الاثنين، 28 يناير 2013

الشعب الضحية -جريدة الواقع

مصري محلك سر بقلم السيد إبراهيم أحمد | دنيا الرأي

مصري محلك سر بقلم السيد إبراهيم أحمد | دنيا الرأي


قولي مين ع الساحة فاهم................... والشارع خناقات وشتايم
واللي بيلم ف غنــــايم..................... واللي لسه ف حلمه هايم
واللي نايم لسه نــايم ............................والبـــلاوي فتتتــني
الطابور بختم مبـارك .........................كأنك يامبارك في دارك
مين يامصري يحس نارك................... مرة رحمك ولا جـارك
لا حكومتك ولا حتى جارك ......................مد إيده مرة غاتـني
الخضار في السوق مولع.................... ولأنابيب ماشية بتتدلع
البنزين طفشان ومقلع................. والسولار مسروق ومفلسع
والجوع من بطني ماتعتع ...................ويالثورة معايا مافاتنـي

برلماني قول رئـاسي........................ ولا العكس ده الأساسي
ولادستور ع المقاسي......................... ولا الفلول المآســـي
ياعالم كفاياكو راسي..........................دي البرامج جنـــنتني
البيه رأيه ف التوكشو........................ ومعاه الناشطة نانــو
ومين ع الخط معانا ألو....................... والطرف التاني خلوه
لو بيضيع الخط هاتوه..................... ولاحدش في مرة سألني

أنا مصري داير ف مكاني.............. شعاراتكم ع لغيم وخداني
أحلامي إني أبقى يابــاني................ ياماليزي لأ مش أفغاني
وشهيدنا من قبره ناداني................. ثورتنــا اتسرقت صدقني

الشعب الضحية

الشعب الضحية

بكل أسف مازال الشعب المصري هو الضحية من قبل ثورة يوليو المجيدة في بداية الخمسينيات من القرن العشرين، وحتى بعد ثورة يناير المباركة في بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين مرورًا بعهود الزعماء نجيب وناصر والسادات وآخرهم مبارك المخلوع، وانتهاءً بالحكم العسكري الانتقالي وبداية الجمهورية الثانية في عهد الرئيس مرسي.

مازال الشعب المصري من الطبقات المتوسطة والفقيرة هو الذي يقدم أبناءَه وقودًا سهلاً و رخيصًا وتحت الطلب لأتون المعارك الضارية مع أعداء الوطن من خارجه، وسدًا منيعًا في المظاهرات وعند إعلان الأحكام العرفية والطواريء وحظر التجوال لحماية الملكية أو الجمهورية، ثم يعيد دفعهم تارةً أخرى من خلال الثورات لإسقاط الملكية والجمهورية.

وبكل نجاح لامثيل له، يتقاتل المجندون مع شرذمة المتظاهرين ويقع الضحايا من الجانبين.. ومن أسفٍ كلهم أبناء الطبقة الواحدة، وتكتفي النخب والأصابع والعقول التي تحرك وتتحكم في المشهد بالجلوس والمتابعة في القصور وعلى الهواتف، وبرامج التوك شو، ثم الانغماس في الحوارات الداخلية مع أعضاء جبهتهم، أو مع من هو في سدة الحكم.

الشعب هو الضحية للفقر وقطع العيش ووقف الحال، فأصحاب رؤوس الأموال أغلقوا المصانع، وسرحوا العمال، والسياحة توقفت وأيضًا تسريح وتكديس للرجال في البيوت، يتعطشون للإستقرار والسلام والأمان والهدوء.. إذن، فلتهرعوا إلى صناديق الإنتخابات، وقولوا نعم .. لكل إعلان دستوري، وانتخابات مجلس الشعب والشورى والرئاسة لمن نريد، وقولوا لا.. لمن لا نريد .. وفعلوا, والنتيجة الحال يزداد سوءًا..أصبحت الأسعار في زيادة، وكذلك سعر الدولار.. وانخفضت قيمة الجنيه المصري، والاحتياطي النقدي للدولة، وكذلك انخفضت الكميات التي يشتريها المستهلك المصري. 

ما الذي فعلته الثورة للشعب حررته من عنف الشرطة وسطوة الحاكم المستبد، لتسلمه إلى فحش وقسوة البلطجية وألف ألف مستبد، بل كانت الشرطة لهم أرحم؛ إذ كان معظم تعاملها مع قطاعات معينة من الشعب، أما اليوم فكل مصري تحت رحمة بلطجة كل من يحمل سلاح ويستأسد بالكثرة من أتباعه الذين لا يرحمون مسنًا أو امرأة أو فتاة أو طفل، والشرطة تشاهد .. وإن أدت دورها بشكل غير كامل عقابًا منها للشعب الذي استأسد عليها، وهيَ الآن تتكاسل في تلبية استغاثاته بها، ليذوق وحده الأمريْن من الجانبين في قهرٍ وصمت.

مازال الشعب يقف في طوابير كل شيء..أمام المخابز، ومحطات الوقود، وشبابيك صرف المعاشات، وهيَّ الدلالة الوحيدة لتعلم أن شيئًا في مصر لم يتحرك. 

الشعب هو الضحية في أحداث ثورة يناير 2011، وهو الضحية أيضًا حين احتفل بذكراها في يناير2013 وبينهما عاني من غياب الأمن والأمان والعدالة، وحوادث قطع الطرق البرية والنهرية، والكباري وقضبان السكك الحديدية والمتر، وحوادث القطارات والسيارات، والخطف والسلب والنهب والاغتصاب و السرقة. لينعم بحرية وحيدة وهي أن يسب أبو أكبر مسئول، أو يلعن من يريد أن يلعن، وافتقد الكبار احترام الصغار،وانطلق الصغار إلى الميادين والأحزاب والتربيطات، والكبار إلى المساجد يسألون ربهم النجاة، ومن ضعف إيمانه منهم بتلك الثورة يلعنها ويتمنى عودة النظام السابق، لتشهد المقاهي والندوات والبيوت المعارك بين كافة القطاعات حين يجرون المقارنات وينحاز كل جانب إلى رأيه.


والأن يجب أن أترككم فالرئيس مرسي أعلن في خطابه الطواريء من منتصف الليلة وحتى السادسة صباحًا ولمدة شهر على بعض محافظات القناة التي أسكن واحدةً منها، وأم العيال تستنهضني لألحق بالمتاجر قبل أن تغلق أبوابها.. ولا سبيل إلا الطاعة.. فطواريء رئيس النظام الحالي أمامنا، و"الخُلْع" التي نادت به زوجة رئيس النظام السابق من وراءنا .. ألم أخبركم أن الشعب في النظاميْن بل في كل نظام هو الضحية .. وخاصةً الرجال.

الكاتب السيد إبراهيم احمد: الشعب الضحية

الكاتب السيد إبراهيم احمد: الشعب الضحية: الشعب الضحية بكل أسف مازال الشعب المصري هو الضحية من قبل ثورة يوليو المجيدة في بداية الخمسينيات من القرن العشرين، وحتى بعد ثورة يناير المب...

الشعب الضحية

الشعب الضحية


بكل أسف مازال الشعب المصري هو الضحية من قبل ثورة يوليو المجيدة في بداية الخمسينيات من القرن العشرين، وحتى بعد ثورة يناير المباركة في بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين مرورًا بعهود الزعماء نجيب وناصر والسادات وآخرهم مبارك المخلوع، وانتهاءً بالحكم العسكري الانتقالي وبداية الجمهورية الثانية في عهد الرئيس مرسي.

مازال الشعب المصري من الطبقات المتوسطة والفقيرة هو الذي يقدم أبناءَه وقودًا سهلاً و رخيصًا وتحت الطلب لأتون المعارك الضارية مع أعداء الوطن من خارجه، وسدًا منيعًا في المظاهرات وعند إعلان الأحكام العرفية والطواريء وحظر التجوال لحماية الملكية أو الجمهورية، ثم يعيد دفعهم تارةً أخرى من خلال الثورات لإسقاط الملكية والجمهورية.

وبكل نجاح لامثيل له، يتقاتل المجندون مع شرذمة المتظاهرين ويقع الضحايا من الجانبين.. ومن أسفٍ كلهم أبناء الطبقة الواحدة، وتكتفي النخب والأصابع والعقول التي تحرك وتتحكم في المشهد بالجلوس والمتابعة في القصور وعلى الهواتف، وبرامج التوك شو، ثم الانغماس في الحوارات الداخلية مع أعضاء جبهتهم، أو مع من هو في سدة الحكم.

الشعب هو الضحية للفقر وقطع العيش ووقف الحال، فأصحاب رؤوس الأموال أغلقوا المصانع، وسرحوا العمال، والسياحة توقفت وأيضًا تسريح وتكديس للرجال في البيوت، يتعطشون للإستقرار والسلام والأمان والهدوء.. إذن، فلتهرعوا إلى صناديق الإنتخابات، وقولوا نعم .. لكل إعلان دستوري، وانتخابات مجلس الشعب والشورى والرئاسة لمن نريد، وقولوا لا.. لمن لا نريد .. وفعلوا, والنتيجة الحال يزداد سوءًا..أصبحت الأسعار في زيادة، وكذلك سعر الدولار.. وانخفضت قيمة الجنيه المصري، والاحتياطي النقدي للدولة، وكذلك انخفضت الكميات التي يشتريها المستهلك المصري.

ما الذي فعلته الثورة للشعب حررته من عنف الشرطة وسطوة الحاكم المستبد، لتسلمه إلى فحش وقسوة البلطجية وألف ألف مستبد، بل كانت الشرطة لهم أرحم؛ إذ كان معظم تعاملها مع قطاعات معينة من الشعب، أما اليوم فكل مصري تحت رحمة بلطجة كل من يحمل سلاح ويستأسد بالكثرة من أتباعه الذين لا يرحمون مسنًا أو امرأة أو فتاة أو طفل، والشرطة تشاهد .. وإن أدت دورها بشكل غير كامل عقابًا منها للشعب الذي استأسد عليها، وهيَ الآن تتكاسل في تلبية استغاثاته بها، ليذوق وحده الأمريْن من الجانبين في قهرٍ وصمت.

مازال الشعب يقف في طوابير كل شيء..أمام المخابز، ومحطات الوقود، وشبابيك صرف المعاشات، وهيَّ الدلالة الوحيدة لتعلم أن شيئًا في مصر لم يتحرك.

الشعب هو الضحية في أحداث ثورة يناير 2011، وهو الضحية أيضًا حين احتفل بذكراها في يناير2013 وبينهما عاني من غياب الأمن والأمان والعدالة، وحوادث قطع الطرق البرية والنهرية، والكباري وقضبان السكك الحديدية والمتر، وحوادث القطارات والسيارات، والخطف والسلب والنهب والاغتصاب و السرقة. لينعم بحرية وحيدة وهي أن يسب أبو أكبر مسئول، أو يلعن من يريد أن يلعن، وافتقد الكبار احترام الصغار،وانطلق الصغار إلى الميادين والأحزاب والتربيطات، والكبار إلى المساجد يسألون ربهم النجاة، ومن ضعف إيمانه منهم بتلك الثورة يلعنها ويتمنى عودة النظام السابق، لتشهد المقاهي والندوات والبيوت المعارك بين كافة القطاعات حين يجرون المقارنات وينحاز كل جانب إلى رأيه.
والأن يجب أن أترككم فالرئيس مرسي أعلن في خطابه حالة الطواريء من منتصف الليلة وحتى السادسة صباحًا ولمدة شهر على بعض محافظات القناة التي أسكن واحدةً منها، وأم العيال تستنهضني لألحق بالمتاجر قبل أن تغلق أبوابها.. ولا سبيل إلا الطاعة.. فطواريء رئيس النظام الحالي أمامنا، و"الخُلْع" التي نادت به زوجة رئيس النظام السابق من وراءنا .. ألم أخبركم أن الشعب في النظاميْن بل في كل نظام هو الضحية .. وخاصةً الرجال.

السبت، 26 يناير 2013

قلبي أبكم .. وأنا موات بقلم السيد إبراهيم أحمد | دنيا الرأي

قلبي أبكم .. وأنا موات بقلم السيد إبراهيم أحمد | دنيا الرأي


تأتيني معك..


كل الأفكار السابحة في سماوات خيالي
كل الأنوار الغارقة في غسق الليالي

معك...
ينبع معين الإلهام
بعدك....
يجف نهر الكلام
أبكمٌ قلبي..
وشِعري يبدؤني الخصام

تتحير شفتايَّ مني!!
تسائلني:
كيف يجف البسمُ.. وترحل الضحكات؟!
كيف يهل الجهمُ .. و تمرح السكنات؟!
كيف يحل زمن القطيعة مع الكلمات؟!
تمتمات .. كلماتي تمتمات
وأبخلُ حتي بالإيماءات..

حتى نفسي .. لا أحادثها ..لا..أعاركها
فرحٌ أنا بهذا البُعاد
بهذه المساحة الشاسعة من المسافات
بيني وبين كل الكائنات

جزيرةٌ منعزلةٌ أنا .. تأكلها المحيطات
تتكسر على رأسي الأمواج
وترفض أرضي الإنبات
فبعد رحيلك تصحرتُ..
تجدًّبتُ..
صرتُ مواتْ..


الاثنين، 21 يناير 2013

مسيرة الإساءات إلى خاتم الرسالات صلى الله عليه وسلم - شبهات فكرية وعقدية - موقع آفاق الشريعة - شبكة الألوكة

مسيرة الإساءات إلى خاتم الرسالات صلى الله عليه وسلم - شبهات فكرية وعقدية - موقع آفاق الشريعة - شبكة الألوكة


تواكبت الإساءة إلى شخص رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - مع بزوغ أول شعاع لنور دين الإسلام في مكة المكرمة، وكان مبعثها المشركين عبدة الأوثان، الذين لم يتوانوا ولم يكلوا عن ركوب كافة الوسائل والأساليب من تحقير لشخصه - صلى الله عليه وسلم -، والاستهزاء به وتكذيبه فيما يقول، لمحاربته في شخصه بغية وأد دعوته في مهدها، كما لم يكفوا عن التشنيع عليه بكل ما يشوهه من شبهات رخيصة لصد الناس عنه - صلى الله عليه وسلم.

فحينما انبثق الاسلام في مكة العربية، هبت جميع الزعامات والقيادات في وجهه، تقاومه وتحاربه بكل ما أوتيت من سلطان ونفوذ، وبكل من ورائها من أتباع وأنصار، وقد وحدت هذه الحرب بين الزعماء في جبهة واحدة، هي حرب الإسلام، فقد رأوه جميعاً خطرًا على نفوذهم، وتهديدًا لزعامتهم، فبذلوا كل ما في نفوسهم من جهد وكل ما يملكون من قوة، يصبونها أحيانًا على الأفراد، ويدفعون بها أحيانًا إلى حروب عامة [1] وهى نفس المخاوف التي راودت الغرب المسيحي على الضفة الأخرى من العالم مما حدا بأنتوني ناتنج أن يقول: (منذ أن جمع محمد - صلى الله عليه وسلم - أنصاره في مطلع القرن السابع الميلادي، وبدأ أول خطوات الانتشار الإسلامي، فإن على العالم الغربي أن يحسب حساب الإسلام كقوة دائمة، وصلبة، تواجهنا عبر المتوسط‏)[2]. ‏

ومع دخول الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة مهاجرًا ذلك الدخول الاحتفالي الذى أثار عليه حفيظة قلوب المنافقين، وحقد اليهود الكارهين، تغيرت الوسائل والأساليب؛ فقد كان اليهود أهل كتاب ولذا فقد شوشوا على دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - متهمين إياه باقتباس آيات القرآن الكريم من توراتهم المزعومة، ولما لم يفلحوا عمدوا إلى تأليب أهل المدينة عليه بمؤازرة المنافقين، وذلك بإثارة النعرة القومية بينهم، واستثارتهم ضد محمد المكي الذى جاء طامعًا في بسط سلطانه وهيمنته على المدينة، ومن هذا القبيل الشيء الكثير مثل استكتاب شعراؤهم قصائد لاذعة في هجائه - صلى الله عليه وسلم -.

لقد كانت إساءة نصارى العرب للرسول - صلى الله عليه وسلم - أسبق من إخوانهم في الغرب، بيد أنها كانت في نطاق ضيق وصاحبها الدفاع الفوري أيضًا:
قال يونس بن بكير عن ابن إسحاق: حدثني بريدة بن سفيان عن ابن البيلماني، عن كرز بن علقمة قال: قدم وفد نصارى نجران ستون راكبا، منهم أربعة وعشرون رجلا من أشرافهم، والأربعة والعشرون منهم ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم: العاقب، والسيد، وأبو حارثة أحد بني بكر بن وائل أسقفهم، وصاحب مدرستهم، وكانوا قد شرفوه فيهم، ومولوه، وأكرموه، وبسطوا عليه الكرامات، وبنوا له الكنائس لما بلغهم عنه من علمه واجتهاده في دينهم، فلما توجهوا من نجران جلس أبو حارثة على بغلة له وإلى جنبه أخ له يقال له: كرز بن علقمة يسايره، إذ عثرت بغلة أبي حارثة. فقال كرز: تعسَ الأبعد - يريد رسول الله - [وفي رواية أخرى: تعسًا للأبعد!]. فقال له أبو حارثة: بل أنت تعست [وفي رواية أخرى: بل تعست أمك]. فقال له كرز: ولِمَ يا أخي؟، فقال: والله إنه للنبي الذي كنا ننتظره.


فقال له كرز: وما يمنعك وأنت تعلم هذا. فقال له: ما صنع بنا هؤلاء القوم شرفونا، ومولونا، وأخدمونا، وقد أبوا إلا خلافه، ولو فعلت نزعوا منا كل ما ترى. قال: فأضمر عليها منه أخوه كرز حتى أسلم بعد ذلك[3].
أما عن إساءة الغرب لرسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - في عصرنا الحديث أو منذ علمهم بظهوره، فقد تميزت بالتقدم النوعي تحت غطاء البحث العلمي والمنهجي من أجيال متتالية تسلم الشعلة إلى بعضها في إصرار عجيب وغريب، منذ كانوا يعيشون في حاضرة الخلافة الإسلامية الزاهرة، أو مع بدايات الحروب الصليبية التي شنوها على الشرق الإسلامي.

تأتى شهادة المستشرق الفرنسي "مكسيم رودنسون"[4] الذى يراه الدكتور محمود حمدي زقزوق أنه قريب من الاعتدال والاتزان في معالجة بعض المسائل الإسلامية، بأن بداية افتراءات الغرب على شخص رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - مع الحملات الصليبية الغربية، فيقول: (لقد حدث أن الكتاب اللاتين، الذين أخذوا بين سنة 1100م، وسنة 1140م على عاتقهم إشباع هذه الحاجة - أي كراهية الإسلام - لدى الإنسان العامي، أخذوا يوجهون اهتمامهم نحو حياة محمد، دون أي اعتبار للدقة، فأطلقوا العنان لجهل الخيال المنتصر فكان محمد: ساحرًا، هدم الكنيسة في إفريقيا، والشرق عن طريق السحر والخديعة، وضمن نجاحه بأن أباح الاتصالات الجنسية، بل كان محمد - في عرف تلك الملاحم - هو صنمهم الرئيسي، وكان معظم الشعراء الجوالة يعتبرونه كبير آلهة السراسنة - البدو - وكانت تماثيله تصنع في مواد غنية، وذات أحجام هائلة).

وجاءت ملحمة "أنشودة رولان"Chanson de Roland التي كتبها "كونراد" - شاعر الكنيسة ومؤلف الملحمة - أثناء القرن الثاني عشر الميلادي في ريجنز بورج وهىَّ أقدمَ ما وصلنا من تراث فرنسا الأدبي لتقف خير شاهد على بداية مشروع الغرب المسيء، وفيها يخاطب كاتبها المسلمين ورسولهم - صلى الله عليه وسلم - قائلاً: (قد أرسلني إليك - القيصر- لأطيح رأسك عن كتفيك، وأطرح للجوارح جثتك، وأمتشق برمحي هامتك. ولتعلم أن القيصر قد أمر كل من يأبى أن تعمده الكنيسة ليس له إلا الموت شنقًا أو ضربًا، أو حرقًا. إن أولئك جميعا دون استثناء حزب الشيطان اللؤماء، خسروا الدنيا والأخرة، وحل عليهم غضب الله، فبطش بهم روحاً وجسدًاً، وكتب عليهم الخلود في جنهم أبدًا).

يؤكد الباحث الأمريكي "زكاري لوكمان"[5]: (إن ظهور الإسلام اعتبر ككارثة مطلقة، وفي البداية اعتمد الأوروبيون على المنقولات الشفهية، والنتيجة قدر كبير من التخيلات والأوهام والتشويه والصور النمطية. كما فشلوا بإدراك أن الاسلام ديانة توحيدية بل ظل المسلمون في المخيلة كوثنيين، ثم جاءت الحروب الصليبية وبدأ معها مفعول عبارة "اعرف عدوك"، لكنها معرفة من أجل السيطرة والإبادة، فنُقلت النصوص العربية إلى اللاتينية، وتُرجم القرآن، وبدأ اشتباك مع تراث العرب والمسلمين في الطب والفلك والرياضيات والفلسفة)[6].

بينما تُرجِع "باتريشياكرون" [7]بداية الإساءة لوقت مبكر عن تاريخ رودنسون، فتقول: (ولا شك في وجود محمد على الرغم من المحاولات من وقت لآخر لإنكار ذلك، فجيرانه في سوريا البيزنطية سمعوا عنه بعد عامين من رحيله على الأكثر، ويذكر نص يوناني كتب أثناء الغزو العربي لسوريا بين عامي 632، 634 أنه: "ظهر نبي زائف من العرب"، ويرفضه النص ويستهجن بعثته على أساس أن الأنبياء لا يأتون وهم يحملون السيوف، ويركبون فوق المركبات الحربية[8].

أما التاريخ فيشهد أن انطلاق أول موجات الإفك والافتراءات النصرانية ضد الإسلام والقرآن والرسول عليه الصلاة والسلام فكانت قبيل الحروب الصليبية بقرون على يد وبقلم وبلسان "القديس يوحنا الدمشقي" أحد أكبر آباء الكنيسة الأرثوذكسية وبسبب قيمته الدينية الكبرى نال لقبين ذوي شأن هما: "القديس يوحنا" و"يوحنا ينبوع الذهب".

ولم يكن ذلك "الدمشقي" غريبًا عن المجتمع الإسلامي بوجهٍ عام أو عن المجتمع العربي بوجهٍ خاص حيث كان من كبار موظفي بلاط الخلافة الأموية، فقد كان يتقن العربية كأهلها، ومعايشًا وملمًا بالبيئة الثقافية العربية الإسلامية، ولذا فقد استعان بثقافته العربية على فحص ونقد القرآن الكريم، حيث صب آراؤه ضد الإسلام والقرآن والرسول في كتابٍ له أسماه: "ينبوع الحكمة" خصص فيه فصلاً كاملًا في قسم البدع للجدل ضد الإسلام، مما جعل مقالاته فيه هيًّ الأساس التي بنى عليها معظم المستشرقين أفكارهم ودراساتهم خاصةً، وأن أهم ما يعطي كتابات "الدمشقي" أهميتها لديهم أنها صادرة عن رجلٍ عاش بين العرب بالإضافة لكونه موظفًا مرموقًا قريبًا من رأس السلطة الإسلامية.

تدورآراء "الدمشقى" في أغلبها حول أن الإسلام ليس ديانة بل هرطقة مسيحية ولايمت بصلة لدين إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو المسيح الدجال أو على الأقل هو من يمهد لظهوره، وتارة يجعل "الدمشقي" النبي عليه الصلاة والسلام "آريوسي" وتارةً يجعله "نسطوري" وذلك بسبب تأكيده - صلى الله عليه وسلم - على أن المسيح مخلوق وإنسان مجرد؛ إذ أن الأريوسية تنكر ألوهية المسيح عليه السلام والأرثوذكسية تثبتها، ثم جاء "نسطور" بعد ذلك ليجد الخصومة قائمة بين طرفين أحدهما يلقب القديسة العذراء بلقب "والدة الإله" والآخر يراها مجرد "والدة إنسان". فلجأ نسطور إلى التوفيق بينهما بأن اقترح عبارة "والدة المسيح". معتقدًا أن كلا الطرفين سوف يرضى بها. ويعتقد "نسطور" أن اتحاد اللاهوت بعيسىالإنسان ليس اتحادًا حقيقيًا، بل ساعده فقط، وفسر الحلول الإلهي بعيسى على المجاز. ثم يظهر تيودورأبو قرة[9] ويكرر أقوال يوحنا الدمشقي من أن الإسلام هرطقة نسطورية.

ثم تناوبت الألسن الحاقدة نقل نفس الافتراءات من جيل إلى جيل، ليرد عليها علماء المسلمين تفنيدًا وتصويبًا مؤيدة بمختلف الأسانيد التاريخية، والدلائل العقلية، ولكنهم دأبوا على اللجاج واستغشوا ثيابهم وأصروا إلا أن لا يسمعوا إلا ترهاتهم، ليؤكدوا بذلك أنهم لو كانوا يبغون الحق لانتهوا إن لم يؤمنوا.

ولم تلبث بيزنطة أن تستلم راية التشهير بنبي الإسلام عليه الصلاة والسلام ممثلةً في شخص مؤرخها "ثيوفانوس المعترف"، فيقوم بغمس قلمه الخبيث في مداد التلفيق والتزوير فيؤلف كتابًا حول حياة رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم -، صار مرجعًا رئيسيًا ينهل منه المستشرقون مع إنه لم يستند إلى مراجع محترمة من مصادر رئيسية تؤيد أقواله.

ولم تخرج تهويماته عن ذلك المعروض اليوم من غثاءٍ ورغاء حول يُتم الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وفقره، واقترانه بثرية تكبره بعدما أوقعها في شباكه بطرق ملتوية، مما مهد له السبيل في اكتناز ثروتها، وسفره إلى فلسطين مما أتاح له فرصة الاحتكاك بأهل الكتاب فنهل من كتبهم المنزلة!

إن الغرب المسيحي يبدو دائمًا تجاه المستجدات الدينية التي تخالف منهجه غير محايد وغير أمين، ولذلك فهو يبدأ بثورة عارمة مصحوبة دومًا بالاتهامات المقولبة والمعلبة التي يلقونها في وجه الخصم في محاولة آثمة للنيل منه بُغية اقصائه عن طريقهم سواء بحق أو بغير حق، والشواهد على ذلك كثيرة غير أن أقساها وأقصاها ما تعاملوا به مع نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم.

أما الذى يدل على ذلك الذى ذهبنا إليه أنه بمطالعة ما دونوه ضد المصلح الألماني الإنجيلي "مارتن لوثر"[10] لن يبعد كثيراً عن ذلك الجو الاحتفالي بأطلاق حزمة الاتهامات المسفة في حق نبينا - صلى الله عليه وسلم -، مع الفارق الهائل بين الرجلين، فهذا نبيٌ مرسل، وذاك مصلح معاصر لهم يعلمون عنه أولا يعلمون ما يقولون، ودون الحاجة لاستجلاب وتكرار ادعاءاتهم في سيد الخلق - صلى الله عليه وسلم -، سنسرد ما قالوه في حق "لوثر" لا لشيء إلا لأنه خرج على وعن الكنيسة الكاثوليكية: "شخص ضل السبيل وانقطع عن الصلاة فصار شقياً تعساً في حياته، كما أنه كان السبب في بؤس الشعب الألماني"، بل وصفه "ف. أ. هار" في كتابه المعنون: "حقائق لوثر" بأنه: (كان يعاني من مرض نفسي منذ صباه، وقد التحق بالدير دون دعوة حقيقية وأنه كان فاسد الأخلاق والإيمان، وهو زانٍ، وبطل كاذب، نبي كاذب و مصلح كاذب، يهدم ولا يبني، كان مشوهًا وليس مصلحًا، فهو يهوذا وهو عدو المسيح وخادم الشيطان).

ومثلما نقل كتاب الغرب المحدثين عن كتاب "ثيوفانوس المعترف" كل ما يقدح في شخص نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم -، دون تثبت أو إعمال فكر، فعل ذلك الفعل كل من قدح في شخصية لوثر فقد نقلوا كل أفكارهم فيه وعنه من كتاب ألفه عن لوثر بعد موته بثلاث سنوات كاهن كاثوليكي ألماني يدعى "يوحنا كوكلاوس"، قال فيه: (ابن شيطان ويسكن فيه ابليس، وقد امتلأ بالكذب والكبرياء.... كان سكيراً وشهوانياً، كان مجردًا أيضًا من الضمير، وبناءً عليه فقد استخدم كل الوسائل واستحسنها، فهو رجل كذاب، مرائي، جبان، مشاغب).

يقول الدكتور القس حنا جرجس الخضري[11]: لقد استطاع "كوكلاوس" لا أن يصحح الصورة في أذهان معاصريه، بل أن يعطي صورة سوداء مشوهة غير حقيقية قد لصقت في أذهانهم و أذهان الأجيال التالية ضد المصلح الألماني!!

لا يحتاج الأمر إلى تعليق لكى يتبين القارئ مدى خسة ذلك المنهج غير العلمي - إذا جاز لنا أن نسميه منهجًا - الذى يمارسه الغربيون ضد من يعارضهم، لتزول بذلك معظم الدعاوى التي تصفهم بالعقلانية، والحيادية، والنزاهة العلمية في أغلب نقدهم للإسلام ورسول الإسلام - صلى الله عليه وسلم -، وليس أدل على ذلك من اعتراف جيبير النوجنتي - أحد أهم المؤلفين في القرون الوسطى - بأنه لا يعتمد في كتاباته عن الإسلام على أية مصادر مكتوبة، بل لا يوجد لديه أية وسيلة للتمييز بين الخطأ والصواب.

ولو أسرعنا الخطى بعيدًا عن هذا المستنقع الآثن بالافتراءات، والأباطيل التي يلبسونها دومًا ثوب الحقيقة، والذى نسير فيه اضطراراً سنصل إلى دانتي الليجيري في كوميديته الإلهية - كما سماها - وحول رؤيته لنبينا - صلى الله عليه وسلم -، يقول ادوارد سعيد: (أن دانتي يجسد محمدًا تركيبًا سلاليًا متصلبًا من الشرور مع من يسميهم ناشري الفضيحة والفتنة، وعقاب محمد ومصيره الأبدي عقاب مثير الاشمئزاز من نمط فريد، إذ يقطعه [قطعه الله] إلي نصفين من ذقنه إلي دُبره مثل برميل تمزق أضلاعه كما يقول دانتي ويصف دانتي أمعاء محمد وبرازه بدقة ويشرح دانتى مسببات عقابه لمحمد مشيرًا كذلك إلي علي الذي يتقدمه في صف الآثمين الذين يشقهم الشيطان الحارس إلي نصفين كما يقارن دانتي بين محمد وفرادوليشينو وهو قسيس مرتد دعا أصحابه الي المشاركة الجماعية في النساء والممتلكات وهكذا ظهر التصور المشوه عن نبي الاسلام في الغرب حتي رأي المسيحيون في القرون الوسطي محمدا كرجل مرتد وكنبي مزيف وكساحر معاد للمسيح وأنه يدعو إلي لون جديد من الهرطقة اليهودية أو المسيحية.. العربية، وبسبب هذه العقدة عقدة الاحباط والفشل ومن أجل الثأر والانتقام أسس ديانته الجديدة وانسجامًا مع هذا الموقف المعادي لرسول الإسلام انتشرت أسطورة ألصقت بالإسلام وانتشرت في أوروبا تقول أن محمدًا درب حمامة لتنقر حبوب القمح من أذنه حتي يراها العرب فيقتنعوا أن تلك الحمامة هي رسول الله القدس الذي يبلغه الوحي الالهي).

لاتكاد تلامس أقدامنا أرض القرن الثامن عشر في أوربا حتى تتبدى لنا نشوة العلم الجديد - علم مقابلة الأديان - والتي دفعت أصحابها إلى تحميل المشابهات والمقارنات فوق طاقتها، إذ نرى أمامنا في هذا العصر أن هذه المشابهات لا تنفي ولا تثبت، بل لعلها إلى الاثبات منها إلى النفي على الإجمال، كما قال العقاد[12].

وفي هذا العصر يطالعنا رواد التنوير من كبار الفلاسفة العقلانيين، أمثال:
"فولتير" Voltaire رغم انتقاده التعصب الديني، ومناداته بفكرة التسامح، فقد صور النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - كنموذج للتعصب والطغيان الدينيين، في استغلاله مشاعر البسطاء ومعتقداتهم الساذجة لبلوغ "غاياته الشريرة"، كما أنه، في نظره، متعصب، عنيف، محتال، وعار على الجنس البشري، وأنه انتقل من كونه تاجرًا، ليصبح نبيًا مشرعًا وملكًا. وبقوله: (أن محمدا عندي ليس سوى مراء Tartuffe بيده سلاح. أنه أكبر زير نساء وأعظم عدو للعقل).

غير أن فولتير للأنصاف عاد ليهدم آراؤه تلك بعدما تعرف على الإسلام من خلال قراءته "سيرة حياة محمد" لمؤلفه "هنري دي بولونفيوس"، لينشر بعدها كتابه: "أخلاق الأمم وروحها" دافع فيه عن نبينا عليه الصلاة والسلام دفاعًا طيبًا باعتباره مفكرًا سياسيًا عميق الفكر ومؤسس دين عقلاني حكيم، ثم يتبعه على فترة من الزمن بكتابه: "بحثٌ في العادات" يمدح فيه الإسلام ورسوله - صلى الله عليه وسلم - والقرآن الكريم، بقوله: (إنَّ محمداً مع كونفوشيوس وزرادشت أعظم مشرعي العالم)، وفي هذا رغم إنصافه ما أنصف.

ومن مدرسة فولتير يأتي بعده بقليل الروائي الفرنسي "أنوريه دوبلزاكH. de Balzac الذى أعتبر نبيينا - صلى الله عليه وسلم - (أفاقا)، والقرآن الكريم إعادة كتابة للتوراة والإنجيل، وأن الله سبحانه لم تكن لديه أية نية في أن يجعل من هذا الحادي (سائق الجمال) نبياً له.

إن الذى يبدو لنا أن الإسلام وحده كدين كان مستهدفاً في ذلك القرن من مفكري أوربا وكتابها، والواقع أن القرن الثامن عشر قد أخرج للناس مدرسة الشك المطلق في مقررات العلم القديم ووقائع التاريخ المتواتر، فشك الكتاب في وجود الأنبياء والمرسلين، وكاد الشك يتناول كل نبي وكل صاحب دين غير محمد عليه السلام! شكوا في بوذا كما شكوا في إبراهيم وموسى وعيسى. وسرى الشك إلى الأدب كما سرى إلى الدين[13].

وليس أدل على ذلك من نقد الربوبيين[14] للمسيحية والذى سبق الحملة الفولتيرية في فرنسا بنصف قرن، ومن شاء فعليه مطالعة قصة الحضارة "عصر فولتير" لـ "ول ديورانت"، ولعلنا في مقدمة الفصل القادم سنسوق قبسًا ليس من نور من ذلك الهجوم الضاري على المسيحية والمسيح معًا.

مع مطلع الربع الأول من القرن العشرين في عام 1925تحديدًا ظهرت أول الرسوم المسيئة لرسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - والذى أعتقده أنها بغير قصد إذ نشرت صحيفة بريطانية ذائعة صورة كارتونية توضح كابتن فريق الكريكت الإنجليزي "جاك هوبز"، وحوله أشهر الشخصيات التاريخية في العالم احتفالا به، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - من بين تلك الشخصيات. وثار المسلمون في الهند آنذاك مما حدا بالحكومة الهندية أن أصدرت قرارات احتجاج على تلك الصورة.

كما شهد القرن المنصرم وبواكير القرن الحالي الكثير من المطبوعات التي طعنت في شخصية الرسول - صلى الله عليه وسلم -، كان من أبرزها رواية آيات شيطانية للهندي المرتد سلمان رشدي، والتي طبعها ونشرها في لندن، لتشتد الهجمات والضربات بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 الشهيرة والخاصة بالاعتداء على برجي نيويورك، وهيَّ الموجة الجديدة من تلك الموجات المنظمة في سلسلة الإساءات إلى شخصية الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ليشهد العالم تصاعدًا غير مسبوق في الكتابات التي تطعن في شخصه الكريم، نتيجة لشعور الغرب و أمريكا بالحزن والغضب والصدمة.

ومن أشهر الكتب التي صدرت في هذه الفترة كتاب بعنوان: "نبي الخراب" لمؤلفه "كريك ونن"، الذي وصف الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنه قاطع طريق استعمل البطش والاغتيالات والخداع للوصول إلى السلطة المطلقة.

كما وزعت مجلة "هيومن إيفنتس" الأمريكية الأسبوعية، من كتاب للكاتب الأمريكي الأصولي "روبرت سبنسر" اسمه: "الحقيقة حول محمد، مؤسس أكثر ديانة غير متسامحة في العالم"، يسيء فيه للرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - ويتهمه بحث المسلمين على قتل اليهود، وبخيانة صلح الحديبية، وخلق اضطرابات في العالم حتى الآن. وبرغم عدم نجاح الكتاب عند طرحه في الأسواق فقد أثار الغضب بين مسلمي أمريكا ضد سبنسر الذي دأب في عدة كتب له على انتقاد الأصول الإسلامية واتهام الإسلام بالإرهاب. بينما تروج الجريدة للكتاب: "إن كتاب سبنسر يكشف حقائق لم يكتشفها كتاب التاريخ أو مؤلفي السيرة الذاتية لمحمد".

وقد تجاهلت الجريدة انتقادات عددًا من الأكاديميين وخبراء في الدراسات الإسلامية للكتاب، حيث قالت المؤلفة البريطانية "كارن أرمسترونج" صاحبة كتاب "محمد - صلى الله عليه وسلم -": (إن هذا الكتاب مخطوط بالكراهية، وبه أخطاء كبيرة وتجاهل للأدلة. وما كان من المجلة أن نشرت في بيانها الترويجي ادعاءات تقول إن النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - قد قال: "نصرت بالإرهاب" وتم استخدام كلمة "تيروريزم" بالإنكليزية التي تعنى في المعنى المتداول "الإرهاب"، ويقول البيان: "إن الكتاب يشرح كيف استخدم محمد جاذبية الجنة الإسلامية من أجل حث محاربيه على الحرب بشراسة من أجل أن يمد حكمه".

الغريب أن الكاتب الأصولي "روبرت سبنسر" قد اتهمته منظمات إسلامية وعربية بتحريف كلام ونصوص القرآن وأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهو الذى يتهم كٌتاب التاريخ على الإطلاق بما فيهم كتاب التاريخ من الغربيين، بأنهم يقدمون صورة غير حقيقية ومنقحة لسيرة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم -، بل ويمعن الكاذب لا الكاتب في كذبه فيقول: (إن الرسول محمد كان يوصي أصحابه بجعل النساء أسيرات لديهم لا يملكون من أمر أنفسهن شيئا).

بل تبنت المجلة نفسها الترويج - في إصرارٍ عجيب - لفيلم وثائقي به ادعاءات غير موثقة ضد الدين الإسلامي والقرآن الكريم، ولأن أهل الكفر ملة واحدة فلم تكتفْ المجلة بالترويج بنفسها بل استدعت الكاتبة الأمريكية الرائجة "آن كولتر" للترويج أيضاً لهذا الكتاب الفاشل، وقامت بدورها خير قيام، وهى التي كتبت ما نصه: (أن علينا مهاجمة دولهم وقتل قادتهم وتحويلهم إلى المسيحية، إننا لم نتردد في ملاحقة هتلر وكبار مساعديه، وقد قصفنا المدن الألمانية ودمرناها وقتلنا مدنيين، كنا يومها في حرب ونحن الآن في حرب).

أما الأقوال فقد باحت بها الأفواه الحاقدة أمثال وزير العدل الأمريكي - آنذاك - "جون أشكروفت"، إذ يقول: (إن المسيحية دين أرسل الرب فيه ابنه ليموت من أجل الناس، أما الإسلام فهو دين يطلب الله فيه من الشخص إرسال ابنه ليموت من أجل هذا الإله).


ليشارك في سيمفونية البذاءات نائب وزير الدفاع الأسبق رامسفيلد الجنرال الأمريكي "وليام م. ج. بويكن"، فيقول: (إن إلهنا أكبر من إلههم، إن إلهنا إله حقيقي، وإله المسلمين صنم، وإنهم يكرهون الولايات المتحدة الأمريكية، لأنها أمة مسيحية يهودية، وحربنا معهم هي حرب على الشيطان، وإن الإسلام دين شيطاني وشرير، ومحمد هو الشيطان نفسه!!).

وكذلك القس الأمريكي "بات روبرتسون" - رئيس التحالف المسيحي الأمريكي والمعروف بعداوته للإسلام، ومناصرته للدولة العبرية: (إن الإسلام هو دين الإرهاب، دعا إلى العنف.. وإن أمريكا بحاجة إلى إنذار ضد خطر المسلمين الذين يكرهون أمريكا ويحاولون تدمير إسرائيل). وفي حوار تليفزيوني معه، صرح قائلاً: (أنا أقول هذا القرآن ما هو إلاّ سرقة من المعتقدات اليهودية ثم استدار محمد بعد ذلك ليقتل اليهود والنصارى في المدينة. أنا أقصد، أن هذا الرجل كان قاتلاً سفاك دماء، وأظن أن الإرهاب قد غدا تيارًا وليس فقط عند حفنة من المتطرفين. إذا اشتريت مصحفًا اقرؤه بنفسك فستجد عنفًا يبشر به)[15]. وقد أجبر هذا الرجل على الاعتذار عن قوله هذا، ولكنه عاد ليقول[16]: (الإسلام أسس بواسطة مجرد فرد بشري مقاتل يسمى محمدًا، وفي تعاليمه ترى تكتيك نشر الإسلام من خلال التوسع العسكري، ومن خلال العنف إذا كان ضروريًا)، وأضاف: (الإسلام بخلاف المسيحية في تعاليمه الأساسية تعصب عميق ضد أصحاب الديانات الأخرى)، كما قال عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنه كان يدعو قومه إلى قتل المشركين.. إنه رجل متعصب إلى أقصى درجة، إنه كان لصًا وقاطع طريق ما يدعو إليه خديعة وحيلة. 80% من القرآن نقل من نصوص النصرانية واليهودية).

وقد أضاف تقرير"كير" أن هذا القس اليميني المتطرف روبرتسون سبق له الإساءة للإسلام بوصفه "دين تجار العبيد"، ووصف الأمريكيين الذين يعتنقون الإسلام بأنهم يعانون من الجنون ومن اقواله ضد المسلمين أيضاً: (لا ينبغي تعيين قضاة في الولايات المتحدة من غير المسيحيين أو اليهود، فالقاضي لابد وأن يؤمن بالقيم المسيحية. المسلمون يقسمون العالم إلى دار إسلام ودار حرب ويؤمنون بالجهاد ضد أمريكا، فهل تريدون أن يصبح واحد منهم قاضيا؟).

وأضاف أحدهم يدعى أديسون: (محمد لم يستطع فهم النصرانية، ولذلك لم يكن في خياله إلا صورة مشوهة بنى عليها دينه الذي جاء به العرب).

أما كبير أساقفة كانتربري السابق اللورد الإنجليزي "جورج كيري"، فيقول: (إن الثقافة الإسلامية استبدادية وتفتقر إلى المرونة، وهي لم تساهم في التاريخ، وإن الدول الإسلامية لم يتقدم شيئا للثقافة عبر القرون).

وساهم المستشرق الصهيوني "برنارد لويس" بقوله: (إن النظام الأخلاقي الذي يستند إليه المسلمون مختلف عما هو في الحضارة اليهودية المسيحية [الغربية]، وإن آيات القرآن تصدق على ممارسة العنف ضد غير المسلمين).

أما وزير الداخلية الألماني السابق "أوتو شيلي" فيصف عقيدة الإسلام بأنها: (هرطقة وضلال).

كما وصف الروائي الفرنسي "ميشيل هويلبيك" الإسلام بأنه: (دين ظهر في الصحراء، وسط الأفاعي والجمال والحيوانات المفترسة من كل نوع). أما المسلمين في تصوره فهم: (حقراء الصحراء)، أما القرآن الكريم والإسلام فرأيه فيهما: (إن قراءة القرآن مثيرة للتقزز. وإن الإسلام دين عدواني، لا متسامح، يجعل الناس أشقياء تعساء).

وتحتفظ الذاكرة بقول "بن جوريون" رئيس وزراء إسرائيل الهالك: ‏‏‏(إن أخشى ما أخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد)‏‏‏. ‏

والقس الحاقد "جيري فالويل" يعلن في حديث إذاعي: (أنا أعتقد أن محمداً كان إرهابياً، لقد قرأت ما يكفي من المسلمين وغير المسلمين، إنه كان رجل عنف، ورجل حروب)[17].

لقد أساءوا الأدب في الكلام عن شيءٍ نبيل وعزيز لدينا مما لا يترك مجالاً لتبادل الحديث معهم، ويزيد الغضب والحنق عندما تجيء هذه الاتهامات والإهانات من سياسيين في الغرب لا يعرف عنهم الكثير من التحضر إلا في أتفه الشكليات، فلا يعرف عنهم سمو الأخلاق في معاملتهم لغيرهم من الشعوب[18].

ومن باب رمتني بدائها وانسلت، افترى القس "جيري فاينز"- الرئيس السابق للمؤتمر السنوي للكنيسة المعمدانية الجنوبية - على الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (شاذ يميل للأطفال ويتملكه الشيطان، تزوج من اثنتي عَشْرةَ زوجة آخرهم طفلة عمرها تسع سنوات!)، وأضاف: (إن الله الذي يؤمن به المسلمون ليس هو الرب الذي يؤمن به المسيحيون. فلن يقوم الرب بتحويلك إلى إرهابي يحاول تفجير الناس وأخذ أرواح آلاف مؤلفة من البشر).

المؤسف أن قادة الكنيسة المعمدانية الجنوبية أعلنوا تأييدهم لتصريحات فاينز في سبه للرسول - صلى الله عليه وسلم -، بينما كان رئيس مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الأميركيين الأسقف "بيلفيل ويلتون غريغوري" يعلن: (لقد اعتمدنا اليوم وثيقة مهمة في تاريخ مؤتمرنا الأسقفي، و كل من يعرف عنه - من القساوسة - أنه تعاطى الدعارة مع طفل يُمنع من العمل في كنيسة الولايات المتحدة الكاثوليكية).

بينما قامت اللجنة المختصة المكلفة بصياغة الميثاق بتشديد مشروع البيان واعتمدت صيغة "عدم التسامح" مع أي كاهن تثبت إدانته بالاستغلال الجنسي ليطرد من الكنيسة ويعاد إلى الحياة العلمانية بعدما كان النص يدور حول "إمكانية أن يبقى في سلك الكهنوت أي كاهن مارس الاستغلال الجنسي في الماضي لكنه لم يذنب إلا مرة واحدة، أو أن يبقى إذا تلقى علاجا مناسبًا".

وكانت صحيفة "دالاس مورنينغ نيوز" قد ذكرت أن ثلثي الأساقفة الأميركيين (111) في 178 أبرشية قد قاموا على مدى سنوات بالتغطية على تصرفات الكهنة الذين يستغلون الأطفال جنسيًا واكتفوا بنقلهم من أبرشية إلى أخرى أو إخضاعهم لعلاج نفسي. ورغم هذا فقد أثار هذا التعديل أيضا غضب الضحايا الذين طالبوا بعقوبات تأديبية بحق أولئك الأساقفة. وقال "بيتر ايسلي" المسؤول عن شبكة الناجين من الاستغلال الجنسي الذي يقوم به الكهنة: (إنه أمر فاضح أخلاقيًا بكل بساطة). وقال آخر: (لم يجدوا بعد انصرافنا عنهم سوى مهاجمة الإسلام عسى أن يعودوا للأضواء من جديد).

إن هؤلاء القساوسة والأساقفة الشواذ الذين تجرأوا فاتهموا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما فيهم، هم أنفسهم من أجبروا البابا بنديكتوس السادس عشر على أن يقول أنه: (يشعر بالعار بشدة من ممارسات بعض القساوسة في الولايات المتحدة). وتعهد أثناء عودته إلى الولايات المتحدة بالعمل على منع الذين يعتدون على الأطفال جنسيًا من أن يصبحوا قساوسة. وكانت الكنيسة الكاثوليكية الأمريكية قد شهدت خلال السنوات الأخيرة موجة من الاتهامات ضد عدد من القساوسة الذين استغلوا الأطفال جنسيًا ودفعوا حوالي مليارَي دولار في قضايا تعويضات. كما أفاد تقرير بأن قساوسة الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة اتهموا بارتكاب أكثر من إحدى عشر ألف إساءة جنسية منذ عام1950. بل أكدت أبرشية أمريكية أن نحو 4440 (أربعة آلاف وأربعمائةٍ وأربعون) قسيسًا اتهموا بالإساءة الجنسية أي حوالي 4% من إجمالي القساوسة الذين ينتمون لهذه الأبرشية، بينما قال ممثل ضحايا الإساءة الجنسية: (أن الرقم النهائي لعدد الحالات التي تعرضت لإساءة جنسية من قبل قساوسة سيكون أكبر بكثير).


وعلى نفس النسق القذر عندما يُتهم الأطهار الأبرار من قِبل الزناة واللوطيين اتهم القمص المشلوح زكريا بطرس في برنامجه: "في الصميم" الذى يقدمه و تذيعه قناة الحياة المسيحية، الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنه ابن زنا، وذلك في الحلقة المعنونة: "النبي محمد ابن زنا بشهادة علماء الإسلام" زاعماً أن افتراءاته هذه مستقاة من مراجع وكتب لعلماء مسلمين، والقرآن الكريم، والكتاب المقدس. مما دعا العديد من المصريين لرفع دعاوى ضده.

قال الدكتور زغلول النجار عن ذلك الذى يتهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ويكفي أن هناك شيطان مصري خرج من مصر إلى قبرص وباع نفسه للمخابرات الإسرائيلية والأمريكية اسمه زكريا بطرس، وهو رجل أُشْتُهِرَ عنه سوء الأخلاق؛ فهو متهم بالزنا واللواط وفصل من الكنيسة أكثر من مرة، قام بفتح قناة تليفزيونية في قبرص وله أربع سنوات أو أكثر يقوم بالتطاول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويتطاول بالسب على أمهات المؤمنين وعلى آل البيت وعلى الصحابة وعلى كبار رموز الإسلام قديمًا وحديثًا[19].

أما جلال محمد القصاص فيقول عنه[20]: (قس نصراني يتأرجح بين الأرثوذكسية والبروتستانتية، أشعل الفتنة في كل مكان ذهب إليه، وأبناؤه مثله يثيرون القلاقل في أستراليا ضد الكنيسة القبطية إلى اليوم).

ومن أرشيف التاريخي الوطني الإسباني [21]أضع بين أيديكم شهادات دونتها محاضر محاكم التفتيش الإسبانية في القرن السادس عشر عن حالات توبع فيها مورسكيون بتهمة إخفاء الإسلام. فالمورسكيون هم أولئك المسلمون الذين عاشوا في إسبانيا في ظل الحكم المسيحي بعد سقوط دولة الإسلام بالأندلس سنة 1492م و أُجبروا على التنصر و تغيير أسمائهم و أزيائهم و عاداتهم الإسلامية. و لمراقبتهم أسس النصارى تلك المحاكم: يذكر الدكتور الفرنسي "لويس كاردياك"[22]: (في كثير من الأحيان، كان الموريسك لا يتحملون من يسب أو يشتم الرسول. من ذلك أن أحد الموريسك عندما وصل ليقتني خمراً من الحانة قد استُقبل عند مدخل الحانة بهذه الألفاظ: "لتحرق النار الخالدة محمدًا"، غير أنه لم يتماسك عن الرد: (إن محمدا يعد رجلاً خيِّراً و طيبًا[23].و في نفس الكتاب يذكر كاردياك أن: (اسم محمد يظهر دوماً على لسان المسيحيين عندما يحلفون، وفي أحد الأيام بطليطلة كان مسيحيان في نقاش كبير عندما فقال أحدهما: (إني أحلف باسم الله)، و قد أخذ عليه رفيقه أن يستعمل مثل هذه العبارات قائلاً له: (احلف باسم من لا تؤمن به) فرد عليه المسيحي قائل: (إني أحلف باسم محمد البغي الشرير)، إلا أن أحد الموريسك كان حاضرًا هذه المجادلة، وسرعان ما استولى على هراوة وكله يرتجف وقد هدد الشاتم قائلاً له: (ماذا فعل لك محمد)، وبالطبع فإن المورسكي هو الذي سيدفع الثمن بسوقه إلى دواوين التحقيق نتيجة شكاية المسيحي[24].

ويتابع كارديا: (في سنة 1614م، لنفس هذا السبب، مثُلَتْ "بياتريس هارننداز" أمام المحكمة، و على الرغم من صفتها المورسكية، فإنها استطاعت أن تبقى بإسبانيا بعد عملية الطرد النهائية: غير أن عدداً من جيرانها كانوا يرتابون في ابتداعها، وفي إحدى الأمسيات قضت سهرتها عند أحد أفراد جيرانها، وبينما كان رب البيت يشعل النار في المدفئة، أصابه حرق وصاح: (بَغيٌ أنت يا محمد)، فردت عليه: (لم يكن بغياً، ولكنه رسول).
لقد طار فرحاً أحد رجال الكنيسة في الشرق والمقيم بالغرب - والذى دائماً ما يكتب مقالاته باسم مستعار- عندما ظهرت الرسوم الدنماركية المسيئة لمن رسمها قبل أن تسيء لرسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - فقال وهو في قمة نشوته شامتاً شانئاً: (إنها ليست رسومًا مسيئة بل هي رسوم توضيحية). بل إنه أعد رسومًا مسيئة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ونشرها على موقع خاص ينشر فيه بذاءاته تناصره شرذمة مهجريون مهجورون، كما أعلن أنه يستعد لعمل السيرة المحمدية الطاهرة بصورة هزلية وكاريكاتورية وبعده القرآن الكريم، ولم نحمل كلامه على محمل الجد، وها قد مرت السنوات حتى ظهر الفيلم المنتظر "براءة الإسلام".

ومادام قد أقدم على فعل ما فعل، فأرجو أن يستجمع حكمته وشجاعته عندما يقرأ عن الرسوم والصور المسيئة لمن رسمها أيضاً للسيد المسيح عليه السلام ويحكم هل هي رسوم مسيئة أو توضيحية. وهذا ليس من باب الشماتة والتشفي لأنه يعلم قبل غيره موقع نبي الله عيسى وأمه البتول السيدة العذراء مريم من المسلمين، وكان أولى به أن يدافع عن شخص من يعظمه، لا أن ينتهج نفس أسلوب المسيء، وأن يتأسى بتعاليم الرب ودين المحبة!

هذا ما أريده تماماً، أن أقول للذين يؤمنون بالمسيح، وللذين يؤمنون بمحمد: برهان إيمانكم إن كنتم صادقين، أن تهبوا اليوم جميعاً لحماية الإنسان، وحماية الحياة[25].


[1] جوامع السيرة لابن حزم 51-52.
[2] وليم بولك‏: ‏ الولايات المتحدة والعالم الغربي - والقومية والغزو الفكر ص 42‏.
[3] ابن كثير: البداية والنهاية، الجزء الخامس.
[4] أنظر: الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري ص52، كتاب الأمة ط2 صفر 1404 هـ.
[5] باحث مرموق، يعمل حاليا أستاذا في قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة نيويورك، وينتمي إلى تيار من الباحثين الأميركيين اليساريين الذين لعبوا دورا مهما في تطوير دراسات الشرق الأوسط، انطلاقا من موقف إنساني مكافح ضد تيار استشراقي ينتقص من العرب والمسلمين، وذلك على الرغم من أنه يهودي اسمه التوراتي زكريا لقمان.
[6] تاريخ الاستشرق وسياسات زكاري لوكمان ترجمة شريف يونس محيط. أسك زاد.
[7] أستاذ التاريخ الإسلامي بمعهد الدراسات المتقدمة في برنستون.
[8] موقع أوبن ديموكراسي 10 يونيو 2008، ترجمة راشدة رجب.
[9] تيودور أبو قرة أسقف حران الذي كان يجادل المسلمين في حضور خليفة المسلمين آنذاك الخليفة المأمون.
[10] مارتن لوثرLuther)1483-1546) مؤسس حركة الإصلاح الدينى البروتستانتية.
[11] المصلح مارتن لوثر حياته وتعاليمه ص- 176، دار الثقافة المسيحية، القاهرة 1977.
[12] عبقرية المسيح ص- 72، كتاب اليوم العدد 264- يناير1987.
[13] المصدر السابق ص- 67.
[14] الربوبية: الاعتقاد بوجود إله غير مشخص هو العلة الأولى للكون، فهو الذى خلق الكون ثم دفعه ليعمل بقوانينه الذاتية الطبيعية دون تدخل منه في حركة الكون وشئون الحياة.
[15] برنامج هانتي وكلولمز Hannity & Colmes الذي بث في قناة فوكس الإخبارية Fox News.
[16] كتاب من تأليفه باسم: الاسم (The Name) ص71.
[17] حديث له بث يوم الأحد بتاريخ 6/أكتوبر/2002 / برنامج 60 دقيقة.
[18] دكتور جلال أمين، عصر التشهير بالعرب والمسلمين. مكتبة الأسرة/دار الشروق2004القاهرة.
[19] حوار مع أحمد سعد - جريدة الوسط 13 أغسطس 2008.
[20] الكذاب اللئيم زكريا بطرس ط2ص 29.
[21] ملف 193 ص 16.
[22] المورسكيون الأندلسيون و المسيحيون: المجابهة الجدلية.. ترجمة الدكتور عبد الجليل التميمي.
[23] من أرشيف محاكم التفتيش بكوينكا. ملف255، الصفحة3455.
[24] من الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني، ملف193، الصفحة17.
[25] خالد محمد خالد: كتاب معاً على الطريق محمد والمسيح. كتاب اليوم، عدد 329، 1989 القاهرة.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/0/49565/#ixzz2Ifj6PTTM

الخميس، 17 يناير 2013

إبراهيم عيسى ..الجانى والمجنى عليه بقلم:السيد إبراهيم أحمد | دنيا الرأي

إبراهيم عيسى ..الجانى والمجنى عليه بقلم:السيد إبراهيم أحمد | دنيا الرأي


بقدر حبى للكاتب إبراهيم عيسى لكن حبى لله عزوجل أشد الذى أمرنى بحب واتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وحبى أشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذى أمرنى بمحبة وتوقير أصحابه رضوان الله عليهم فى أحاديث صحيحة ، خالفها جملةَ وتفصيلاً الرجل مدعياً أنه يحمل لواء صريح المعقول مع صحيح المنقول ليدس أنفه فيما لا يجيده ولم يسأل حتى أساطين العلم فيما سيخرج به على الناس ، وهو الذى عاب على الدكتور عبد الصبور وهو الأستاذ المتخصص أن يدس أنفه فيما يفقه ويكتب تقريره فى الدكتور نصر حامد بل نصب من نفسه قيماً وحاكماً على أكبر المشايخ والعلماء فأطلق عليهم رؤوس الفتنة .
وبما أن مذهب الرجل هو إزالة هالات التقديس عن ما لا يستحقون القداسة ـ بزعمه ـ أو يستحقونها سنسمح لأنفسنا أيضاً بأن ننتقده ولو قليلاً مع الإعتذار لمحبيه كما يفعل هو عادةً عندما يعمل قلمه فى تشويه ونقض أى شخصية دينية وخاصة الإسلامية السنية فيعتذر لمحبيها أولاً، والرجل لم يأل جهداً فى نزع القداسات حتى عن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ولا ندعى لهم العصمة كما يفعل من هم على غير مذهبنا ويدعون العصمة والقداسة لأئمتهم ، ولذا فقد بدأ الرجل حملته الشعواء الهوجاء بمقاليه : أبو هريرة الإمام الغامض بجريدة الميدان 20/11/2001 و11/12/2001 ، وكال فيهما الإتهامات للصحابى الجليل دون هوادة أو مواربة وكأنه يتكلم عن موظف مثلاً بوزارة الرى أو الصحة ، ثم أردف كتاباته عن الصحابة بمقال فى جريدة الدستور فى عدد الاربعاء بتاريخ 11/10/2006 عن الصحابى الجليل المغيرة بن شعبة والقصة بها من الغمز واللمز الكثير ، ولمن ظنوا به خيراً عاد بعد فترة توقف ليفاجىء الجميع بمقال فى الصفحة الأولى بعنوان قمىء مستهجن : (بزنسة أبى هريرة) بجريدته السابقة الدستور بتاريخ 22/6/2010 .
ولقد ضجر العلماء فانبروا له ومنهم الدكتور عبد الرحمن البرفقال :الأستاذ إبراهيم عيسى له ولع غريب بالحط على أبي هريرة رضي الله عنه خاصة، وعلى كثير من رجال الأمة المحترمين في تاريخنا أيضا، وتعجب كثيرا حين تراه يخلط بين رغبته في انتقاد أوضاع السلطة المستبدة وبين تشويه الجميل في تاريخنا، وبقدر ما يحرص على أن تكون لمعلوماته السياسية مصداقية، فإنه لا يهتم مطلقا بأن تكون لآرائه ونقوله التاريخية أية مصداقية.
كان الأستاذ إبراهيم قد كتب عدة مرات يطعن في أبي هريرة رضي الله عنه من غير مناسبة، وكان من الواضح أنه قرأ كتاب الكاتب الشيعي عبد الحسين شرف الدين عن أبي هريرة وربما يكون قد قرأ كتاب محمود أبو رية (شيخ المضيرة) والذي أسسه على رواية مكذوبة عن أبي هريرة رضي الله عنه ، وفيما يبدو فإن الأستاذ إبراهيم كلما أحس بأنه ليس لديه ما يقدمه للقراء يأخذ في إعادة إنتاج أفكاره وتكرير طروحاته، ومن ذلك طرحه المتكرر للطعن في أبي هريرة رضي الله عنه.
وسأكتفى بنقل بعض المقاطع و النقول ـ وهى غيض من فيض ـ للسادة العلماء الذين روعهم مسلك و اتجاه عيسى تجاه الصحابة بخاصة والسنة النبوية المطهرة بخاصة ، فيقول أشرف عبد المقصود بجريدة المصريون : كان الأولى بإبراهيم عيسى أن يملك شجاعة المواجهة ، ويعترف بجريمته في حق العلم وأهله ، بل في حق الدين نفسه ، عندما تجرأ على الطعن في حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والتشكيك في كتب الحديث التي تمثل أركانا في الدين والشريعة ، اقتداءا بمفتريات متطرفي الشيعة الذين لعبوا برأسه ، فراح ينقل عن كتبهم كل ما هو طعن في الصحابة أو أحاديث النبي وكتب أهل السنة ، حتى أنه نقل فقرات كاملة من كتاب لبناني شيعي دون أن يشير إليه ، لم يعتذر إبراهيم عيسى ، ولم يتب من فعلته ، وإنما أرسل "صبيا" من صبيانه الذين يعملون تحت يده في صحيفته ، اخترق به صحيفة الغد الناطقة باسم حزب الغد ـ فصيل أيمن نور ـ ، لكي ينشر المزيد من الكراهية والإسفاف والبذاءة ضد أصحاب النبي ، بل وضد أمهات المؤمنين ، ويصفها ـ كرمها الله ورضي عنها وأرضاها ـ بأنها واحدة من أسوأ الشخصيات في الإسلام ، ينشر هذا الفجور في مصر قلعة السنة ، وبلد الأزهر الشريف ، وفي شهر رمضان المبارك ، ولم يجرؤ "صبي" إبراهيم على وضع اسمه على الموضوع ، ولا أي اسم آخر ، ظنا أنه يهرب بجريمته أو يفجر "لغمه" ويختفي في الزحام قبل أن يمسك به الناس ، "فبالأمس" الأربعاء 4/10/2006م وزعت جريدة الغد المنسوبة لأيمن نور المعارض المسجون حاليا " ملحقا " في ثماني صفحات بعنوان : " أسوأ عشرة شخصيات في الإسلام من عائشة أم المؤمنين إلى عثمان الخليفة الراشد " . فبدأ بعثمان ثم الزبير بن العوام ثم عائشة ثم عمرو بن العاص ثم طلحة بن عبيد الله ثم المغيرة بن شعبة ثم معاوية ثم عبد الملك بن مروان ثم يزيد بن معاوية ثم الحجاج بن يوسف الثقفي . ولم يكتب محرر الملحق اسمه بل علا صفحة البداية للملحق صورة أيمن نور !! وقد أعدت هذه الصفحات بعناية خبيثة ولئيمة تؤدي في نهاية المطاف لهدف واحد هو : إفقاد الثقة في الصحابة حملة الإسلام .
ولهذا فقد أصدرت مجموعة " ذهبية " من علماء ومثقفي مصر ذوى التاريخ والعطاء البارز والأسماء الكبيرة بياناً يؤكدون فيه على إيمان الأمة العميق وإجماعها على فضل جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعدالتهم دون الغلو في أحد منهم أو ادعاء عصمته ، وتبقى شهادة الله لهم ورضوانه عليهم وتوبته عليهم في قرآنه المجيد تكذب كل منتقص أو مجترئ قال تعالى {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبًا} [سورة الفتح : 18] ، ويؤكد حقهم قول النبي صلى الله عليه وسلم [لا تسبوا أحدًا من أصحابي ؛ فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحد ذهبًا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه] (رواه البخاري ومسلم) .
كما يقرر الموقعون ما يلي :
1 ـ أن العدوان على أي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته وآله رضوان الله عليهم أو الانتقاص من قدرهم هو عدوان صريح على مقام النبوة وإيذاء له صلى الله عليه وسلم ، وقد قال تعالى {والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم} ، وقد كشف الإمام مالك مقصد أمثال هؤلاء بقوله : "إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك فقدحوا في أصحابه حتى يقال رجل سوء ، ولو كان رجلاً صالحًا لكان أصحابه صالحين" .

ولهذا فقد سرى فيما يشبه النار فى الهشيم بين البعض أن كاتبهم الأثير ربما قد تشيع ، فانبرى الرجل من فوره ينفى عن نفسه تلك التهمة النكراء ، ولكن حميد الشاكر الكاتب الشيعى يكتب مقالاً فى أعقاب ذلك بعنوان ( إبراهيم عيسى شيعى وإن لم ينتمى ) نقلته وكالة أنباء براثا بتاريخ 6/9/2004 يعلن فيه : أن ابراهيم عيسى هذا الكاتب الذي يبدو أن مطالبته بالحرية للانسان هو ماجلب عليه مصائب التشيّع وغيرها ، وكأنما هناك نسب وصلة بين الحرية والتشيّع ، هو نفسه من كتب وقدم اكثر من برنامج تلفزيوني يؤكد فيه اصالته الاسلامية السُنية ، كمحاولته في رمضان الفائت تقديم برنامج ( الرائعان ) لابي بكر وعمر باعتبار انهما الرائعين في الاسلام ، ولكن مع ذالك لم يفلت الرجل من تهمة التشيّع ايضا وبقت تلاحقه بلا هوادة .
وهبت أيضاً الأقلام الصحفية الشهيرة تتناول بقلمها نفى ابراهيم عيسى تهمة التشيع عن عقيدته ؛ فانبرى جمال سلطان يتهم عيسى بأن مقاله ليس نفياً للتشيع وإنما انتصاراً لهذا المذهب فى أربع مقالات متتاليات بجريدة المصريون من تاريخ 13/4/2009 فقال : فاجأنا الزميل إبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة الدستور بمقال طويل في العدد الأسبوعي من جريدة الدستور المتهمة بموالاة المرجعية الدينية في إيران ، يدفع فيه عن نفسه ما اعتبره البعض "تهمة" التشيع ، وهذه أول مرة يكتب إبراهيم بهذا الوضوح عن المسألة ، بعد أن تعددت الشكاوى من إهانته لصحابة النبي الكريم وتجريحهم وإحيائه لمرويات التراث الشيعي السوداوية التي تطعن في قطاع كبير من الصحابة والتابعين وتحويل ذلك الركام كله إلى درس أسبوعي يقدمه في بعض القنوات الفضائية ، كذلك فرضه حماية صارمة في صحيفته على إيران والشيعة ، وجعل ذلك خطا أحمر ، لا يجوز لأحد اقتحامه ، حتى أنه منع المقال الأسبوعي للزميل فراج إسماعيل في صحيفة الدستور لانتقاده إيران وبعض قياداتها ، مما جعل فراج يستغرب من قدرته على انتقاد الرئيس مبارك في صحيفة مصرية ومنعه من انتقاد القيادة الإيرانية في نفس الصحيفة ، بما يعني أن النفوذ الإيراني في بعض الصحف المصرية أعمق مما كنا نتصور ، كذلك يكون من الضروري أيضا ـ طالما فتح إبراهيم باب النقاش حول المسألة ـ أن نسأله عن تفسير تخصصه ـ وهو كاتب سياسي ـ في نشر الهجاء والسباب لشخصيات دينية تاريخية لها حرمتها وقدسيتها عند المسلمين أو غالبيتهم ، من الصحابة والتابعين والعلماء ، وتخصيص أكثر من مائتي حلقة تليفزيونية لإهانة هذه الشخصيات ، واتهام بعض كبار أصحاب النبي بالزنا وآخرين منهم بالكذب والتزوير وآخرين منهم ببيع الدين مقابل دراهم معدودات ، وهل هي مصادفة أن تكون هذه الشخصيات هي ذاتها الشخصيات التي يهاجمها الشيعة ، وأن نفس هذه الاتهامات التي رددها إبراهيم هي نسخة طبق الأصل من الاتهامات التي بسطتها كتب الشيعة القديمة والحديثة سواء ؟!
كما قال طارق قاسم رئيس تحرير جريدة بر مصر: خصص إبراهيم عيسى مقاله للدفاع عن نفسه ضد اتهامه بالتشيع .. وجاء دفاعه مترنحاً ينادي فيه المريب قائلا: ياناس يا عالم خذوني خذوني .. حاول فيه أن يأخذنا بالصوت ، فعمد إلى فرقعة أكليشيهات مثل بمب العيد هنا وهناك حول الوهابية وانتشارها ودعمها للحكام المستبدين ( حسب مزاعم عيسى) وأن العرب والغرب اجتمعوا على قلب رجل واحد ضد إيران بسبب دعمها للمقاومة ومناوأتها لأمريكا .. ثم في آخر المقال دلف عيسى لصلب الموضوع وقال أنه ليس شيعيا ولن يكون لأنه يرفض تسليم عقله لإمام أو شيخ، وبصرف النظرعن أنه بالفعل لا يحق لأحد أن يفتش في ضمائر الآخرين ، وبصرف النظر أيضا عن أن عاقلا لا يمكنه تكفير الشيعة ، لكن سماحة السيد عيسى نسي أن تسعة أعشار المعتقد الشيعي تقية .. ومن ثم فلو افترضنا جدلا أنه شيعي ( وهو أمر لا يعنينا بالمرة فالرجل حر في اختيار أي مذهب يشاء ) فنحن لسنا مضطرين لتصديق نفيه تشيعه إذ وارد جدا أن يكون من باب التقية ..ثم إن الأهم أن القصة ليست في أن يكون شيعيا أم سنيا ام بين بين أم يكون شيسنيا ، القصة أبعد من ذلك . فلو أن السيد عيسى تعامل مع رموز الصحابة بأدب لما كان أحد سيكترث لأمره، لكن منذ الأعداد الأولى لجريدة الدستور والتطاول على الصحابة يكاد يكون رسالة ثابتة من رسائل الجريدة .. فالأستاذ عيسى هو الذي روج في عدد الأسبوع الثالث من شهر مايو 2005 بأن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه حرض من اعتدى بالضرب على سيدنا عبد الله بن مسعود حتى كسر ضلعه بسبب رفضه لمصحف عثمان .. والسيد عيسى هو أول من تطاول في الصحف المصرية على الصحابي الجليل سيدنا أبو هريرة في الدستور وفي صوت الأمة عندما كان يرأس تحريرها .
والعجب العجاب أنه لما أزال ابراهيم عيسى القداسة عمن هم بحق أهلها أحاطه أتباعه من المعجبين بتهجمه على الهيئة الرئاسية بهالات كبيرة من القداسة حتى أصبح الواحد منهم لا يقبل فيه ذماً ولا منقصة ، وهو عكس اتجاه وتفكير شيخهم عيسى ، حتى لما ذكرت بعض الأحاديث التى تتوعد من يسب الصحابة جاهرواحد (منهم بأن هذا الكلام من 1400 سنة سيبك منه خلينا فى دلوقتى ) ، بينما والحق يقال أن هناك من قال : يجب أن يعرف أى أحد سواء كان إبراهيم عيسى أو غيره أن الحدة إن كانت تجوز فى مهاجمة ظلم واضح وديكتاتورية لاشك فيها كديكتاتورية مبارك .. فهى لا تجوز فى تناول قضايا عميقة وشائكة ويختلط فيها الصواب والخطأ.. ولا تجوز بشكل أخص فى حق أناس قد علمنا أنهم كلهم فى الجنة ، كما قال أحدهم :كيف لي ولغيري ممن يأبى الظلم ويقدس الحرية أن يقف إلى جوار ابراهيم عيسى أو غيره ،كيف لي أن أناصر من لم يناصر ديني ويطعن في صحابة النبي الكريم رضوان الله عليهم . للاسف الناس تصفق لمن يسبون النظام وهل سب النظام مدعاة للتصفيق لانه فقط سب النظام لكن اذا سب نفس الكاتب الصحابة و طعن فيهم فهذا شئ عادى !!
واليوم وقد وقعت مذبحة الدستور كما أسماها بلال فضل أورأس الذئب الطائر كما أسماها الكاتب سلامة أحمد سلامة ، أو عملية السيد البدوى الإنتحارية كما أسماها وائل قنديل ، وأصبح إبراهيم هو المجنى عليه جاءت تفسيرات قرار الإقالة فى مجملها غاية فى الغرابة فمن قائل أن السبب هو أن ملاك الصحيفة منعوا عيسى من نشر مقال للدكتور محمد البرادعي، وانتهز الفرصة أيمن نور فأعلن أن مقالاته ـ التى ما أحس بها أحد ـ هي السبب .
ومن أسفِ أن أحداً لم ينطق بأن عقاب الله على ما اقترفه إبراهيم عيسى طوال هذه السنوات فى حق الصحابة الكرام رضوان الله عليهم كان سبباً جديراً بأن نوليه بعض الالتفات حتى ولو لم نجعله السبب الوحيد ولكن ما المانع فيما لو ضممناه للأسباب السابقة بل والأجدر بنا أن نجعله على رأسها .
يا أستاذ إبراهيم عيسى ربما كانت هذه الغمة التى أصابتك فى ظاهرها الشر وباطنها الخير ، فلقد انتزعك الله من الفضائيات والمقالات قليلاً ليفرغك لنفسك كثيراً فهى منحة ظاهرها المحنة ، ويا أخى بدلاً من أن تعكف فى حديقة بيتك على كتابة رواية .. اجلس لتتأمل ماضيك الصحفى كله بشرط ألا تكابر وحتماً سيهديك الله إلى الخير ، وأذكرك بما ذكرت به رئيس الجمهورية فى مقالك الشهير ( إنك ميت وهم ميتون ) ، فأقول لك: إذا كشف الله تلك الغمة وعدت لتتبوأ مكانتك فى صدارة التحريرفأحكم لجام قلمك ، وهدىء من شططه ، ولا تغلوا مع الغالين وتسرف فى النيل ممن لا نساوى قلامة أظفارهم وتذكر أن نيلك الدؤوب منهم يأخذ من تاريخك ومجدك .. فانتبه .

إبراهيم عيسى ..الجانى والمجنى عليه بقلم:السيد إبراهيم أحمد | دنيا الرأي

إبراهيم عيسى ..الجانى والمجنى عليه بقلم:السيد إبراهيم أحمد | دنيا الرأي


بقدر حبى للكاتب إبراهيم عيسى لكن حبى لله عزوجل أشد الذى أمرنى بحب واتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وحبى أشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذى أمرنى بمحبة وتوقير أصحابه رضوان الله عليهم فى أحاديث صحيحة ، خالفها جملةَ وتفصيلاً الرجل مدعياً أنه يحمل لواء صريح المعقول مع صحيح المنقول ليدس أنفه فيما لا يجيده ولم يسأل حتى أساطين العلم فيما سيخرج به على الناس ، وهو الذى عاب على الدكتور عبد الصبور وهو الأستاذ المتخصص أن يدس أنفه فيما يفقه ويكتب تقريره فى الدكتور نصر حامد بل نصب من نفسه قيماً وحاكماً على أكبر المشايخ والعلماء فأطلق عليهم رؤوس الفتنة .
وبما أن مذهب الرجل هو إزالة هالات التقديس عن ما لا يستحقون القداسة ـ بزعمه ـ أو يستحقونها سنسمح لأنفسنا أيضاً بأن ننتقده ولو قليلاً مع الإعتذار لمحبيه كما يفعل هو عادةً عندما يعمل قلمه فى تشويه ونقض أى شخصية دينية وخاصة الإسلامية السنية فيعتذر لمحبيها أولاً، والرجل لم يأل جهداً فى نزع القداسات حتى عن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ولا ندعى لهم العصمة كما يفعل من هم على غير مذهبنا ويدعون العصمة والقداسة لأئمتهم ، ولذا فقد بدأ الرجل حملته الشعواء الهوجاء بمقاليه : أبو هريرة الإمام الغامض بجريدة الميدان 20/11/2001 و11/12/2001 ، وكال فيهما الإتهامات للصحابى الجليل دون هوادة أو مواربة وكأنه يتكلم عن موظف مثلاً بوزارة الرى أو الصحة ، ثم أردف كتاباته عن الصحابة بمقال فى جريدة الدستور فى عدد الاربعاء بتاريخ 11/10/2006 عن الصحابى الجليل المغيرة بن شعبة والقصة بها من الغمز واللمز الكثير ، ولمن ظنوا به خيراً عاد بعد فترة توقف ليفاجىء الجميع بمقال فى الصفحة الأولى بعنوان قمىء مستهجن : (بزنسة أبى هريرة) بجريدته السابقة الدستور بتاريخ 22/6/2010 .
ولقد ضجر العلماء فانبروا له ومنهم الدكتور عبد الرحمن البرفقال :الأستاذ إبراهيم عيسى له ولع غريب بالحط على أبي هريرة رضي الله عنه خاصة، وعلى كثير من رجال الأمة المحترمين في تاريخنا أيضا، وتعجب كثيرا حين تراه يخلط بين رغبته في انتقاد أوضاع السلطة المستبدة وبين تشويه الجميل في تاريخنا، وبقدر ما يحرص على أن تكون لمعلوماته السياسية مصداقية، فإنه لا يهتم مطلقا بأن تكون لآرائه ونقوله التاريخية أية مصداقية.
كان الأستاذ إبراهيم قد كتب عدة مرات يطعن في أبي هريرة رضي الله عنه من غير مناسبة، وكان من الواضح أنه قرأ كتاب الكاتب الشيعي عبد الحسين شرف الدين عن أبي هريرة وربما يكون قد قرأ كتاب محمود أبو رية (شيخ المضيرة) والذي أسسه على رواية مكذوبة عن أبي هريرة رضي الله عنه ، وفيما يبدو فإن الأستاذ إبراهيم كلما أحس بأنه ليس لديه ما يقدمه للقراء يأخذ في إعادة إنتاج أفكاره وتكرير طروحاته، ومن ذلك طرحه المتكرر للطعن في أبي هريرة رضي الله عنه.
وسأكتفى بنقل بعض المقاطع و النقول ـ وهى غيض من فيض ـ للسادة العلماء الذين روعهم مسلك و اتجاه عيسى تجاه الصحابة بخاصة والسنة النبوية المطهرة بخاصة ، فيقول أشرف عبد المقصود بجريدة المصريون : كان الأولى بإبراهيم عيسى أن يملك شجاعة المواجهة ، ويعترف بجريمته في حق العلم وأهله ، بل في حق الدين نفسه ، عندما تجرأ على الطعن في حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والتشكيك في كتب الحديث التي تمثل أركانا في الدين والشريعة ، اقتداءا بمفتريات متطرفي الشيعة الذين لعبوا برأسه ، فراح ينقل عن كتبهم كل ما هو طعن في الصحابة أو أحاديث النبي وكتب أهل السنة ، حتى أنه نقل فقرات كاملة من كتاب لبناني شيعي دون أن يشير إليه ، لم يعتذر إبراهيم عيسى ، ولم يتب من فعلته ، وإنما أرسل "صبيا" من صبيانه الذين يعملون تحت يده في صحيفته ، اخترق به صحيفة الغد الناطقة باسم حزب الغد ـ فصيل أيمن نور ـ ، لكي ينشر المزيد من الكراهية والإسفاف والبذاءة ضد أصحاب النبي ، بل وضد أمهات المؤمنين ، ويصفها ـ كرمها الله ورضي عنها وأرضاها ـ بأنها واحدة من أسوأ الشخصيات في الإسلام ، ينشر هذا الفجور في مصر قلعة السنة ، وبلد الأزهر الشريف ، وفي شهر رمضان المبارك ، ولم يجرؤ "صبي" إبراهيم على وضع اسمه على الموضوع ، ولا أي اسم آخر ، ظنا أنه يهرب بجريمته أو يفجر "لغمه" ويختفي في الزحام قبل أن يمسك به الناس ، "فبالأمس" الأربعاء 4/10/2006م وزعت جريدة الغد المنسوبة لأيمن نور المعارض المسجون حاليا " ملحقا " في ثماني صفحات بعنوان : " أسوأ عشرة شخصيات في الإسلام من عائشة أم المؤمنين إلى عثمان الخليفة الراشد " . فبدأ بعثمان ثم الزبير بن العوام ثم عائشة ثم عمرو بن العاص ثم طلحة بن عبيد الله ثم المغيرة بن شعبة ثم معاوية ثم عبد الملك بن مروان ثم يزيد بن معاوية ثم الحجاج بن يوسف الثقفي . ولم يكتب محرر الملحق اسمه بل علا صفحة البداية للملحق صورة أيمن نور !! وقد أعدت هذه الصفحات بعناية خبيثة ولئيمة تؤدي في نهاية المطاف لهدف واحد هو : إفقاد الثقة في الصحابة حملة الإسلام .
ولهذا فقد أصدرت مجموعة " ذهبية " من علماء ومثقفي مصر ذوى التاريخ والعطاء البارز والأسماء الكبيرة بياناً يؤكدون فيه على إيمان الأمة العميق وإجماعها على فضل جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعدالتهم دون الغلو في أحد منهم أو ادعاء عصمته ، وتبقى شهادة الله لهم ورضوانه عليهم وتوبته عليهم في قرآنه المجيد تكذب كل منتقص أو مجترئ قال تعالى {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبًا} [سورة الفتح : 18] ، ويؤكد حقهم قول النبي صلى الله عليه وسلم [لا تسبوا أحدًا من أصحابي ؛ فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحد ذهبًا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه] (رواه البخاري ومسلم) .
كما يقرر الموقعون ما يلي :
1 ـ أن العدوان على أي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته وآله رضوان الله عليهم أو الانتقاص من قدرهم هو عدوان صريح على مقام النبوة وإيذاء له صلى الله عليه وسلم ، وقد قال تعالى {والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم} ، وقد كشف الإمام مالك مقصد أمثال هؤلاء بقوله : "إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك فقدحوا في أصحابه حتى يقال رجل سوء ، ولو كان رجلاً صالحًا لكان أصحابه صالحين" .

ولهذا فقد سرى فيما يشبه النار فى الهشيم بين البعض أن كاتبهم الأثير ربما قد تشيع ، فانبرى الرجل من فوره ينفى عن نفسه تلك التهمة النكراء ، ولكن حميد الشاكر الكاتب الشيعى يكتب مقالاً فى أعقاب ذلك بعنوان ( إبراهيم عيسى شيعى وإن لم ينتمى ) نقلته وكالة أنباء براثا بتاريخ 6/9/2004 يعلن فيه : أن ابراهيم عيسى هذا الكاتب الذي يبدو أن مطالبته بالحرية للانسان هو ماجلب عليه مصائب التشيّع وغيرها ، وكأنما هناك نسب وصلة بين الحرية والتشيّع ، هو نفسه من كتب وقدم اكثر من برنامج تلفزيوني يؤكد فيه اصالته الاسلامية السُنية ، كمحاولته في رمضان الفائت تقديم برنامج ( الرائعان ) لابي بكر وعمر باعتبار انهما الرائعين في الاسلام ، ولكن مع ذالك لم يفلت الرجل من تهمة التشيّع ايضا وبقت تلاحقه بلا هوادة .
وهبت أيضاً الأقلام الصحفية الشهيرة تتناول بقلمها نفى ابراهيم عيسى تهمة التشيع عن عقيدته ؛ فانبرى جمال سلطان يتهم عيسى بأن مقاله ليس نفياً للتشيع وإنما انتصاراً لهذا المذهب فى أربع مقالات متتاليات بجريدة المصريون من تاريخ 13/4/2009 فقال : فاجأنا الزميل إبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة الدستور بمقال طويل في العدد الأسبوعي من جريدة الدستور المتهمة بموالاة المرجعية الدينية في إيران ، يدفع فيه عن نفسه ما اعتبره البعض "تهمة" التشيع ، وهذه أول مرة يكتب إبراهيم بهذا الوضوح عن المسألة ، بعد أن تعددت الشكاوى من إهانته لصحابة النبي الكريم وتجريحهم وإحيائه لمرويات التراث الشيعي السوداوية التي تطعن في قطاع كبير من الصحابة والتابعين وتحويل ذلك الركام كله إلى درس أسبوعي يقدمه في بعض القنوات الفضائية ، كذلك فرضه حماية صارمة في صحيفته على إيران والشيعة ، وجعل ذلك خطا أحمر ، لا يجوز لأحد اقتحامه ، حتى أنه منع المقال الأسبوعي للزميل فراج إسماعيل في صحيفة الدستور لانتقاده إيران وبعض قياداتها ، مما جعل فراج يستغرب من قدرته على انتقاد الرئيس مبارك في صحيفة مصرية ومنعه من انتقاد القيادة الإيرانية في نفس الصحيفة ، بما يعني أن النفوذ الإيراني في بعض الصحف المصرية أعمق مما كنا نتصور ، كذلك يكون من الضروري أيضا ـ طالما فتح إبراهيم باب النقاش حول المسألة ـ أن نسأله عن تفسير تخصصه ـ وهو كاتب سياسي ـ في نشر الهجاء والسباب لشخصيات دينية تاريخية لها حرمتها وقدسيتها عند المسلمين أو غالبيتهم ، من الصحابة والتابعين والعلماء ، وتخصيص أكثر من مائتي حلقة تليفزيونية لإهانة هذه الشخصيات ، واتهام بعض كبار أصحاب النبي بالزنا وآخرين منهم بالكذب والتزوير وآخرين منهم ببيع الدين مقابل دراهم معدودات ، وهل هي مصادفة أن تكون هذه الشخصيات هي ذاتها الشخصيات التي يهاجمها الشيعة ، وأن نفس هذه الاتهامات التي رددها إبراهيم هي نسخة طبق الأصل من الاتهامات التي بسطتها كتب الشيعة القديمة والحديثة سواء ؟!
كما قال طارق قاسم رئيس تحرير جريدة بر مصر: خصص إبراهيم عيسى مقاله للدفاع عن نفسه ضد اتهامه بالتشيع .. وجاء دفاعه مترنحاً ينادي فيه المريب قائلا: ياناس يا عالم خذوني خذوني .. حاول فيه أن يأخذنا بالصوت ، فعمد إلى فرقعة أكليشيهات مثل بمب العيد هنا وهناك حول الوهابية وانتشارها ودعمها للحكام المستبدين ( حسب مزاعم عيسى) وأن العرب والغرب اجتمعوا على قلب رجل واحد ضد إيران بسبب دعمها للمقاومة ومناوأتها لأمريكا .. ثم في آخر المقال دلف عيسى لصلب الموضوع وقال أنه ليس شيعيا ولن يكون لأنه يرفض تسليم عقله لإمام أو شيخ، وبصرف النظرعن أنه بالفعل لا يحق لأحد أن يفتش في ضمائر الآخرين ، وبصرف النظر أيضا عن أن عاقلا لا يمكنه تكفير الشيعة ، لكن سماحة السيد عيسى نسي أن تسعة أعشار المعتقد الشيعي تقية .. ومن ثم فلو افترضنا جدلا أنه شيعي ( وهو أمر لا يعنينا بالمرة فالرجل حر في اختيار أي مذهب يشاء ) فنحن لسنا مضطرين لتصديق نفيه تشيعه إذ وارد جدا أن يكون من باب التقية ..ثم إن الأهم أن القصة ليست في أن يكون شيعيا أم سنيا ام بين بين أم يكون شيسنيا ، القصة أبعد من ذلك . فلو أن السيد عيسى تعامل مع رموز الصحابة بأدب لما كان أحد سيكترث لأمره، لكن منذ الأعداد الأولى لجريدة الدستور والتطاول على الصحابة يكاد يكون رسالة ثابتة من رسائل الجريدة .. فالأستاذ عيسى هو الذي روج في عدد الأسبوع الثالث من شهر مايو 2005 بأن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه حرض من اعتدى بالضرب على سيدنا عبد الله بن مسعود حتى كسر ضلعه بسبب رفضه لمصحف عثمان .. والسيد عيسى هو أول من تطاول في الصحف المصرية على الصحابي الجليل سيدنا أبو هريرة في الدستور وفي صوت الأمة عندما كان يرأس تحريرها .
والعجب العجاب أنه لما أزال ابراهيم عيسى القداسة عمن هم بحق أهلها أحاطه أتباعه من المعجبين بتهجمه على الهيئة الرئاسية بهالات كبيرة من القداسة حتى أصبح الواحد منهم لا يقبل فيه ذماً ولا منقصة ، وهو عكس اتجاه وتفكير شيخهم عيسى ، حتى لما ذكرت بعض الأحاديث التى تتوعد من يسب الصحابة جاهرواحد (منهم بأن هذا الكلام من 1400 سنة سيبك منه خلينا فى دلوقتى ) ، بينما والحق يقال أن هناك من قال : يجب أن يعرف أى أحد سواء كان إبراهيم عيسى أو غيره أن الحدة إن كانت تجوز فى مهاجمة ظلم واضح وديكتاتورية لاشك فيها كديكتاتورية مبارك .. فهى لا تجوز فى تناول قضايا عميقة وشائكة ويختلط فيها الصواب والخطأ.. ولا تجوز بشكل أخص فى حق أناس قد علمنا أنهم كلهم فى الجنة ، كما قال أحدهم :كيف لي ولغيري ممن يأبى الظلم ويقدس الحرية أن يقف إلى جوار ابراهيم عيسى أو غيره ،كيف لي أن أناصر من لم يناصر ديني ويطعن في صحابة النبي الكريم رضوان الله عليهم . للاسف الناس تصفق لمن يسبون النظام وهل سب النظام مدعاة للتصفيق لانه فقط سب النظام لكن اذا سب نفس الكاتب الصحابة و طعن فيهم فهذا شئ عادى !!
واليوم وقد وقعت مذبحة الدستور كما أسماها بلال فضل أورأس الذئب الطائر كما أسماها الكاتب سلامة أحمد سلامة ، أو عملية السيد البدوى الإنتحارية كما أسماها وائل قنديل ، وأصبح إبراهيم هو المجنى عليه جاءت تفسيرات قرار الإقالة فى مجملها غاية فى الغرابة فمن قائل أن السبب هو أن ملاك الصحيفة منعوا عيسى من نشر مقال للدكتور محمد البرادعي، وانتهز الفرصة أيمن نور فأعلن أن مقالاته ـ التى ما أحس بها أحد ـ هي السبب .
ومن أسفِ أن أحداً لم ينطق بأن عقاب الله على ما اقترفه إبراهيم عيسى طوال هذه السنوات فى حق الصحابة الكرام رضوان الله عليهم كان سبباً جديراً بأن نوليه بعض الالتفات حتى ولو لم نجعله السبب الوحيد ولكن ما المانع فيما لو ضممناه للأسباب السابقة بل والأجدر بنا أن نجعله على رأسها .
يا أستاذ إبراهيم عيسى ربما كانت هذه الغمة التى أصابتك فى ظاهرها الشر وباطنها الخير ، فلقد انتزعك الله من الفضائيات والمقالات قليلاً ليفرغك لنفسك كثيراً فهى منحة ظاهرها المحنة ، ويا أخى بدلاً من أن تعكف فى حديقة بيتك على كتابة رواية .. اجلس لتتأمل ماضيك الصحفى كله بشرط ألا تكابر وحتماً سيهديك الله إلى الخير ، وأذكرك بما ذكرت به رئيس الجمهورية فى مقالك الشهير ( إنك ميت وهم ميتون ) ، فأقول لك: إذا كشف الله تلك الغمة وعدت لتتبوأ مكانتك فى صدارة التحريرفأحكم لجام قلمك ، وهدىء من شططه ، ولا تغلوا مع الغالين وتسرف فى النيل ممن لا نساوى قلامة أظفارهم وتذكر أن نيلك الدؤوب منهم يأخذ من تاريخك ومجدك .. فانتبه .