الجمعة، 22 مارس 2019

السيدة نجاح علي: راعية الإبداع السويسي إعلاميا..


                                                
    

    
حين تتعلق الندوة أو الأمسية أو المؤتمر بالحديث عن الإبداع أو تقديمه أيا كان لونه فستكون هناك أيا ما كان المكان بعيدا أو قريبا، إنها الإعلامية السويسية "السيدة نجاح علي" رئيس مجلس إدارة جريدة البيان السويسي تلك الجريدة التي تحتفي في كل عدد من أعدادها بصفحتين متقابلتين تتناولان رموز الإبداع في مدينة السويس سواء بنشر إبداعاتهم أو بالحديث عنهم في مقالات تطول أو تقصر أو نشر أخبار الاحتفاليات والفعاليات الثقافية المصحوبة بالصور لتكون أقرب ما تكون من القارئ.

  ولا تكتفي السيدة نجاح بالحضور فقط والمتابعة بل تتكرم مشكورة بتقديم دروع وأوسمة وشهادة تقدير لمن تفانوا في خدمة الفكر والفن والشعر والأدب سواء من أبناء السويس أو من المبدعين المدعوين لندواتها من خارج المدينة، وتفعل هذا برحابة صدر وبكل أريحية دون أن يطالبها أحد بذلك، وأكاد أجزم أنها الجريدة التي تضطلع بعبء هذه المهمة وحدها دون غيرها من الجرائد السويسية التي قد تهتم بنشر خبر هنا أو هناك لكن بمثل هذا الزخم من المتابعة الصادقة والاهتمام الجاد، والإحساس بدور الإعلام في نشر الإبداع فلم يكن سوى من جريدة البيان السويسي ورئيسته.

  والاحتفاء بدور هذه السيدة الموقرة واجب، ولقد أحسنت رابطة الزجالين وكتَّاب الأغاني فرع السويس حين احتفت بها خاصة في نفس يوم الاحتفاء بالأم لما لهذا التكريم من مزاوجة بين الرعاية ودورها في الإبداع من "السيدة نجاح علي" التي تعد بحق الأم الراعية للإبداع السويسي من خلال جريدتها البيان السويسي، فلها من كل مبدع في مدينتنا الصغيرة كل الشكر والتقدير والاحترام، ورعايتك أيتها السيدة الكريمة دفعة للحركة الإبداعية والثقافية بالسويس، وفهم دقيق لدور الإعلام الجاد في تسليط الضوء على الإيجابي في كل مجال وتكبير مساحته دون الاهتمام بما هو سلبي ومستهلك فقط، وكأنه إشارة منها لتكريس هذا المفهوم في التعامل الصحيح مع الأحداث من جانب الإعلاميين ليس في الصحافة المحلية أو الإقليمية فقط ولكن في الإعلام بكل فروعه.. ومن هنا أهنئك سيدتي معتذرًا عن عدم حضوري تلك الاحتفالية الطيبة: كل عام وسيادتك بكل خير نجاح هانم علي.

الاثنين، 4 مارس 2019

الريس كابوريا:بطل سلاحه "السمسمية"..





قد يكون من أبناء منطقة القناة من يعشقون آلة السمسمية بل ومنهم من يصنعها، لكن ليس فيهم أحد بقيمة وقامة الفنان الكبير صلاح عبد الحميد محمد آدم المشهور بـ "الريس سيد كابوريا" لأنه عاشق للسمسمية منذ مطالع صباه حين تغنى لثورة يوليو 1952م في ميدان الأربعين بمدينته الحبيبة لقلبه "السويس" صاحبة التاريخ المجيد العميق.

   ليس ممن يعشقون آلة السمسمية بقيمة وقامة الريس سيد كابوريا .. لأنه الذي حافظ على التراث من الأغنيات التي جمعتها ذاكرته وكأنه المسئول الأوحد عن ميراث الأجداد، وهو الذي حين يراه أهل بلده من الكبار يستعيدون ذكريات مدينتهم في أفراحها القديمة حين يغنى ما يعرف بـ "الضمة" و"الحنة"، كما أنه معروف بالارتجال في الحال بكلمات رائعات نابعات من مخزونه الثري الذي عاصر تراث الأقدمين وعايش حياة المعاصرين فصار يرتجل دون عناء كلمات تعيها العقول وتألفها القلوب من حلاوتها وطزاجة معانيها، وحلاوة صوت من يغنيها، وحماسته حين يؤديها في عمل فني متكامل بالكلمة واللحن والغناء والرقص الإيقاعي، وتشهد الفرقة القومية الشعبية بمصر بإبداعه حين صمم لها الرقصة الذائعة الصيت والمعروفة بـ "رقصة البمبوطية".


  إن الريس سيد كابوريا بطل لأنه كان من أول المشاركين في "فرقة ولاد الأرض" التي أسسها الراحل الكبير الكابتن غزالي، وكانت السمسمية هي الآلة التي ألف وغنى عليها شعراء الفرقة أغنياتهم وسرت في قلوب وعقول السوايسة والوطن العربي كله وليس مصر وحدها، هي الآلة التي جابت وطافت على المجندين في جبهات القتال تشد من أزرهم، وترفع من عزائمهم، وتبث الأمل في النفوس سواء المجندين أو المدنيين وخاصة أبناء السويس المهجرين.

  إن الريس سيد كابوريا بطل لم يضع سلاحه أبدا في وقت الحرب ووقت السلم، ولم يمل أو يكل أو يسلم الراية لأحد غيره حتى في حالته الصحية الحرجة، كان واعيا بأنه يمتلك طاقة جبارة تجعله كاتبا لأعمال بلغت ما يقارب المئتي عمل فني، وحين ساهم في تعليم الشباب الصاعد في العزف على آلة السمسمية، وحين يسجل أعماله ويؤديها وتتوارثها الأجيال كأنه يؤدي رسالة ما طالبه بها أحد ولكنه يستشعر مدى مسئوليته عنها فيؤديها من وقته وماله وجهده وصحته.

  إن الرجل لم يكتفِ بأن كون جمعية تحافظ على السمسمية وفنها الباقي الراقي وأسماها: "جمعية محبي السمسمية والفن الشعبي"، بل جعل من مقر الجمعية بيتًا للسمسمية أشهره في الثاني من مارس 2019م وجمع فيه العديد من القامات الأدبية والإعلامية وفناني السمسمية في السويس والإسماعيلية وقد كرمهم جميعا بشهادات تقدير وبديلا عن الدروع جعل السمسمية هي درع التكريم يحتفي بها المكرم لأن اسمه مدون عليها، وكأنها رسالة من الريس سيد كابوريا في التواصل مع التراث والاعتزاز به.. فكان نعم البطل المحب لوطنه وقد جسد هذا الحب بالعمل لا بالكلام، بالفعل في الحرب والسلام.. فليت فينا شرارة من عزيمة الريس سيد كابوريا..