الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

سامية بن قذيفة: شجيرة في ظل الأدب

    





  تظهر الدراسات المعنية بالطفل اقتران الميل الفطري للاكتشاف والتساؤل بميلاده إلا إذا أعاق هذا الميل تغيير ما غير إيجابي في عملية تعليمه في سنواته الأولى، وأحيانًا بعدها، إلا أن طفلتنا الجزائرية المبدعة "سامية بن قذيفة" التي تبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا قد حظيت ببيئة ساندتها على الكشف عن طاقتها الإبداعية، وعملت على رعايتها وتنميتها، ليس هذا فحسب بل على بث جذور الثقة والجرأة في تكوينها الشخصي والنفسي، سواء في بيتها أو مدرستها.

   ولولا اهتمام مُدرِستها بما تكتبه لها تلميذتها، وجمعت كل ما كتبته ثم عرضته على والدتها التي فرحت به واهتمت ولم تنهرها على تضييع وقتها، بل يبدو الاهتمام منذ اللحظة الأولى من الوالدين معًا عندما نشرا لابنتهما المتخرجة حديثًا من الابتدائية قصتها الأولى في دار نشر بالجزائر العاصمة، والتي تحمل عنوان "مأساة سارة"، والتي يبدو فيها تأثرها بالكاتب الجزائري أحمد خياط عن قصته "اليتيمة"، إلا أن براعتها تكمن في خلق أحداث جديدة برؤية مختلفة، ونحن لا نتعلم الفن من الفن ذاته ولكن بمحاكاة فنان استهوانا إبداعه.

   يبدو جليًا التكوين الثقافي والتربوي الإيجابي في شخص "سامية" باتجاهها لمكتبة بلدتها لتستعير منها الكتب، وتختط لنفسها خطًا في اختيار ما تقرأ دون أن يجبرها أحد أو يوجهها إلى ما يجب عليها قراءته، ولهذا قرأت القصة أول ما قرأت و "ألف ليلة وليلة".

   أمَّا أجمل ما فعلته حين سعت بين الشبكة العنكبوتية تبحث عن مواقع مفيدة، أن رست بقاربها على مرفأ اتحاد الكتاب والمثقفين العرب، وتجولت في أنحاء هذا الموقع المتنوع، الكبير، العميق، وفيه ما فيه من الأسماء والقامات لكنها لم تتهيب وأصرت على أن تشترك في هذا الحصن الذي يمتنع على من هم أكبر منها سنًا وموهبةً، إلا أنني أحيي الأستاذ الدكتور محمد حسن كامل رئيس الاتحاد الذي أخذ بيدها وأدخلها وفتح لها الأبواب أمام ما تكتب وتبدع، وكتبت والتف حولها الأعضاء من الاتحاد بين النقد والتشجيع والتوجيه، وَعَين الدكتور كامل عليها يرعاها من بعيد بالرعاية الحانية، وكنت أتابعها دون التعليق لمَّا أبلغني الدكتور بسنها الصغيرة، وهنا كففت يد النقد لتنمو موهبتها في سلام.

   لستُ هنا لكي أُعمِل قلم النقد فيما تبدعه ابنتنا الصاعدة الواعدة "سامية"، فحسبها مني التوجيه والتشجيع، فتلك البرعمة التي تتفتح على مهلٍ وعلم، تستحق منَّا جميعًا إفساح الطريق لها لكي تؤتي ثمارها الناضجة فيما بعد، ولها الحق الآن في أن تتجول وتتعرف على ما أنتجته القرائح من شرقٍ وغرب، وتحاكي هذا وذاك، بل لها الحق في أن تتجرأ وتُقدم على كتابة نص مسرحي بعد أن قرأت "الأميرة النائمة" لتنسج على منوالها، وأشد ما أعجبني أنها سألت من حولها كيف يُكتب المسرح؟ وفيه ما فيه من الدلالة على جديتها والعكوف على أدواتها بالتجويد والتطوير.

  وأنت حين تتجول في أروقة ودهاليز اتحاد الكتاب، ستدهش حين تجد طفلة تتجول إلى جوارك وتكتب "مشيئة القدر"، "يوم سيء في ذاكرة مريم"، "شعلة الأمل"، وغيرها من الموضوعات، بل وتعلق لكتاب وكاتبات أكبر منها سنًا وخبرة، ويتقبل الجميع تعليقاتها الجميلة، ولفتاتها الذكية، ولهذا فأنا مطمئن على مستقبلها الأدبي والعلمي من مخالطتها لكبار الكتاب الذين يتنوعون في الأسلوب والمنهج والمشرب وهي تتذوق كل هذا، مما سيشكل لها ذائقة أدبية متفردة بعيدة عن المحاكاة، كما أن الملاحظات على بناء القصة أو أسلوب الكتابة وشكلها وغياب بعد العناصر، ستستكمله آجلاً في مراحلها الدراسية التالية من أدب وبلاغة وغيره، فكل ما تبدعه الآن مجرد نغمات بسيطة قصيرة في مفتتح لحن سيمفوني قادم يبرز طاقاتها الخلاقة الخلابة.

    ولسامية بن قذيفة نصٌ جميل "شجرة قيد الانتظار"، تقول فيه: (في إحدى الغابات كانت شجرة صغيرة تبحث عن بستاني يزرعها في بستانه، وبينما هي تبحث عن ضالتها وجدت رجلًا كبير المقام والشأن، طلبت منه أن يمد لها يد العون، فأخذها ووضعها في بستانه الجميل الذي تكسوه أجمل الأشجار المثمرة، وعندما حطت رحالها وجدت نفسها محاطة بأشجار كبيرة ظليلة مليئة بالثمار، فبدأت تتساءل في نفسها: هل يمكنني أن أصبح شجرة كبيرة تنتج أحلى الثمار؟ وأجد مزارعًا يعتني بي ويسقيني حتى أصبح شجرة كبيرة تنتج أحلى الثمار؟ وتبقى الشجرة المسكينة قيد الانتظار).

    والنص رمزي يشي بالمعاني، وفيه الكثير من الألفاظ الغضة بالدلالات الموحية، بينها وبين الأب الروحي لها الدكتور محمد حسن كامل، وموقعها من الكتاب والكاتبات باتحاد الكتاب، ولكن الجميل أن تكون طفلة وتعرف الرمزية واستخدامها، وأن تكتب هذا العنوان الذي يبلور كل الكلمات التي تحته ويبرزها.

  سامية بن قذيفة: فخرٌ للجزائر وللعرب أن تكون من بناتها فتاة تصعد درجات المجد بقوة وثبات، محصنة برعاية الله تعالى وعنايته، ودينها الحنيف، وعطف واهتمام والديها، ورجل يرعاها بعين الأبوة الأدبية ويفسح لها قلبه وكل دروب اتحاد الكتاب والمثقفين العرب لتحل فيه أصغر عضو في تاريخه، يا بنيتي: أنتِ لستِ قيد الانتظار فأنكِ تعملين، وتسعين للعلم، وتكتبين، وتسترشدين بمن سبقوا، وسيكون لك موضعك القادم على خارطة التاريخ، يا من لم تقنع بأن تكون نبتة أو برعم بل شجيرة في ظل الأدب، ستكونين شجرة وريفة الظلال يستظل بها أجيال وأجيال.



https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2016/09/27/417258.html

الخميس، 22 سبتمبر 2016

السيد إبراهيم أحمد .. سفير الكلمة والفكرة والإبداع..





في البدء كانت الكلمة 
في البدء كانت كلمة اقرأ
اليوم نقف على قارعة طريق الإبداع 
على ناصية اليراع 
حيث الموعد واللقاء 
مع سفير الكلمة والثراء
الأديب الأريب والناقد والمحاور والباحث
السيد إبراهيم أحمد 
باحث بإمتياز يمتلك عدة البحث والفحص 
أكاديمي متميز في أروقة الفكر 
قارئ متجول في فيافي التأمل والتخيل 
مبارز يبارز بالحجة والفطنة ودرعه اليقظة والحنكة .
لا يمشى على الأرض 
طيار في السماء 
غواص في محيطات الفكر .
صاحب المدرسة الواقعية في الكتابة الحديثة .
محاور عاصف للذهن 
يبحث عن الحقيقة 
ناقد يمتلك ألات النقد للتشريح دون تجريح 
نقده لا يوزن إلا بميزان الذهب 
سبحان الله فيما وهب 
جاء ترشيحه لينال هذا التكريم 
في ساحة بلاط اتحاد الكتاب والمثقفين العرب الفخيم 
بما يفوق الدكتوراه 
وبما يعلو الأوسمة 
يضاف إلى حَبر الاتحاد 
سفير الكلمة والفكرة والإبداع في كل البلاد 
من كتابات سفيرنا المُكّرم 
وحبرنا المخضرم 
كتاب حاوروني وحاورتهم 
كتاب نساء في حياة الرسول 
حُبّاً قي أمي عائشة 
أحمد الخليلي شاعر هويته التجديد 
قصص " طقوس للعودة "
المرأة في ادب السيد إبراهيم أحمد 
مسرحية المنعطف الأخير 
عزة ابو العز وجوه عديدة لبطلة واحدة 
حوار تجربتي في بلاد الجن والملائكة مع الدكتور محمد حسن كامل 
النابغة ابن الهرميل 
حبيبي محمد 
الحب عند محمد حسن كامل 
مفهوم التنوير عند محمد حسن كامل 
الحوار عند محمد حسن كامل 
لماذا محمد حسن كامل ؟
فضلاً عن حورات الإذاعة 
بالدقائق والساعة 
وصالونات الفكر بالتليفزيون 
تستقطب الأسماع والأفئدة والعيون .
الحوار عند محمد حسن كامل 
والقائمة طويلة التيلة 
من قطن الفكر العربي الناصع 
وضوء الحرف الساطع 
بعد كل هذه المسيرة والسيرة 
رأيت أن اللقب يسعى إليه دون تكلف ولا دفاعاً مني ولا تفلسف ولا تزلف .
بوركت سفيرنا على جدار اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
بيت العرب لكل العرب 
وسبحان الله فيما وهب.

