولكنه يصر على أن يقلل من أهميتها.

 كم من مرة ونحن نتجاذب الحديث مع أصدقائنا نتذكر الأشياء التي تدخل البهجة على نفوسنا، مع أن كل أسباب الحياة السعيدة والتعيسة أيضًا حولنا متوفرة، ومع ذلك للسعادة مكان.

    لماذا لا نوسع دائرة الأشياء التي تجلب البسمات وليس الضحك، ولو أن الضحك صار مطلوبًا في هذه الأيام؟!

  لماذا كلما واجهتنا مشكلة ضاقت الدنيا على اتساعها؟!

 لماذا نسجن أنفسنا في دوائر ضيقة، حتى أصبحنا من هواة تحويل كل صغيرة إلى كبيرة؟! 

     دعونا نخرج من حالة الفلسفة هذه ثم نغلق باب حجراتنا، ونجلس مع أنفسنا، ونستعيد الذكريات الطيبة في حياتنا، ونقسِّمها إلى مراحل عمرنا: فنبدأ من الطفولة وكيف ونحن صغار كنا نلهو ونتشاجر على أتفه الأسباب، ولكن أحذركم قبل أن تمضوا مع موضوع الشجار أن يجركم نحو أسباب تلك المشاجرات؛ إذ عليكم أن تتخطوها نحو ذكرى أجمل وتكبرون مع ذكرياتكم عبر مراحل عمركم التي وصلتم عندها.

  لن تتوقف الذكريات الجميلة عند أهلنا وأصدقائنا، بل سيتوسع الأمر أكثر حين نستعير الذكريات الجميلة والمواقف اللذيذة التي حكاها لنا غيرنا، وما سمعناه من المشاهير في كل مجال، وفجأة سيصبح عندكم مكتبة منوعات جميلة من الذكريات السعيدة التي ستدخلونها وتستعيرون منها لحظات طيبة كلما ضاقت بكم الدنيا.
  وهنا سؤال يستحق أن يكون موضوعًا آخر: لماذا لا نحمل لبعضنا الفرح؟! أتعرفون لماذا؟

 لأن بعضنا أو أكثرنا لا يعرف قيمة الحياة، ونظن أن من يفرح هو شخص تافه، سطحي، غير مهموم بما يدور حولنا، وما يحيكه الأعداء لنا، وأنه إنسان سلبي ليس له موقف من الحياة، أنه يعيش يومه بيومه... وكم جرحتُ.. وأنا هنا أتهم نفسي بالذي ارتكبته في حق أصدقاء من هذه النوعية الطيبة السهلة، ولقد كانوا من أولئك الذين يدفنون همومهم داخلهم، ولا يحبون أن يأتونا بما يعكر صفونا، أو يفسد علينا يومنا أو فرحتنا، وأنا الذي كنت أشكو لهم الهم ولو كان صغيرًا، وكانواّ يتحملونني دون تأفف أو تضجر.

   أيها السادة والسيدات، والكبار والصغار:

    حان الآن الوقت الذي يجب أن نغلق فيه دفاتر ذكرياتنا الجميلة، ونغادر غرفنا، ونغادر ذواتنا، ولنعش الحياة كما هي .. نتحمل همها كم نتقبل فرحها، ثم نحادث هاتفيًا كل من أسعدونا وحملناهم  همومنا، ونتجاذب معهم أطراف الحديث في الأمور التي لا تكدر صفونا، ولا تعكر علينا نهر حياتنا الصافي الجاري، ثم نأخذ نفسًا عميقًا، بعدها سنحس براحة كبيرة، وفهمًا أعمق لمعنى قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ"، والأخ هنا للتغليب ولو أخذناها بمفهوم أخي وأختي في الإنسانية، فما أكثر الصدقات التي ضيعناها حين عايشنا الهموم، وعبسنا الوجوه، والحمد لله على نعمة الرضا، والانعتاق من الذات.ء التي تجلب البسمات وليس الضحك، ولو أن الضحك صار مطلوبًا في هذه الأيام؟!

  لماذا كلما واجهتنا مشكلة ضاقت الدنيا على اتساعها؟!

 لماذا نسجن أنفسنا في دوائر ضيقة، حتى أصبحنا من هواة تحويل كل صغيرة إلى كبيرة؟! 

     دعونا نخرج من حالة الفلسفة هذه ثم نغلق باب حجراتنا، ونجلس مع أنفسنا، ونستعيد الذكريات الطيبة في حياتنا، ونقسِّمها إلى مراحل عمرنا: فنبدأ من الطفولة وكيف ونحن صغار كنا نلهو ونتشاجر على أتفه الأسباب، ولكن أحذركم قبل أن تمضوا مع موضوع الشجار أن يجركم نحو أسباب تلك المشاجرات؛ إذ عليكم أن تتخطوها نحو ذكرى أجمل وتكبرون مع ذكرياتكم عبر مراحل عمركم التي وصلتم عندها.

  لن تتوقف الذكريات الجميلة عند أهلنا وأصدقائنا، بل سيتوسع الأمر أكثر حين نستعير الذكريات الجميلة والمواقف اللذيذة التي حكاها لنا غيرنا، وما سمعناه من المشاهير في كل مجال، وفجأة سيصبح عندكم مكتبة منوعات جميلة من الذكريات السعيدة التي ستدخلونها وتستعيرون منها لحظات طيبة كلما ضاقت بكم الدنيا.

  وهنا سؤال يستحق أن يكون موضوعًا آخر: لماذا لا نحمل لبعضنا الفرح؟! أتعرفون لماذا؟

 لأن بعضنا أو أكثرنا لا يعرف قيمة الحياة، ونظن أن من يفرح هو شخص تافه، سطحي، غير مهموم بما يدور حولنا، وما يحيكه الأعداء لنا، وأنه إنسان سلبي ليس له موقف من الحياة، أنه يعيش يومه بيومه... وكم جرحتُ.. وأنا هنا أتهم نفسي بالذي ارتكبته في حق أصدقاء من هذه النوعية الطيبة السهلة، ولقد كانوا من أولئك الذين يدفنون همومهم داخلهم، ولا يحبون أن يأتونا بما يعكر صفونا، أو يفسد علينا يومنا أو فرحتنا، وأنا الذي كنت أشكو لهم الهم ولو كان صغيرًا، وكانواّ يتحملونني دون تأفف أو تضجر.

   أيها السادة والسيدات، والكبار والصغار:

    حان الآن الوقت الذي يجب أن نغلق فيه دفاتر ذكرياتنا الجميلة، ونغادر غرفنا، ونغادر ذواتنا، ولنعش الحياة كما هي .. نتحمل همها كم نتقبل فرحها، ثم نحادث هاتفيًا كل من أسعدونا وحملناهم  همومنا، ونتجاذب معهم أطراف الحديث في الأمور التي لا تكدر صفونا، ولا تعكر علينا نهر حياتنا الصافي الجاري، ثم نأخذ نفسًا عميقًا، بعدها سنحس براحة كبيرة، وفهمًا أعمق لمعنى قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ"، والأخ هنا للتغليب ولو أخذناها بمفهوم أخي وأختي في الإنسانية، فما أكثر الصدقات التي ضيعناها حين عايشنا الهموم، وعبسنا الوجوه، والحمد لله على نعمة الرضا، والانعتاق من الذات.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق