المقدمة
نشأت كأغلب أبناء جيلي على
حب القراءة إلى درجة الهيام بها؛ فقد كانت هوايتنا التي لا تنازعها سوى السينما،
والإذاعة، والتليفزيون، وكانت ضالتي الأولى في مجلات الأطفال، ثم في كتبي
المدرسية، وكتب من يكبرونني سنًا. لم أكتفِ بالاستعارة من مكتبة مدرستي، فاستعرت
من مكتبة مدرسة أخي الأكبر، أي يستعيرها لي، ثم اشتركت في أكثر من مكتبة بأقليمنا
غير التي كنت أشتريها من مصروفي الصغير، وكنت أتابع برنامج "قرأت لك"
الذي يقدمه الإذاعي الكبير وفيق مازن الذي كانت تبثه إذاعة صوت العرب، وعلى قدر ما
أفادني على قدر ما كنت أرفض أن يقرأ أحد بالنيابة عني، ولا يجب أن تكون القراءة
بالنيابة عن أو المشاركة من مثل "اقرأ معي"، القراءة عمل يجب أن يكون عن
قناعة ودافعية ومحبة للمعرفة في الأساس، وليست قراءة كسبية في مضمونها وهدفها من
أجل الارتزاق والترقي فقط، بل هي أرقى من ذلك.
من هنا نشأت فكرة هذا
الكتاب الذي يواكب ذلك الانحسار الشديد في القراءة بين أبناء هذا الجيل، وذلك عن
طريق إيجاز بعض الكتب أو الفصول الهامة منها في مختلف المعارف فيما يشبه العمل
الموسوعي الذي لا يبعث على الملل حين تأتي متتالية حول موضوع واحد، وفي نفس الوقت
يغطي مناطق كثيرة في عقل القارئ، ويوجهه نحو اهتمامات لم يلقِ لها بالًا.
ولقد جربت هذه الطريقة مع بعض الشباب وقد
أفلحت عبر تناول مفيد للكتب وعرضها بشكل إجمالي، والتعريف بالمؤلف، والتركيز على
الكتاب أو بعض فصوله، ومحاولة لنقده، مما يثير ذهن القارئ ومحاولة الإحاطة به،
وتحفيزه لقراءته، وربطه بكتب تتوافق معه أو تختلف، وتأتي موضوعات هذه الكتب على
غير ترتيب في العرض؛ فتنتقل من علم إلى أدب، إلى دين تسمح للقارئ بالحرية في قراءة
ما يريد، وهي طريقة انتهجها أكثر من كتاب لنفس الغرض.
وأرجو من الله أن أوفق في هذه المهمة عبر هذه
الآلية التي أرى أنها قد تؤتي ثمارها مع العزيمة الصادقة من القارئ، وجهود
المخلصين الذين يعملون من أجل نشر ثقافة القراءة، وغاية "لتقرأ أنت"، أي
قراءة "ما أوجزته لك" حتى يكون السبيل إلى قراءة النص الأصل غير الموجز.
السيد إبراهيم أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق