الأحد، 28 فبراير 2016

تكريم حَبر اتحاد الكتاب والمثقفين العرب..






اتحاد الكتاب والمثقفين العرب

 يُكرم 


الأديب والناقد والمحاور 


السيد إبراهيم أحمد 


بوسام الإبداع 


بعد الإطلاع على قانون اتحاد الكتاب والمثقفين العرب، وبعد الإطلاع على مرسوم 

الأوسمة والتكريم، وبعد الإطلاع على السلطات المخولة لدى السيد رئيس اتحاد  

الكتاب والمثقفين العرب، بعد المتابعة لكل من أثرى الحركة الثقافية في العالم العربي 

وخارجه، ولكل من وضع لبنات الإبداع واليراع في بلاط اتحادنا الكريم، وبعد 

الإطلاع على سيرته الذاتية المشرفة، وظلال إبداعاته الوارفة 


للأديب والناقد 

والمؤلف والمحاور والشاعر: 

((السيد إبراهيم أحمد)) 

صاحب هذا المداد الساحر الذي يعكس عراقة الفكر وروعة الذكر، قلمٌ نَدُرَ الزَّمان أن 

يجود بمثله، يؤمن بما يكتبه ويدرك ما يسكبه، قاريء من الطراز الأول، غواص في

 بحارالمعرفة، صياد لمحارات الفكر في لُجَّة البحار بجد ٍوبإصرار. 


أديبنا اهدى للمكتبة العربية العديد من المؤلفات والكتب الرائعة التي تطوف حول سيرة 

رسول الله صلى الله عليه وسلم وألقى الضوء على أمهات المسلمين، بل أعاد صياغة

 وهيكلة الحوار الأكاديمي لناصيته.


ناقدنا وضع العديد من النصوص الإبداعية تحت عدسات النقد ليبرز محاسن نص لم

 يدركها صاحب النص ذاته، ويضع سبابته على مواضع القوة وإبهامه على مواضع 

الضعف. 


قاريء جيد بمعنى الكلمة، يجيد السباحة في بحار المعاني، ويحط ويرسو برفق على

 شواطيء القوافي. 


واسع الإطلاع في فيافي الآداب العالمية، كثيرًا ما يتحفنا بدراسة عميقة أو سباحة في

 شرايين قصيدة، بين جدارية علم العروض الرقمي وأصول الفقه النقدي.
 

وبناء على ما سبق عرضه وسرده قررنا الآتي: 

ـ مادة 1: 

منح الناقد الأديب الأريب (( السيد إبراهيم أحمد )) وسام الإبداع الذي يُعتبر أرفع

 الأوسمة في اتحاد الكتاب والمثقفين العرب. 

ــ مادة 2: 

توسيم المحاور الساحر ((السيد إبراهيم أحمد)) بلقب حَبر الاتحاد دون منازع. 

ــ مادة 3: 

تسجيل هذا الوسام في لائحة التكريم ببلاط اتحاد الكتاب والمثقفين العرب تحت رقم: (4022016). 

ــ مادة 4: 

ترشيح سيادته في كشف المرشحين لنيل الدكتوراه الفخرية من اتحاد الكتاب والمثقفين العرب. 

ــ مادة 5: 

يُنشر هذا القرار في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والورقية والإلكترونية. 

ــ مادة 6: 

يُعتَمَد تنفيذ ذلك ويدرج في النشرة الدورية لإعلام كل الأعضاء. 

سفير دكتور
 
محمد حسن كامل
 
رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب 

باريس 28 فبراير 2016 


الخميس، 25 فبراير 2016

النَثْرُ.. قَصِيدَةٌ تَأبَىَ الرَّحِيل...




      مثلما تمرد الشاعر نزار قباني على أستاذه خليل مردم بك الممثل لشعراء الكلاسيكية الجديدة في سوريا..خرج زمرة من الشعراء الشباب من العباءة النزارية..ومن عباءة شعر التفعيلة..ليلتحفوا بقصيدة النثر التي أبحرت بعيدًا عن القصيدة العمودية، وودعت شعر التفعيلة بلطف، حيث وجدوا فيها بغيتهم من التعبير بدعوى أنّ كل شكل يُحيل إلى همس مُختلف للتاريخ، ومازالت النار مشتعلة الأوار بين كل فصيل واتهام الذين تبنّوا هذه القصيدة بالمباشرة تارة، وبالحرب على العربية لغةً ودين.. وإفساد الذوق العام .. لكن والحق يقال أن كل فصيل يتقدم بقوة في قصيدته.. وقصيدة النثر بين العمودي والتفعيلة تكسب في كل يومٍ أرضًا جديدة.



   هذا ما ذكرته إجابة على سؤال سبق في حوار طويل جرى في بلاط اتحاد الكتاب والمثقفين العرب بدعوة ورعاية كريمة من رئيسه الأستاذ الدكتور محمد حسن كامل، ووجه تلك الأسئلة الشاعر الجزائري ياسين عرعار، وسأذكر فقط  ما يخص "قصيدة النثر" من أسئلته وإجاباتي عليها:



ــ هل قصيدة النثر ولادة جديدة لقصيدة لم نكتبها بعد .. أي على سبيل المثال "القصيدة الحلم" أم هي العولمة اقتضت ضرورة التغيير والبحث عن هوية جديدة لقوالب الشعر تبعًا لتكنولوجية العصر خاصة وأن قصيدة النثر ليست من فصيل العمودي أو التفعيلة؟



ــ وأبدأ من حيث أنهيتَ سؤالك: نعم، قصيدة النثر ليست من فصيل  العمودي أو التفعيلة، وربما توسطت التفعيلة فيما يشبه الحركة الانتقالية المحرضة على إتيان النثر..ومن الذين يمثلون ذلك ــ بحسب اعتقادي، وقد أكون مخطئَا ــ شاعر السريالية الريفية "شوقي أبو شقرا" الذي يعد أحد أهم رواد قصيدة النثر ومن أبرز أركان مجلة "شعر" التي جمعت أنسي الحاج، ومحمد الماغوط، وأدونيس، ويوسف الخال، وهناك من ظل مركوزًا في التفعيلة لا يغادرها..



أما "القصيدة الحلم" فهيَّ القصيدة التي لم تكتب بعد.. وبالأحرى لن تكتب بعد .. مادام هذا المفهوم قائمًا وهو الذي يرتكن عليه وإليه أنصار قصيدة النثر ذاتهم في مواجهة منتقديهم من أن كل ثقافة تحتوي بداخلها على الفكرة ونقيضها، طبقَا للجدل الهيجلي، ولذا فإن صراع الظواهر الثقافية يتحكم فيه العوامل الذاتية والموضوعية، وماهو سائد في وقتٍ ما قد يكون هامشيًا في زمنٍ آخر.. ويقصدون به سيادة الوزن العروضي حتى منتصف القرن العشرين، وتنحيه أو تنحيته لصالح الظواهر الإيقاعية في النصف الأخير منه.



الواقع يؤكد أن ظواهر التمرد على القصيدة العمودية سابقٌ بكثير على دخول العولمة حياتنا الثقافية، ومن يقرأ تلك الظواهر يجدها قد تمردت على الشكل حينًا ثم المضمون ثم اللغة ..وأدبيات الشعر تذكر أوائل من دعا إلى كسر ارتباط الوزن بالشعر من مثل: إبراهيم اليازجي، ومصطفى لطفي المنفلوطي، ومن دعا إلى اللحاق بركب الشعر العالمي مثل الشاعر التونسي عبد العزيز المسعودي..ولم تكن مدرسة المهجر بعيدة عن النقد الدائم لأوزان الشعر وتشبيههم له بأنه كطقوس الصلاة والعبادة التي أرساها الفراهيدي.



ــ ما الجينات الوراثية التي تحملها قصيدة النثر خاصة وأنها فصيل جديد في الشعر وقلتم بأنها لم تعد حائرة بين العمودي والتفعيلة؟



ــ الجينات الوراثية لقصيدة النثر منبتة الصلة؛ إذ ولدت بعيدة عن رحم العروض الخليلي ــ إن جاز التعبير ــ الذي رأت فيه عائقًا كبيرًا في سبيل تطور الشعر العربي.. وهيَّ بهذا لم تكن مهادنة بل عاصفة، فربما كانت "التفعيلة" مهادنة .. بإتخاذها التفعيلة,كأساس عروضي للقصيدة وإن لم تتقيد بعدد من التفعيلات في السطر الواحد, والتزمت بالروي بيد أنها جعلته غير ثابت في القصيدة كلها. أما قصيدة النثر فلم تبق ولم تذر.. استخدمت النثر لغايات شعرية، مفارقةً لها عن النثر الشعري الذي سبقها في الوجود وكان نثرًا يستخدم الشعر لغايات نثرية خاصة.. وكما يسميها أحد أعمدتها أنسي الحاج بأنها لا قطعة نثر فنية أو محملة بالشعر، ومن هنا فقد جاءت تلك القصيدة محددة الملامح والقسمات في أنها أضافت جنسًا شعريًا مغايرًا.. رفض الانضواء منذ البداية .. أو حتى تقديم انحناءة الاحترام للخليل بن أحمد كما فعلت قصيدة التفعيلة .. وخطت لنفسها نهجًا جديدًا غير عابئةً بقول من قال أن التمسك بهذه القصيدة هو نوع من الهروب من نزال الوزن، أو ركوب أخطار العروض، وهيَّ نفس التهمة المعلبة التي واجه بها أعمدة القصيدة الخليلية من ركب موجة التفعيلة، ليتحد الفصيلان العمودي والتفعيلة في مواجهة أهل النثر بيد أنهم أكثر مضاءً وقوة. 



ــ هل ترى فعلًا أن قصيدة النثر حققت هويتها الأدبية بعيدًا عن النخبة والملتقيات العالمية التي ـ ربما ـ ألبست قصيدة النثر ثوبًا قد يكون أكبر منها؟ كيف؟  



ــ صارت للقصيدة النثرية نخبها.. أو بالأحرى صار من أسسوها هم نخبتها وأعمدتها.. وصار لها مجلاتها ومنتدياتها..بل صارت حتى المجلات التي كانت تتأفف منها، أن أعدت لها قسمًا خاصًا بها.. وأنشأت لها نقدًا خاصًا منبثقًا عن دراسات تأسيسية لهذه القصيدة التي لم تصبح وليدة.. وصرتُ أدافع عنها وقد كنت من أشد الساخطين عليها.. ولكنها اليوم خرجت من إهاب الغموض لتكون أقرب للمتلقي الذي مجها لغلظتها الفكرية.. واستئثارها بالرمز.. وهذه الكيفية هيَّ التي ضيقت الفجوة .. وجعلها تتزيا المقاس المناسب بعد أن كانت تستورد بعض الصور المقحمة على النص وعلى الذهنية التي لم تتهيأ بعد لحفر المجرى المناسب لمرور وعبور سفينة النثر في تلافيفها.



ــ ما تصوركم لمستقبل الشعر العربي في غمار تعدد الأجناس في الموروث الشعري الواحد خاصة وأن العديد من الأقلام تمتهن قصيدة النثر أومحاولة التعبير عن الشعور أو ربما الهروب من موسيقى الخليل دون الوصول إلى قصيدة النثر الحقيقية التي جعل لها كبار الشعراء والباحثين أرضًا جديدة صلبة دون قطيعة للموروث الشعري الشعري القديم وفنياته؟



ــ في إطار الواقعية الجديدة لهذا الجوار المتعدد من الأنساق الشعرية لايستطيع فصيل الاستعداء على زميله بالاتهام بالهروب من الوزن ــ كما أشرتُ آنفًا ــ أما الموروث فقد لفظوه وزنًا وقوافٍ.. والإيقاع هو ما يحاولون اللعب على وتيرته.. وأنصار "النثر" يحذرون ذلك القادم إليهم من وعورة الطريق الذي قد يظن امتشاقه سهلاً..فقد أثبتت التجربة أنهم شعراء بحق .. بل أن أدونيس نفسه مازال يتعاطى المتنبي ويعشقه .. ليس هذا فحسب بل أنهم مشهود لهم بترجمة بعض دواوين الشعر الغربي مثلما فعل أدونيس وأبي الشقرا..



 أما الأرض الجديدة التي يبغون الوصول إليها فهم مازالوا يحاولون..وهم يحاولون رغم انقطاعهم الوراثي بالعروض .. إلا أن ماضي تجربة أمتهم نابض فيهم وكأنما وهم يحاولون الإفلات من تبعة الماضي يحملونه بكل مفارقاته معهم..



- قصيدة النثر في حد ذاتها شهدت تيارات عديدة واتجاهات متباينة، و ربما نجد الشاعر العملاق (الماغوط) أبدع فيها كل الإبداع! وله جمهوره العريض الواسع، و هو في تياره أقرب إلى العامة، بينما نجد هناك تيارًا بالتوازي أقرب إلى النخبة مثل الأديب المفكر المنظر أدونيس ..هل باعتقادكم أن هذا التوازي الداخلي بين تيارين والتعارض في الأبعاد في آنٍ واحد سيحقق أهداف قصيدة النثر أم سيفقدها أرضها الصلبة .. أم ترون غير ذلك؟ كيف؟



 ــ هذا التصنيف الرائع ..هو بعينه قراءة للواقع ..لماذا تلقى الشارع الشعري العربي الماغوط وتجاوب معه .. بينما استأثر أدونيس بالنخبة بل بالتأثير في جيل الستينات والسبعينات إلى حدٍ ما.. ربما تسلل الماغوط ذاكرة الذهنية العربية عبر مسرحيته الإجتماعية الكوميدية السياسية "كاسك يا وطن".. وعبر عفويته .. وألفته .. وربما وهذا هو الأهم لم يصادم الماغوط المجتمع بمطارحات فكرية استهدفت ثوابت الدين .. نعم، جاء الماغوط بقادومه ليهدم تقليدية القصيدة .. ولكنه انكفأ على مشروعه الشعري، تخلى عن الوزن والقوافي ولكن شعره ما تخلى عن موسيقاه التي تحسها في كل ثنايا الكلمات ..ولكن يبقي أدونيس هو رائد التجريبية في الشعر الحديث بحسب وجهة نظر محمد إبراهيم أبو سنة .. فالجدلية هيَّ السمة المؤسسة لقصيدة أو بالأحرى لتجريب أدونيس الدائم .. ولذلك فالقصيدة عنده تندرج تحت مفهوم الرؤيا..بينما القصيدة عند الماغوط ورفاقه أو بعضهم تتسم بالشفوية التي تهتم بالوقائع والجزئيات..



