السبت، 13 سبتمبر 2014

بين السياسة والشعر حوار مع الشاعر محمد عبد القوي حسن | دنيا الرأي

بين السياسة والشعر حوار مع الشاعر محمد عبد القوي حسن

السيد إبراهيم أحمد - شبكة الألوكة - الكتاب والمفكرون






تعرفت على الشاعر الكبير محمد عبد القوي حسن المصري الجنسية والهوية، الجنوبي المولد والإقامة منذ سنوات مضت فكان بحق مثال للإخوة الصادقة دون مآرب أوشعارات، خلقه الله تعالى وكل جيناته وطبيعته هي خدمة الناس من يعرف ومن لم يعرف، مهذب خلوق، جاد في شكله وهيئته وفي عمله، ولكنه ضحوك بسام خفيف الدم، ولمزيد من المعلومات لمن لم يعرفه، هو مقرر شعر العامية بإتحاد الكتاب المصري،ورئيس ومؤسس جمعية مبدعي مصر للنشر، صدر له عشرة دواوين آخرهم ديوان"الكلام الزين" الذي لم يصدر بعد، عمل محررًا صحفيًا ومراسلاً، واستهوته السياسة فغرق في بحورها، وها هو يحاول غزو البرلمان عبر موقعة قادمة يتنبأ أهل السياسة بأنها ستكون أعنف معركة انتخابية لأهم دورة برلمانية تشهدها الحياة النيابية في تاريخ مصر: 
ــ ما الذي جذبك للسياسة؟
.... بطبيعة الحال لاتنفصل السياسة عن الأدب ولا الأدب عن السياسة وكذلك الأمر كل مواطن يجب أن يكون معنيًا بالسياسة بقدر اهتماماتي الأدبيه إلا إنني من خلال انتشاري كشاعر وصحفي أكسبني عملي التعرف على المسؤلين وأنا مازلت أعيش فىي قريتي برغم كل ما أقدمه من أنشطة مختلفة في العاصمة أو في محافظات مصر المختلفة حيث أعيش في بنى عامر بالعدوه بالمنيا بجنوب مصر، وطبعًا أنت مطالب أن لاتنعزل عن المجتمع الذي تعيش فيه بكل مافيه من آلام وطموحات أو نستطيع القول أن تكويني الشخصى جعلني منذ الصغر مهمومًا بمشكلات المجتمع الذىي أعيش فيه وأيضًا من خلال رئاستي لنادي الأدب بمركز العدوه تعرفتُ على معظم شباب قرى مركز العدوه، فأقمنا الأمسيات والندوات داخل مراكز الشباب بالقرى، فتصادفك مشكلة لأحد الشباب فتقوم بحلها وهكذا تتوالى الخدمات وفجأة تجدهم يطالبونك بترشيح نفسك للبرلمان.
في هذا الوقت تحديدًا من عام 2000، وكنت أدير العملية الإنتخابية لنائب صديق ــ رحمة الله عليه ــ دون دراية مني بذلك، فهو يطلب مني النزول إلى القرى لأقابل الشباب والتربيط معهم لانتخابه وفجأة وجدت الشباب يدفعونني دفعًا في احدى قرى المركز، دار حوارًا مطولاً مع مجموعة من الشباب: لماذا لاتترشح أنت للبرلمان؟!
كان الشباب يعانون الأمرين من عدم مقدرتهم التواصل مع نواب الشعب، وبصراحة.. اختمرت الفكرة وراقت لي، وأردتُ أن أكسر الحاجز بين الشباب العادي وبين المناصب الرفيعة؛ فمعظم الشباب كانوا يتخيلون أن مثل هذه المناصب قد اقتصرت فقط على أصحاب الأبراج العاجية والسيارات المرسيدس وخلاف ذلك من الأشياء التي كانت تخلق شيء من الرهبة بين الشباب وبين عضوية مجلس الشعب. وقد كان وقمت بترشيح نفسى في نفس الدورة التي كنت أدير الانتخابات لصديقي الذي رحل، وكانت مكافأته لي أنه أقام ضدي دعوى قضائية (سب وقذف) عقب انتهاء الانتخابات وطبعًا حصلت على البراءة فيها، وهناك أشياء كثيرة أخرى سبقت الترشيح مثل المشاركة في معظم المؤتمرات الشعبية التي كانت تقام بمركز العدوه والمنيا والعاصمة الكبرى ،كذلك إدارتي ومشاركتي في العمل الخدمىة من خلال المحليات والجمعيات الأهلية ومراكز الشباب. 

ــ هل سيتوارى الشعر بعد نجاحك في الانتخابات القادمة إن شاء الله؟
... الشعر مستمر مادام هناك نبض. 
ــ لماذا انضممت إلى حزب الشعب الجمهوري؟
... انضممتُ لحزب الشعب الجمهوري لاقتناعي الشديد ببرنامجه وبالشخصيات الهامة المؤسِسة للحزب، وأدعو كل الشباب الواعي للانضام إلى حزب الشعب الجمهوري؛ لأنه يتبنى الوسطية الفكرية وبرنامجه يتماشى مع كل متطلبات المجتمع، ويرأسه مهندس شاب هو المهندس حازم عمر وهو رجل مفكر وله رؤية واعية للأحداث ومتمكن فكريًا، وهناك العديد من الشخصيات الهامة في مصر قادرة بإذن الله على تغيير ملامح المشهد السياسي بكل قوة. 
ــ هل أنت مع الرأي القائل بتأجيل الإنتخابات أم مع من ينادون بإجرائها في موعدها؟
... أنا مع اجراء الانتخابات فى موعدها لأن تاجيله يتعارض مع مابنيناه من أسس وقوانين ولوائح وأعتقد أن تأجيل الانتخابات المستفيد الأول منه هم الإخوان المسلمين، ويفقد مصداقية المسؤلين عن مصر في هذا التوقيت الحرج. 
ــ انسحاب الحزب من التحالف هل له أسباب أخرى غير معلنة؟
...نعم، الأسباب التي أدت إلى انسحاب حزب الشعب الجمهوري واضحة ومعلنة للجميع، وهو أن القائمين على التحالف يتشدقون بالديمقراطية وهم بعيدين عنها كل البعد، وبدا التحالف يأخذ شكل الجمعية الاستهلاكية في مضامين ولا تنسيق رؤى ولا التزامات أيدلوجية موحدة، فلا تحس أنه تحالف يتمتع بالانسجام بقدر ما إنه يخدم مجموعه أشخاص تريد أن تهيمن على التحالف، وأصبحت تضم أحزاب تحصيل حاصل: من هذه الأحزاب من ليس له تواجد على الساحة، ومن الأحزاب الأخرى من يتعارض فكريًا مع الأسس الفكرية والمباديء التي تم تشكيل التحالف على أساسها. فمن هذا المنطلق وكل المنطلقات يبتعد حزب الشعب الجمهوري عن كل هذه التكتلات الهلامية، والحمد لله الحزب الوحيد في مصر الذي لديه مقرات في جميع المحافظات، وأيضًا لديه مقرات بالمراكز ولديه وحدات قاعدية بالقرى ويعمل بشكل جيد ويتغلغل في الساحة وكل يوم ينضم إلينا أعضاء جدد، ولدينا قناعه ثابتة أن لانحاول اقناع أحد بحزبنا دون أن يكون لديه قناعة شخصية ثابتة وراسخة بحزبنا وأفكاره وبرنامجه الطموح.
ــ هل مازال المواطن المصري يختار الشخص الذي يعرفه لا البرنامج الذي يمثله؟
... هذا السؤال هام جدًا، الشعب المصري ينقسم إلى عدة أقسام في هذا الخصوص؛ فهناك فئة من الشعب وأعتقد أنها فئة ليست كبيرة دائما ماتسأل عن البرنامج، وفئة أخرى تنتخب أشخاص وفئة أخرى سلبية جدًا تجري خلف المال، ولكن المشهد أعتقد أنه أصبح مبشرًا؛ فهناك بعض المواطنين أول شيء يسألون عنه برنامج الحزب.
لكن أعتقد أننى في مركز العدوه اعتمد اعتمادًا كبيرًا على شعبيتي في المقام الأول ومعارفي، بالإضافة إلى بعض مابنيناه من وحدات قاعدية للحزب وهذه الفئة ستشكل نسبةً تقدر بـ 30% من الأصوات التي ستساندني في الانتخابات القادمة، لكن أعتقد في الدورة القادمة سيكون لهذه الفئة نسبة الـ100% ؛ لأننا سننشر الوعي الفكري بين الجماهير وهذا مهم جدًا.
ــ هل الشاعر محمد عبد القوي مكسبًا للحزب أم الحزب مكسبًا له؟
... المكاسب متقاربة في النسب نقدر نقول احنا الاثنين مكملين لبعض، وأنا فرحان بالحزب طبعًا، ومطلوب مني أن أُسخِّر كل قدراتي لمنفعة المجتمع لأنه هو المستفيد الأول والأخير وماجُعِلَت الأحزاب إلا لخدمة المواطن، والحزب مكسب لي ولكل المواطنين.
ــ كيف تشرح لأهالي دائرتك أنك فردي من خلال حزب الشعب؟
... مع تقسيم الدوائر والمحافظات ومع المستجدات التى طرأت على المشهد كان يجب أن يكون هناك تغييرات جوهرية في الشكل والمضامين، وكوني فردي على قائمة الحزب يعني أنا مرشح الحزب ولكن خارج القائمة، وطبعًا كلكم تعلمون أن السبب الرئيسي لحل برلمان الإخوان أنهم كانوا يرشحون أسماء في القائمة، وهناك أسماء أخرى كانت فردي ولكنها كانت تنتمى للإخوان، وهذا متعارض مع برلمان الإخوان.
وتم حل البرلمان.. قانونيًا فى هذه الانتخابات المرشح لايصح أن يدخل الانتخابات مستقلاً ثم بعد دخوله البرلمان ينضم لحزب من الأحزاب، ولا يصح له أن يدخل باسم حزب ثم بعد دخوله البرلمان ينسحب منه. فمن البداية سأوضح للجميع أنكم ستنتخبوني فردي ولكن انتمائي سيكون للحزب تحت قبة البرلمان. 
ــ حصلت على أقل من 4000 صوت فى الانتخابات البرلمانية عام 2000، فهل ترى فرصتك في الانتخابات القادمة أحسن؟
... طبعًا فرصتي في الانتخابات القادمة ستتضاعف أضعاف الأصوات السابقة لعدة أسباب منها: إنني حصلت على هذه الأصوات في ظل هيمنة الحزب الوطني على الساحة، وأيضًا التزوير الفادح..هذه واحدة، الثانية: أن الأسماء الكبيرة التي كانت تسيطر وتهيمن على المشهد قد ابتعدت عن الساحة منهم لمن كبر سنه، ومنهم من رحل ــ رحمهم الله جميعًا ــ والثالثة: إنني متواجدًا طول الوقت بين الجماهير ولا انعزل عنهم ولا أجد صعوبة في الوصول إليهم، وإننى اعمل أيضًا موجهها فى التربية والتعليم بجانب عملي في الصحافة مما يكسبني قوة كبيرة على أرض الواقع.
فهناك حشد جماهيرى كبيير يساندني من الشباب والمعلمين والمثقفين والفقراء المطحونين الذين يرون صورتهم في شخصي، لأنني من العاديين من هذا الشعب لا أنا ابن باشا ولا ابن بيه ولا أنا نازل للناس ببرشوت، فهناك ألفة ورحمة بيني وبين غالبية أهالي دائرتي الذين جربوا من قبل وكانت تجاربهم مريرة والحمد لله. كنت جلست فى بيتي أفضل من التعب لو لم أرى بعيني وأحس بصدق عزم المواطنين على شخصي والأيام القادمة كفيلة على صدق كلامي. 

ــ جميل أن يكون لك برنامج انتخابي بالرغم من أن للحزب برنامجه، فهل هناك توافق بين البرنامجين؟ ولو تعارض برنامجك في بعض النقاط أو تعارضت سياستك مع سياسة الحزب، هل تستقيل منه؟
... برنامجى الانتخابى لايتعارض مع برنامج الحزب لإنني أنتمى لنفس المدرسة للفكرية للعقلية التي وضعت برنامج الحزب فلا يوجد تعارض لا فى وقتنا الحالي ولا مستقبلاً. 
ــ هل ستتأثر علاقتك بالاتحاد بعد بدء علاقتك بالبرلمان؟
...عضويتي لإتحاد كتاب مصر لاتتاثر أبدًا بوجودي بالبرلمان، وإن شاء الله سأعمل على نهضة الاتحاد أيضًا بقدر المستطاع. 
ــ بعد جلوسك تحت قبة البرلمان، ألم تفكر في تقديم مشاريع حول الثقافة المصرية من خلال مؤسساتها: وزارة الثقافة، هيئة قصور الثقافة، المجلس الأعلى للثقافة؟
... سيكون شغلي الشاغل في المقام الأول أبناء دائرتي وسأجعل من مركز العدوه مركزًا هامًا على الخريطة في مصر، وسأعوض أبناء مركز العدوه كل ما فقدوه من ذى قبل على يد من كان شغلهم الشاغل مصالحهم الشخصية، سيكون اهتمامى لمركز العدوه 90% للمركز وأبناء المركز والعشرة فى المائة ستكون للثقافة ــ حتى لا أكذب عليك ــ الآن أبحث عن رغيف خبز نظيف للمواطن بالعدوه.
أبحث لهم عن مستشفى مركزي حديث يستوعب الحالات المستعصية لإننا نعانى الأمريْن في مثل هذه الحالات.. أبحث عن رسم خريطة راقية لكردون المركز والقرى .. سأقوم بتغطية الترع التي تمر من داخل القرى وتجلب الأمراض لأبناء مركز العدوه بقراه ونجوعه .. سيكون للطفل مكانة كبيرة فى أولوياتي، فصحة الطفل في العدوه في خطر.. أطفالنا محرومين من الرعاية .. سأهتم بالمدارس وأحوالها، وسأعمل على سد العجز في هيئات التدريس المختلفة، وسأعمل على تثبيت العاملين بعقود (فليس من المعقول أن نجد فئةكبيرة تعمل بمبلغ خمسون جنيهًا شهريًا)، سأقوم بتثبيت هؤلاء .. المواصلات في مركز العدوه التي تربطنا بالعاصمة الكبرى غير موجودة وأيضًا بالمحافظة، سأقوم بعمل ربط بين العاصمة (القاهرة) وبين المركز مباشرة، لأننا نعتمد على مركز مغاغة في كل شيء .. فهل تصدق أن مركز العدوه لايوجد به أفرع للبنوك!! .. فقط بنك التنمية والائتمان الزراعى.. سأطالب بكل قوة أن يكون هناك أفرع للبنوك بمركز العدوه حتى أرحم المواطنين من اللجوء لمركز مغاغة والسفر له من أجل مثل هذه الأمور ..
طبعًا الطريق الجديد الذي يربط مركز العدوه بالصحراوي الغربي، سأحاول بالتنسيق مع الأهالي والمسؤلين أن اجعله طريقًا استراتيجيًا هامًا لأبناء المركز للاستفادة منه واقامة المشاريع عليه بالإضافة إنني سأطالب بإنشاء مدينة العدوه الجديدة فى الصحراء الغربية، وهذه هديتي لأبناء مركز العدوه لحل مشكلة الإسكان أولا، ثم لتشجيع زراعة الصحراء، ولإنشاء المصانع وأيضا ستكون هناك وسيلة مواصلات محترمة تربط بين العدوه الجديدة والعدوه القديمة.
وأنا لاأقدم أحلام هنا بقدر ما إنني لديَّ الأفكار التي ستترجم كل ذلك على الواقع، لأنني من الآن سأبدأ بتشكيل لجان شعبية من مختلف الاتجاهات، بكل قرية لجنة تشاركني في كل شيء وتعمل معي ضمن فريق عمل متكامل، وسيكون هؤلاء الشباب هم نواب عن أهاليهم وقراهم ويكون لنا اجتماعات دورية.. وطبعًا البرنامج حافل بالعديد من الخدمات بجانب ما ذكرته من خدمات ضرورية وهامة. 
ــ وفي نفس السياق ما المقترحات التي تقدمها حول إتحاد كتاب مصر لتزيل معوقات تقدمه؟
... إتحاد الكتاب يعمل بشكل جيد ورائع وأنت تتابع الأنشطة المختلفة، والإتحاد بدأ بالفعل يحل مشكلات كثيرة للأدباء ويفتح لهم الآفاق الرحبة للعمل، والإتحاد الآن في أبهى عصوره والقادم أحلى، وطبعًا لا أخفى عليك سرًا.. أن الخطوة الأخيرة التي تخص التبرع لقناة السويس الجديدة بخمسة ملايين جنيه كانت خطوة رائعة أُحيِّ الإتحاد عليها.
والإتحاد مفتوح لكل الموهوبين والأدباء والمفكرين، وكل يوم يقدم الجديد، وطبعًا سأشارك إن شاء الله بالنفع للإتحاد، وأبارك كل الخطوات الجادة، ونحاول تسخير كل العقبات التي من شأنها رفع قيمة المعاشات، وأن يتعامل عضو الإتحاد بالسكة الحديد معاملة نقابة الصحفيين، وأيضا نزول الإتحاد إلى الشارع والمجتمعات وجذب المواطنين إليه، ستكون كل هذه الاشياء ضمن أولوياتى، ومن أهم تلك الأولويات (مطبعة) للإتحاد، وإذا كبر الحلم (قناة تلفزيونية للإتحاد). 
ــ هاجمت الدكتور صابر عرب وطالبت باستقالته، فهل عالجت وزارة الدكتور عصفور سلبيات عرب؟ أم الأمر تعلق بشخص الوزير السابق ليس إلا؟
... وزارة الثقافة تزداد من سوء الى سوء.. وجابر عصفور وفاروق حسني وصابر عرب كلها وجوه متشابهة ومملة للغاية ولا تقدم جديدًا، وأطالب بوزير ثقافة واعٍ متفهم جريء ينهض بالثقافة، والحقيقة هناك أناس يجلسون على مكاتب بوزارة الثقافه هيَّ أكبر منهم بكثير.. فمازالت المحسوبية والشللية تتحكم في كل شيء.
ولا يوجد شيء يبشر بالخير في وزارة الثقافة غير وجود بعض الوجوه الجميلة في هيئة الكتاب أمثال: الدكتور هيثم الحاج على، والدكتور شريف الجيار، وطبعًا أبارك وجود الصديق مسعود شومان لرئاسة الهيئة، وأحلم له وبه بهيئة جميلة أن تخلص من بعض الشوائب والشخصيات المملة التب لا تريد أن تطور من نفسها وماعدا ذلك فعلى الثقافة وجابر عصفور السلام. 
ــ هل ستصدر مجلة شعر العامية عن شعبة العامية بالإتحاد بالفعل أم أن هناك معوقات تحول دون ذلك؟ 
...مجلة العامية ستصدر.. ونعد الآن لإصدارها، وسنتخطى كل العقبات، وهناك تفهم من مجلس الإدارة للدور الذي تقوم به الشعبة ولا أحد يتدخل في شغلنا أبدًا.
ــ بصفتك مقرر لشعبة العامية بالاتحاد هل أنت راضٍ عن أداء الشعبة بصفة خاصة والاتحاد بصفة عامة؟
...راضٍ كل الرضى عن الشعبة إلى حدٍ ما، وإن كنت أريد أن أقدم الكثير والجديد دومًا لكن على الأقل الشعبة ساهمت في تحريك الرواكد داخل إتحاد الكتاب، ودومًا نحن أهل لتحريك الرواكد مهما كان للكلمة من مسئولية، وهناك شيء من الرضا عن الإتحاد بنسبه 80% والكمال لوجه الله وحده.
ــ ما سر انحيازك لديوانك "كلام زين" وماذا عن دواوينك الأخرى؟ 
... ديوان (الكلام الزين) مازال أسيرًا داخل أدراج إدارة النشر بهيئة الكتاب، وقام المثقف الواعي الدكتور هيثم الحاج بالبحث عنه ولم يجد النسخ الورقية، وقام بطباعة السي دي على الورق، وبحث عن التقرير الخاص بلجنة الفحص وأيضًا تم فقده، والديوان مُجاز وكل أعمالي والحمد لله مُجازة، والديوان سيرى النور قريبًا، واتضح أن أحمد مجاهد لم يقف في طريق إصداره حيث أكد للجميع بذلك وانتظر حسن النوايا. ..أما مايجعلني أنحاز لديوان الكلام الزين لأنه أشبه بالولد المحاصر خلف الأسوار لا أنا قادر أن أراه ولا أعرف متى يفكون عنه الحصار. 
ــ يرى أكثر أصحاب دور النشر أن الشعر بأنواعه تراجع لصالح القصة القصيرة، والرواية، فهل تتفق معهم؟
...أنا ضد أن نسمي العصور بالأجناس الأدبية المختلفهةكما يطلق البعض: عصر الرواية..عصر الشعر.. فهذا الحكم غير صحيح، ولكن كل عمل جيد يفرض نفسه على الساحة يستحق التقدير، وهناك حركة شعرية في شعر العامية واضحة، ولا أريد أن أطلق على هذا العصر أنه "عصر الشعر" وربما هناك بعض الإجتهادات في القصة القصيرة، والقصة الومضة.. ولكن قلما تستمر مثل هذه الظواهر ويبقى الإبداع بمختلف اتجاهاته .. فهل نحن شعب يقدر الإبداع والمبدعين؟
ــ رغم تعدد علاقاتك بأهل الفن لم يتغنَ أحدهم بشعرك. فما تفسير ذلك؟
... بخصوص أعمالي التي لايتم تلحينها برغم تعدد علاقاتي، فأعتقد أنني المنتصر للإبداع في عدم السعي بجدية لذلك؛ لإننى أرى أن الغث هو المتسيد على الساحة الآن فالأفضل لك أن تبتعد وتحترم إبداعك.
ــ لماذا تعددت المستويات اللفظية داخل قصائدك بين السهولة والصعوبة؟ هل هيَّ مواءمة بين المدينة والقرية داخلك؟ 
... أنا أقدم نصًا مختلفًا تمامًا، ولا أتعمد الخلط بين المفردات المختلفة فى إبداعي، بقدر حرصي على الإضافة، أريد أن أقدم نصًا غير مستهلكًا وليس القضية قضية صعوبة أو غموض بقدر أنني أبحث عن النضج الفني، فهناك أعمال كثيرة ركيكة وحصل أصحابها على جوائز الدولة، لكني أبحث عن صدق التجربة وعن نضج وتوهج الصورة، وأعتقد أنني لم أقدم ما أحلم به لقصيدة العامية التي تحتفظ بعذريتها دومًا وتكون بكرًا على مدار العصور. 
ــ هل أنت راضٍ عن نفسك كمبدع فيما قدمت؟ 
... أنا غير راضٍ تمامًا عن ماقدمته. 
ــ لو استعرضت حياتك الثقافية، وكذا حياتك السياسية، ما الذي ندمت على ما فعلته فيهما، وندمت على ما لم تفعله؟
...طول عمري ماندمت على عمل أنا الذي عملته بنفسي سواء في السياسة أو الأدب.
ــ لأنك من مواليد برج القوس، ألا تمل من تكرار المحاولة؟ ألا تخاف من عدم التوفيق ــ لاقدر الله ــ فيما أنت مقدم عليه.."عن الانتخابات أتحدث"؟ 
... برغم إنني كنت أكتب "فلكي الزهور" في مجلة عبير الزهور التي كانت تصدر عن رابطة الزجالين وكتاب الاغاني، فلا أخفيك سرًا أنني لا أؤمن بالأبراج نهائيًا وليتهمني البعض حسب مايحلو لهم من اتهامات.. 
وأعتقد أن ماسيقسمه الله لي عاجلاً أم آجلاً أنا راضٍ عنه، وأنا والحمد لله دائمًا في حالة رضا مع نفسي، وأنام وأنا خالي البال، صافي الذهن، هاديء الطباع وقلبى لايحمل سوء لأحد في الكون بمختلف الأديان واللهجات؛ فالإنسان كرمه الله ونحن البشر كيف نهينه؟!
أحمد الله على أنه منحني قلبًا صافيًا أما كل هذه الأشياء فقد تأتي وتروح ويبقى الحب والسلام والتسامح والمودة، فأنا أحلم لكل العالم بالخير، وأحب أرى كل الناس في سرور وسعادة، وأتمنى أن أتحمل عن المجروحين جراحهم وعن المهمومين همومهم، وأتمنى أن أرى الناس كلها في سلام وود ومحبة وخير وازدهار، وأتمنى أن أرى في مصر نهضة تكنولوجية كبرى، وأن تخضر صحاريها، وأن تنتهى القناة الجديدة في موعدها، وأن يتم انتخاب البرلمان في موعده، وأن يصل حزب الشعب الجمهوري إلى القاعدة العريضة من المجتمع.
وأن يوفقك ربى أخي الفاضل لما يحب ويرضى.. وأشكرك كثيرًا على هذا الحوار الجميل والهادف.

الاثنين، 8 سبتمبر 2014

السهل الجميل في شعر الدليل بقلم: السيد إبراهيم أحمد | دنيا الرأي

السهل الجميل في شعر الدليل بقلم: السيد إبراهيم أحمد | دنيا الرأي







      انجذب إلى الإبداع  ــ الشعر خاصةً ــ ثم انقطع عنه، وظن رغم دراسته للغة العربية وتخصصه فيها حتى صار معلمًا أن جذوة الإبداع قد خمدت أو أنه قد وأدها إلى الأبد، ولكن عن غير عمدٍ منه تفجرت براكين البيان في قلبه وعلى لسانه، فعدا القلم سريعًا يكر فوق الورق ليسجل ويسجل محاولاً استعادة تلك السنوات العجاف التي ضاعت، فأصدر ديوانه الأول ثم أتبعه الثاني وسيلحقهما الثالث.

     إنه الشاعر المصري "محمد الدليل" الذي صدر له "حلم شاعر" و "همسات الدليل"، وحيث أن رؤية الشاعر لا تنفصل عن شعره أو عن جغرافية إبداعه التي تتسق مع جغرافيته، جاء شعر الدليل منسابًا سهلاً، لا يكاد يندرج تحت مدرسة بعينها، أو متأثرًا بشاعرٍ ما، ليس لأنه لا أساتذة له ولكن لأن كل ما اختزنه خلال سنوات عمره من إبداع غيره خرج منه بتذوقه حتى صار متسقًا مع طرحه الشعري.

        قد يخطيء من  يمر على شعره مرورًا سريعًا فيتهمه بالتقريرية والتسطيح والمباشرة؛ إذ الأمر عكس ذلك تمامَا، فهناك تقف الفكرة/الرسالة التي يريد الدليل أن تصل إلى قارئه على خط مستقيم لا لبس فيها ولا غموض، ينبع ذلك من أن الرجل بتاريخه التعليمي والمهني يحتم عليه التيسير وتبسيط الفكرة، وتوضيح الغامض، وإزالة أسباب اللبس، ولهذا بان سهلاً لقارئه لا عن عجز التقعر والصعوبة ولكن عن طبيعة فيه.
   أحس "الدليل" بأن الواقع الذي تمر به البلاد يملي عليه أن يكثف جهوده من أجل أمته عبر قصائد وطنية كثيرة غطت مساحة كبيرة من ديوانيه، وكلما أحس أن القصيدة الواحدة لم تتسع لما يريد قوله سارع إلى كتابة غيرها ليحمّلها ما يريده.
  
    لا يعرف الدليل سوى الأمل يبثه عبر أبياته، ينفخه في صدور الطيبين من الشباب وغيرهم، يبذر الحماس حولهم ويمنيهم بأن الغد يحمل الجيد والجديد، وهو لا يمل عبر ديوانيه من ترديد تلك المنظومة، تتوازى معها وتتقاطع صرخاته ومطارداته لكل من غدروا ويغدرون بالوطن أولئك الذي يتوعدهم بأشد الوعيد: "واكتب على باب جنتك ..ممنوع دخول كل اللي خان".

   كما لايملك عندما تضيق به السبل والنفس من عون البشر لمصر، أن يتوجه عبر قصائد عديدة بالتوجه إلى الله تعالى بالدعاء ويحث المخلصين للوطن من أبنائه أن يشاركونه رفع أكف الضراعة للمولى بأن يكشف الغمة، وينقذ الوطن: "رب السما يقدر يحوش"، "بدعي للمولى يصونك..يا قمر كل البرايا"، "نرفع إيدينا للسما..ندعي لرب العالمين"، "لو بتحبوا بلدنا ادعولها.. ادعوا معايا وقولوا آمين".

  لايطرح الشاعر محمد الدليل عبر قصائده أسئلة كونية فلسفية ملغزة، فهو لايقصد تعجيز سامعيه لإبراز مكنوناته الثقافية، بل يطرح أسئلته التي تأتي متسقة مع طبيعته ومنهجه وما يهدف إليه، فهو يطالب الجميع بالمشاركة في التفكير، والبحث عن حل للخروج من الأزمة، أن "الدليل" هنا ليس "دوجماطيقيًا" ممن يشيعون أنهم وحدهم أصحاب الحقيقة المطلقة، وما أكثرهم في أيامنا، ولا يدعي أنه حامل المفتاح السحري للحلول، فتأتي أسئلته في ديوانه "همسات الدليل" عبر رائعته "الحل إيه؟!"، وهيّ أول ما شدني لقراءته والكتابة عنه، بما تحويه من مسح واعي لواقعنا السياسي، والاجتماعي، والديني... ولقد نصحته بالعكوف عليها حتى تقوم ديوانًا بنفسها.

  ومع سهولة الطرح الشعري للشاعر الدليل، إلا أن الجمال لم يفارق شطرات قصائده، والإيقاع الشعري الهاديء المتناغم يصاحبها، والتراكيب اللغوية المقصودة تسكنها، ولغته الثالثة التي تبدو بوضوح حيث تقف في المرحلة الوسطى بين قاع العامية وأطراف الفصحى، بل استخدم  أحيانًا كلمات فصحى قحة، ولم يستعبده قلمه فساقه طمعًا وراء القافية، وهو ما حفظ أكثر قصائده من الترهل، كما أبدع في تأملاته عبر قصائده: "وجهة نظر"، و"ناس وناس"، و"مقسوم".

       وبقى في النهاية أن أناشد الدليل بالاكتفاء من الارتواء من نهر الوطن، وشق رافد جديد في الوجدانيات دون افتعال، والعكوف على التأملات لأنه يملك عين راصدة، وقلم واعٍ، ونهنيء الساحة الأدبية باسترداد صوت واعد طمرته الأيام فزادته اختمارًا، ثم سال مشتاقًا للبوح، فوجب عليه أن يرعى موهبته ولايبددها، حتى يواصل السير في ماراثون الإبداع إلى أن يعتلى سدة المجد والخلود وهو بالغها إن شاء الله تعالى.         

المزيد على دنيا الوطن .. http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2014/09/09/341264.html#ixzz3CnNh7LWC