الاثنين، 13 يونيو 2016

إشادة بكتاب مع مهندس العروض الرقمي




أخذ كتاب "مع مهندس العروض الرقمي، وقفات وتساؤلات" جهدًا طوليًا وعرضيًا في الزمن وفي التفكير والإعداد، والحوار المقسوم على شخصين أحدهما المحاور وهو يعلم ويعي قيمة وقامة من يتحاور معه، كما يعلم كم المسئولية الملقاة على عاتقه في استقصاء فكر ناتج عن فكرة أساسية عاش لها المتحاور معه أغلب عمره دارسًا وشارحًا ومنافحًا. 

هذا الكتاب الذي تفرغت له زمنًا طويلًا حتى جنى على كتب أخرى مازلت ألملم شتات وقتي ونفسي في محاولة انهاء بعضها ولم أستطع إلا إنجاز اليسير، فقد استنزف هذا الحوار الذي صار كتابًا كبيرًا جل جهدي وطاقتي، وكم عانى معي المهندس خشان محمد خشان ونحن نتداخل في حوارات جانبية على هامش الحوار الأصلي، ومكالمات واستقصاء لأفكار، ومراجعة أقوال، هذا عدا التتبع التاريخي لبعض المقالات والمقولات، وشرح النقول، وتفسير بعض المواقف، واستبعاد التكرارات، وغير هذا كثير مما سردت بعضه سابقًا في مقالات أخرى، بل في مقدمة الكتاب نفسه. 

وكنت أحس بالسعادة حين كانت تصلني بعض المكالمات والتعليقات بالثناء على ما قدمته للمكتبة العربية في علم العروض بعامة والرقمي بخاصة في حضور قامة علمية مؤسسية لم يسبق لأحد أن تواصل معها على هذا المستوى، وكان من نتائج هذا الحوار العلمي الهادف، أن زالت تلك الأفكار الوهمية والسلبية عن العروض الرقمي في أذهان الكثير من الناس، بل سمحت لأقدام كثيرة أن عبرت مناطق الخوف والمجهول عنه، وكم أضفتُ بعض أناس إلى ملتقى العروض الرقمي ، حتى من غير المهتمين بالعروض الذين لفت انتباههم ودخلوا يبحثون عن هذه الفرادة في التعامل مع تلك التقنيات التي يقدمها العروض الرقمي ليس على مستوى الشعر فحسب بل في مناطق أخرى تتصل بالمنهج العلمي وتطبيقاته في روافد شتى، بحيث يستطيع كل راغب بحسب تخصصه وهوايته أن يجد فيه ضالته ونهمته. 

لكن أكثر ما أسعدني أن تأتي رسالة على غير توقع ممَّن لا أعرف، فتنزل على رأسي الساخنة التي أجهدها التفكير، وعلى طريقي الذي لا يعرف الظل أو الدعة، مفعمة بالثناء على ما بذل من جهد، وتحمل الشكر لي ولشخص المهندس خشان خشان جزاء ما قدمنا، إنها رسالة الشاعر القدير الأستاذ يوسف أبو شادي الذي استأذنته أن أعرض رسالته الكريمة تلك في مقال، ليس بغرض الشهرة والفخار، بقدر ما أريد أن نرسي قيمة من قيم التواصل المعرفي، وأن نبدد تلك الاتهامات بأننا نكتب وهناك من لا يقرأ، وأن هناك من يتابع الفكر ليس بحثًا عن السقطات واختلاق السلبيات وإن كانت شكلية، ولكن من أجل أن يشد على يدك ويخبرك أن الرسالة قد وصلت، وأهم ما في رسالة أخي الكريم أبو شادي أنه أرسل رسالة طمأنة لأستاذي الكريم خشان بأن سفينة العروض الرقمي مازالت تمخر العباب، وأن في كل المرافيء هناك ركاب ينتظرونها وستصلهم، وأن نبؤتك التي تحققت بأن هذا الكتاب سيشكل فاصلًا تاريخيًا في العروض رقمي قبله غير بعده، ومع غاية الشكر والتقدير لكاتبها النبيل أرسل تحياتي له بعدما غمرني من كريم أخلاقه أكثر مما أستحق، وهذه رسالة شاعرنا الكريم: 


أستاذي الفاضل / السيد إبراهيم.. المحترم 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، 


كان من حسن حظي أن أحصل على لينك كتابكم الرائع بعنوان: " كتاب أدبى مع مهندس العروض الرقمى خشان محمد خشان" من خلال بوست في منتدى ملتقى العروض والشعر، كان قد وضعه صديقي الكريم الأستاذ محمد جهاد، والذي أذكره بكل الخير، وكان كل هدفي أن أنهل من علمكم ودروسكم فى علم العروض الرقمي، إلا أنني فوجئت بأنني دخلت بستان يفوح منه أريج عطور نادرة من آداب الحوار ومكارم الأخلاق، فشعرتُ أنني أقرأ قصة أدبية راقية الصياغة والمحتوى، ووجدتُ أن من أبسط حقوقكم عليَّ أن أهنئكم على ما وصلتم له من علمٍ، وتواضع ونكران الذات والعديد من الصفات الكريمة، والتي تعجزنى ضآلتى اللغوية عن التعبير عنها. ولذلك أسمح لى أن أكتفي بتوجيه شكرى إليكما مع رجائي الخاص بألا تألو جهدًا في نشر هذا الكتاب على مستوىٍ أوسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي. 

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام،،،
                                                                                                            أخوكم 
يوسف أبو شادي