  وانطلاقًا من تحليل المفكر السوري جمال باروت كُتبت الهيمنة لهاتين القصيدتين..ولن يؤدي تضادهما الظاهر إلى تفتيت الأرض الصلبة التي يقف عليها هذا الصرح المئوي لقصيدة النثر .. والذي يدفعني دومًا إلى الإذعان بقبوله بالرضا أو السخط لأنه صار يشكل نافذةً إبداعية ثالثة.. وإن رفض شعراء النثر هذه التراتبية، كما يرفضون التواجد كفصيل واحد بصوت واحد، لأنهم في الواقع أصوات متعددة موزعة في تضاريس الخريطة العربية الثقافية .. ولن يكلوا أو يملوا من أجل ارساء مفهوم قصيدة النثر حتى تحتل مكانتها في المناهج المدرسية، ويبحثون لها عن الألحان المناسبة حتى يُتغنى بها.. 



وفي الختام أظن أن السؤال الجوهري الذي يظل مطروحًا ويجب أن يُستـثار هو:كيف ترقى قصيدتنا اليوم؟ أو  كيف نؤسس شعرية متطورة بحق وألفة؟!



   الذي استدعى أسئلة وإجابات ذلك الحوار هو حوار آخر تم بيني وبين الأديب  صلاح جاد سلام نائب رئيس الاتحاد العالمي للثقافة والآداب، والشاعر والعروضي الأستاذ خشان محمد خشان مؤسس العروض الرقمي، في هجوم مباغت من الأستاذ صلاح يستنكر وجود تلك "الأزعومة" أي "قصيدة النثر" التي يراها هجينًا بين الشعر والنثر، ويرى أن الجهود يجب أن تتضافر لوأدها باعتبارها مسخ ممنهج ومغرض، وهذا عين ما يراه الأستاذ خشان من أن مصطلح "قصيدة النثر" لا يمكن تصوره في العربية إلا ذو عقلٍ مشروخ اختلط فيه حابل الشرق بنابل الغرب، اللغة العربية بأصالتها نبع جمال، متفاعلن = م 1 ت 1 فا 2 علن 3 = 1 3 3؛ إذ للشكل تداعياته حول تعبير "قصيدة النثر" ذات الشاعرية، الذي يقابله تعبير "الوردة المبعثرة" ذات العطر. الرائحة الزكية لكل من قارورة العطر وقطعة القماش المبللة بالعطر لا يجعل أيًا منها وردة. فكيف في حال لم تكن رائحة منهما كذلك! البلاستيك المصنوع على شكل وردة لا عطر له، لابد من العطر والشكل في الوردة الطبيعية، تعبير "قصيدة النثر" يناظره من حيث الشكل تعبير الوردة المبعثرة، وللجوهر أو المضمون شرفهما في نثر كان أو في شعر.



     كان ردي في أكثره إحالة على ما ذكرته في إجاباتي في حوار الاتحاد والذي صدر في كتاب لي بعنوان "حاورتهم وحاوروني" عن دار حروف منثورة للنشر، والذي أكدتُ فيه على فكرة تجاور الأجناس الأدبية، وأن الاعتراض على جنس أدبي لا يأتي بالسعي لمحوه، وأسلوب الإقصاء ثبت فشله، وأقله في تلك اللعنات التي يصبها ليل نهار الذين يزودون عن العربية الفصحى ضد العامية التي ينعتونها بأوصاف لا تقل في شناعتها من تلك التي يسمون بها قصيدة النثر وأكثر، ومع هذا فلم يزحزحونها قيد أنملة عن مكانها، وقد تناولت هذا في مقالي "فزاعة العامية"، ذلك إيمانًا مني بالتعددية الثقافية داخل المنظومة والهوية الثقافية والمعرفية للمجتمع.



   ومثلما أفلحت قصيدة التفعيلة في الامتداد على سطح الإبداع الشعري، صار لقصيدة النثر اليوم مساحتها المعترف بها، وصار لها مجلاتها، ومكانها في المجلات الشعرية والأدبية، وصار لها نقادها وجمهورها، ومهرجاناتها التي بدأت في 2007 في سوريا في المركز الثقافي الروسي، وبعده بعامين انطلق من القاهرة 2009 الملتقى الأول لقصيدة النثر، وبعده  بعام  انطلق مهرجان قصيدة النثر ضمن فعاليات "كركوك" عاصة للثقافة العراقية لعام 2010، وفي الأردن  أطلق عام 2011 عامًا للثقافة في "محافظة درعا" لتكون باكورة هذه الانطلاقة "مهرجان اليرموك الشعري الأول للقصيدة النثرية"، وبعده بعام فازت بمدينة طنجة بالمملكة المغربية الأديبة المصرية ميمي قدري بوسام العرب الخاص عن قصيدة النثر ضمن فعاليات مهرجان القلم الحر للإبداع العربي، وفي نفس العام انطلقت بالبصرة العراقية فعاليات "ملتقى قصيدة النثر الثاني، دورة السياب"، تحت شعار "قصيدة النثر مستقبل الشعر العربي الحديث"، وبعده بعام انطلق مهرجان قصيدة النثر في مراكش المغربية لعلم 2013، وبعده بعام أي في 2014  افتتح مؤتمر قصيدة النثر المصرية دورته الأولى، بمشاركة 30 صوتا شعريًا مصريًا من شعراء قصيدة النثر، بـ (أتيليه القاهرة)، وفي عام 2015 أقيم مهرجان قصيدة النثر ولأول مرة في مدينة "المحمرة" الأحوازية المحتلة بحنوب غرب إيران، كما انطلق في نفس العام أكبر مهرجان لقصيدة النثر في السعودية من خلال مهرجان بيت الشعر الأول بفرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وأخيرًا، وفي نفس العام شارك الشاعران المصريان أمجد ريان ومحمود خيرالله في مهرجان الشعر المتوسطي الأكبر، الذي يقام كل عام تحت اسم "الشعر ــ أصوات حرة"، في مدينة "سيت" الفرنسية، وهو المهرجان الذي يجتمع فيه شعراء وفنانون من جميع ضفاف المتوسط، يشاهدهم ويتفاعل معهم جمهور عريض، ومن المعلوم أن أمجد ريان أحد أبرز شعراء جيل السبعينيات في القصيدة المصرية، ومن أوائل الذين كتبوا قصيدة النثر الجديدة، كما أن محمود خيرالله أحد شعراء قصيدة النثر المصرية، وفي عام 2016 الحالي وتحت شعار "في الإبداع متسع للجميع" انطلقت في السابع عشر من يناير فعاليات الدورة الثانية من مؤتمر قصيدة النثر المصرية، والذي شارك فيه باقة من الشعراء والباحثين المصريين على مدى ثلاثة أيام في أتليه القاهرة. 



   من خلال هذا العرض التاريخي لبعض مهرجانات وملتقيات وفعاليات ومؤتمرات "قصيدة النثر" التي لم يكد يخلُ منها عام بل أحيانًا ما يحتوي العام الواحد أكثر من فعالية ونشاط في أماكن متفرقة من الوطن، أعتقد أن فكرة "وأد" تلك القصيدة ضربٌ من خرافة، وأن العمل على محاربتها وطردها من المشهد الثقافي والإبداعي العربي صار عملًا مستحيلًا بعد أن ارتبطت بالحضور العالمي في المحافل الدولية، والذين يصرون على محاربتها لم يتكاتفوا ويتعاضدوا تجاه "قصيدة الومضة"، و"شعر الهايكو"، وفات أستاذنا خشان أن السوق يتسع الآن للورد الطبيعي والورد البلاستيكي، ولم يطرد أحدهما الآخر ولا هو بمستطيع إن فعل، وكل ما توافقا عليه هو حسن الجوار المشترك في فاترينة العرض تاركين مهمة الانتقاء والاختيار لذائقة المتلقي.


السبت، 20 فبراير 2016

العروض رقميًا مكثفًا.. تمهيدٌ لا تقديم






       عاش الشاعر والعروضي الكبير خشان محمد خشان مناضلًا منافحًا ومدافعًا بكل ما أوتي من قوة وصلابة، لا يمل من البحث عن الأدلة التي تؤيد فكرته، وتفحم خصمه، ولا يكل من الجدل والمناقشة وتعقب الآراء المخالفة التي تودي به حد الخصومة وخروج من يحاوره ــ أحيانًاــ عن سياق الحوار إلى حيز العراك اللفظي.

   إن الرجل مؤمن بمنهج الخليل إلى حد اليقين ويؤلمه التفريط في هذا المنهج والحياد عنه والافتئات عليه، ولذا فهو يصدر كتابه "العروض رقميًا"، الطبعة تلو الطبعة، ومرة يصدره مسهبًا، وتارة مكثفًا، وهو ما نحن بصدد مناقشة مقدمته التي خرجت عن إطار التقديم إلى التمهيد، ولم تلتزم شروط التقديم في آن.

   من حماسته في عرض قضيته وكسب أنصار لها، لإيمانه بعدالتها، أنه يلقي كل ما في عقله وقلبه منذ الوهلة الأولى بسخونة لا تعرف التحوط ولا التريث، ويصب كَم من الحيثيات فوق رأس المتلقي غير عابيء هل فهم أم لا، مؤيد له أم رافض، المهم عنده أن يضم معتنقًا لمذهبه، وهو متكفل بتفهيمه بهدوء فيما بعد، لكل هذا أحيانًا ما يكون عامل الجذب من حيث توافر الكم المعلوماتي هو نفسه عامل الطرد حين يتلقاها القاريء المتحسس في دخول عالم العروض الرقمي كلها فوق رأسه دفعة واحدة يحس أنه قد أوقع نفسه في شراك أو مشكلة.

    المقدمة تتناول ــ دائمًا ــ المشكلة البحثية، والأهمية، والأهداف، وقد تناول العروضي خشان المشكلة البحثية عند تناوله العروض الرقمي شكلًا ومضمونًا، وحين تعرض للشكل، أزاح بيده الستار عن لوحة رخامية نظر القاريء في بلاهة للمكتوب فيها أو عليها وأشاح معرضًا، لا يهم فهم أم لم يفهم، يقول: (أما الشكل فهو الاقتصار على أبجدية رقمين، هما الرقم 2 للسبب والرقم 3 للوتد المجموع، "دون إهمال الفاصلة بسببها الأول الخببي"، ودون إهمال خصائص الوتد المفروق)!، وحين تعرض للمضمون دخل مباشرة إلى دمج المشكلة في الأهداف، دون ذكر الأهمية، وإعلان البشارة بأن العروض الرقمي هو أول محاولة في العروض العربي وغير العربي في شرح منهج الخليل، وأنه هو المخصص بالإجابات بـ "نعم" إذا سألنا هل للذائقة العربية صفات رياضية؟ هل للخليل منهج شامل تنبثق منه أحكامه في جزئيات البحور والتفاعيل؟

     أعلن الأستاذ خشان أن نطاق البحث في دراسته يتعلق بإثبات وجود منهج شامل للخليل يتناول خصائص الذائقة العربية بشمولها وبساطتها......إلخ، ثم انتقل إلى العروض كعلم وعلاقته بمنهج الخليل، ثم انتقل إلى من ينكرون منهج الخليل وبعض أقوالهم، ثم عاد أخيرًا إلى العروض الرقمي وقال: (قد يظن من اعتاد التفاعيل أنه مجرد تكرار لها بترميز مختلف لا جديد في مضمونه. ومن محاذير دراسته أن يحكم قارئه عليه بخلفية سواه............. لمن يريد أن يهيء نفسه للتعرف على علم جديد لا مجال لفهمه دون التدرج في دراسته بدء من أبجديته مع عدم التسرع في الحكم على خلفية التشابه مع المعلومات السابقة لديه، وخاصة في الفهم الدقيق جدًا للباب الأول).

   هنا تتبدى المشكلة القائمة في التعامل مع المنهج الذي يسلكه الأستاذ خشان حين دمج شهادة البكالوريوس مع الماجستير مع الدكتوراه وصبهم على رأس المبتديء في تفهم العروض الرقمي فتعثر من تعثر منهم، ومنهم من تقدم ثم انصرف، وهذه المشكلة وقعتُ عليها منذ دراستي للعروض الرقمي بعامة والعروض الرقمي الخاص بالأستاذ خشان، وذلك قبل أن أعرض عليه الحوار معه الذي تحول لكتابًا ــ لم يصدر بعد ــ رصد هذه الظاهرة بعد طول بحث واستقصاء فأشرتُ إليها في مقدمة هذا الكتاب: (ثم نختم كتابنا القيم ــ بقيمة من نحاور ــ في الجزء الثاني والأخير بوقفة مع العروض الرقمي الخاص بالعروضي المؤسس المهندس خشان خشان، مع عرضه عرضًا جديدًا بعيدًا عن الإحالات والاستطرادات والتشتيت ليفهمه القاريء المحب للشعر بطريقة أسهل، وذلك باتباع المنهج الرأسي في تناول العروض الرقمي، ثم عرضه بالمنهج الأفقي من خلال تقديم نموذج موجز للدورة الأولى ودروسها انتهاءً بتقديم موجز للتصور الكلي للعروض الرقمي، وقد أتى هذا مسبوقًا بالتعرض للتصور الكلي لمنهج العبقري الخليل بن أحمد الذي ينتمي إليه العروض الرقمي).

    وحتى يدرك القاريء مدى المعاناة في التصدي لفكر الرجل وعلمه، وتحديدي لتلك المشكلة أنها كانت ظاهرة لي تمامًا حتى قبل الحوار معه، بل أنها أحد الأسباب الداعية والملحة للدخول في هذا الحوار، فقلت في موضع آخر من الكتاب: (حتى قرَّ في ذهني أن هذا الرجل الذي يملأ الساحة الأدبية مثله مثل حورس الفرعوني ذلك الذي تقطعت أوصاله وتفرقت في الأقطار والبلدان، ولزم الأمر أن يقوم أحد بجدية بمهمة لملمة هذا الجسد العملاق ليقدمه للمعاصرين والقادمين تاريخًا وشهادةً وتراثًا كاملًا غير منقوص، خاصة أن وراء أكمة الرجل ما وراءها من علم لم يبح به، الظاهر منه وجوده في العروض فقط، والمخفي منه  تبوح به الخفايا من الثنايا بين السطور لمن شرح الله صدره، وأيقظ عقله، وأنار بصيرته فقرأه ونشره).

    إذًا كان تعاملي في كتابي أني فصلت منهج الخليل عن منهج العروض الرقمي، ثم فصلت العروض الرقمي بعامة، عن عروض الأستاذ خشان بخاصة، من خلال منهج رأسي ثم منهج أفقي عريض، وهذا هو الذي لم يفعله الرجل حين كتب كتابه: "العروض رقميًا مكثفًا" بل وغير المكثف، لقد جاء مسلكي في كتابي عن العروض الرقمي ومؤسسه خشان خشان، مثل مسلك الإمام مسلم القشيري "التلميذ" مع أستاذه الإمام البخاري؛ فقد جمع الإمام مسلم طرق الحديث كلها في مكان واحد كل حسب موقعه، مع الترتيب، وقد كان الإمام البخاري يميل إلى تقطيع الحديث في أبواب متفرقة متباعدة، وذلك لدقيقة يفهمها البخاري منه، فيصعب على الطالب جمع طرقه، ولي عظيم الشرف كوني تلميذ للرجل مع تلاميذه النجباء الذين يملأون طباق الأرض، غير أني لم أؤلف كتابًا في العروض الرقمي، إنما كلامي ينصب في نقطتين، هما: "المقدمة والمنهج"؛ إذ جاءت مقدمة الأستاذ خشان لكتابه خلطًا بين التمهيد والتقديم مع الفارق بينهما، في كون المقدمة هي البوابة الرئيسية للبحث وتشمل موضوعه، وإشكاليته ومبرراته، وأهميته وحدوده، ومنهجه وخطته، بينما التمهيد لا يأتي كصورة أخرى من المقدمة، بل واسطة بين المقدمة والبحث، وغرضه التوطئة للدخول إلى البحث كالانتقال من الكل إلى الجزء، كما لا تشتمل المقدمة إلا على مشكلة بحثية واحدة وما يتفرع منها، لكونها ستخضع لمنهج علمي بحثي واحد، فما بالنا ومقدمة الأستاذ خشان تحمل بالإحالة على عنوان الكتاب إنها لعرض العروض الرقمي بشكل مكثف، وهذا يحتاج إلى منهج تعليمي بحت يبدأ من الأبجديات ــ كما أشار الأستاذ خشان ــ ثم الترقي مع المنهج بغية التدرج إلى ما بعده في سلسلة طويلة أو قصيرة بحسب حدوده، ثم مشكلة بحثية عن منهج الخليل وصحته ورد دفوع المنكرين له، وحتى لو استلزم من الباحث التوصل إلى صحة ما يذهب باتخاذه العروض الرقمي وسيلة لهذا، فإن ذلك يستوجب بحثًا آخر قائم بذاته، لاتكائه على منهج بحثي استقرائي أو استنباطي يستهدف طائفة من القوم غير من يخاطبهم من طلاب العلم، ولا تكفي مقولة الأستاذ خشان في بداية المقدمة من أن هذه المادة تعطي تصورًا مناسبًا عن العروض الرقمي لمن هم على مستوى معين في اللغة، وهي مقولة فضفاضة لا تعطي مدلولًا علميًا وصفيًا لهذا المستوى المعين.

     بعد ما تقدم هل يُعد هذا مني انقلابًا على العروض الرقمي؟! هذه فرضية غير علمية من ظن واهم، إنما العروض الرقمي هو الأحق بمنهج الخليل والقادر على سبر أغواره، وتقديم رؤى جديدة كل الجدة، وسيجد هذا من أراد في الفصل الذي نشرته من كتابي عن "جماليات العروض الرقمي"، ولولا حبي له لما سعيت لدراسته والكتابة عنه، وإنما خروجي منه متدربًا لإنني كما ذكرت في متن كتابي بأني صاحب مشروع ثقافي لو غفلت عنه لما قام به غيري مع حاجة الناس إليه بدلالة أرقام النشر، ولكون العروض الرقمي يحتاج وقتًا وأنا الوقت يداهمني، والعلة تلاحقني، وقاطرة العمر تنهب الزمن نهبًا نحو الوصول إلى محطة العقد الستيني، وأن أستاذي الكريم خشان خشان قائم على مشروعه في العروض الرقمي خير قيام، ومعه ثلة من تلاميذه الأوائل من النساء والرجال والشابات والشباب، كما أني لن أضيف إليه إضافات ثرية جوهرية أكثر مما قمت به وأقوم بالذي لم يقم به غيري، ولهذا فأنا من تلاميذه النجباء أيضًا ولكن من طريقٍ جديد، فلم أنقطع عنه أو ينقطع عني ولن أنقطع ما حييت، وله عندي فيما يكتبه من علم رصين مكان مكين أتزود به ومنه في كل حين.

      وهذه المقالة درس عظيم في التواضع فلم أكن أجرؤ على كتابتها إلا بعد طلب  من الأستاذ خشان أن أتعرض بالنقد لتلك المقدمة، ولولا حبي له وخوفي على تعبه وكده في توطيد أركان مدرسته في العروض الرقمي، وواجب النصيحة له لخطأ تجلى لي وخفيَ عليه لما أقدمت عليها ولا أتممتها.

الأحد، 14 فبراير 2016

السهل المفيد في أحكام التجويد..في "طبعته الثالثة"




















منذ خرج كتاب "السهل المفيد في أحكام التجويد" إلى النور من سنوات، والنجاح يحالفه؛ فقد حاز ثقة العلماء في هذا المضمار فأوصوا بتعلمه سواء من الكبار والصغار، حتى صار ركنًا ركينًا في مناهج مدارس ومواقع القرآن الكريم على طول العالم الإسلامي، وضمته مجموعة الخمسين كتابًا في التجويد، واسطوانات علوم القرآن، لسهولته وإقبال الكثرة من محبي كتاب الله من التزود منه. 


وتأتي سهولة الكتاب ليس فقط من اسمه ولكن من منهجه؛ فقد بدأ بباب التفخيم والترقيق، يليه باب مخارج الحروف وهكذا، وملحق ببعض الأبواب الأخطاء الشائعة وتصويبها، كما جاء بمنهجٍ تطبيقي من حيث ضبط بعض الآيات بحسب النطق، وتلوين للحروف بحسب الأحكام من خلال الأمثلة الكثيرة التى سَتُعين المتلقي على التطبيق بإذن الله، وإيراد العلل والأسباب وراء كل حكم تجويدي. 

ويكمن السر في البدء بباب التفخيم والترقيق، ما تبين لي من خلال التجربة والخبرة أن أكبر المشاكل التى تعترض من يحاول تعلم التلاوة هي كيفية النطق الصحيح وخاصة تفخيم ما لايُفخم أو ترقيق ما لايجوز ترقيقه، وهي ذات المشكلة التي كان يعانيها بعض العرب من كراهية الخروج من تَسَفُّلِ إلى تَصَعَّدِ بينما تستخف الخروج من تَصَعُّد إلى تَسَفُّل.. 

ولقد دعت الحاجة إلى فصله عن كتابٍ قد لحق به ليكون مقصورًا على التجويد فقط، وجاءت طبعته الثالثة بثوب جديد من تنقيح وحذف وزيادة، وعناية مخصوصة ومن يُمن الطالع أن تنفرد بطباعته في ثوبه الجديد بالتتابع الزمني "شبكة الألوكة" و "دار حروف منثورة للنشر الألكتروني" ، هديةً للعالم الإسلامي، فاللهم أجزهم عنا خير الجزاء. 

فإليك .. يا كل مسلم أحب القرآن الكريم، وتمنى أن يتلوه حق تلاوته .. يا من حاولت أن تتعلم أحكام التجويد، فحال بينك وبين ذلك أولئك الذين تفننوا في زيادة غموض العبارات غموضًا، وأغرقوا الأحكام في تقسيمات لاتُحصى، وتفريعات لاتعد، ومصطلحات وتعريفات عديدة أثقلت ذهن المتلقي فشتَّتته ونفَّرته، فأعرض عنها. 

إليك.. يا من شغلته الحياة، فأخذ يضرب في الأرض سعيًا على من يعول، ونفسه تتوق أن يقرأ كتاب الله على الوجه الصحيح مثلما يسمعه من القراء الكرام، أو أقرب من هذا، إليك.. هذا الكتاب في أحكام التجويد في طبعته الثالثة. 

وقد حاولت قدر استطاعتي، بعون من الله تعالى، ثم بما تعلمته من شيوخنا وعلمائنا، جمع ما قدحت به زناد عقولهم في كتبهم لأصُّبَه في هذا الكتاب المتواضع بجهدي والجليل القدر بما يحويه، والله يعلم أن غايتي منه أن يكون عونًا لكل مسلم محب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولكتابه الكريم فيتلوه آناء الليل وأطراف النهار. 

اللهم علِّمنا من كتابك ما جهلنا، وذكِّرنا منه ما نُّسِّينا، واجعله حُجةً لنا لا علينا، وأنيسنا في قبورنا، وشفيعًا لنا يوم لقاك، واجعلنا من خير الذين يتعلمونه ويعلمونه، واجعلنا من أهل الله، أهل القرآن وخاصته. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.