محمد حسن كامل 

رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب

السبت، 17 سبتمبر 2016

2017 عام الثقافة والإبداع.. "مبادرة قومية" لأعوام...



في وقت تتزايد فيه الأحاديث حول الأحداث السياسية المتلاحقة ولاقتصادية التي تتصل بالوطن والمواطن، تنطلق مبادرة فكرية ثقافية علمية، هدفها جعل عام 2017عامًا للثقافة والإبداع، ولكن هذا ليس غايتها، بل وسيلتها؛ فغايتها تكمن من اتخاذ الثقافة والإبداع وسيلة لتحقيقها لما فيهما من آفاق واسعة تسمح بتوسيع مساحة التعايش المجتمعي، وإرساء قيم التسامح والسلام وقبول الآخر.

قد يهون البعض من أمر المبادرة، ويجدها نوعًا من الرفاهية والترف الفكري، وهذه نظرة ضيقة للنظر في أدق تفاصيل مشكلاتنا الاجتماعية، وقصرها فقط على المناداة بالالتفاف حول مشروع قومي يوحد جهود الآمة، وغالبًا ما يكون البحث عن مشروع قومي اقتصادي، ننتظر أن يغل عائدًا ماديًا كبيرًا في زمنٍ قصير، مع أن ترسيخ الأطر الثقافية في بنية الفرد والمجتمع ستؤتي أكلها من مردود اجتماعي واقتصادي وسياسي كبير وخطير ولكن ليس في الزمن القصير، بيد أنها ستساهم في تشكيل وعي الأجيال القادمة.

لقد شرح الكاتب القدير الأستاذ علاء ثابت المقرر الإعلامي للمبادرة في كلمته عنها أنها خرجت من إحدى مؤسسات المجتمع المدني، وهي أكاديمية الأمل الدولية، لكن إطلاق المبادرة تم عبر وسائل التواصل الاجتماعى والمنابر الصحفية، أما الانطلاق الفعلي للمبادرة على أرض الواقع فقد كان من دار الأوبرا المصرية يوم الخميس الموافق 8/9/2017.

ومنذ أن تم إطلاق المبادرة تم تشكيل أمانة عامة لها برئاسة الدكتورة أمل سندس رئيس أكاديمية الأمل الدولية للتدريب والاستشارات، والشاعر مصطفى هاشم أمين عام الثقافة، والناشط الثقافي سيد البالوي مديرا للعلاقات العامة والإعلام، كما تم تشكيل مكتب إعلامي لها يضم نخبة كبيرة من الإعلاميين والصحفيين المصريين والعرب.

     إن أجمل ما في تلك المبادرة أنها تعتمد اعتمادًا كاملًا على الجهود الذاتية والعمل التطوعي والتعاون مع كافة المؤسسات الرسمية والأهلية، حتى لا تسيس أو تُسرق لتنفيذ أغراض ليست من رسالتها التي تتلخص في جعل الثقافة والإبداع هدف قومي مع حشد أكبر عدد من الداعمين لتحقق المبادرة هدفها الأكبر بالإعلان الرسمي عالميًا عن: " 2017 عامًا للثقافة والإبداع". 

  غير أني أختلف مع القائمين على تلك المبادرة الهامة فيما حددوه من جدول زمنى لها من وقت إطلاقها فعليًا وحتى نهاية عام 2017، وهذا إهدار لذلك الوقت الذي بُذِل من أجلها؛ فكونها مبادرة قومية يستلزم الديمومة والمراقبة والدفع بآليات جديدة من داخل المبادرة ذاتها حتى وإن تسمت بالعام الذي أُطلقت فيه، فالمشاريع القومية تحتاج لخطط زمنية كالخطة الخمسية أو ما شابه، وهذا مشروع ضخم يحتاج لخطة زمنية طويلة الأجل، فأرجو أن تعيروا هذا الأمر اهتمامكم، وأن تعيدوا فيه النظر..


هذه مبادرة نحن أحوج ما نكون إليها، ويجب أن نعمل عليها بجد لتفعيلها بشكل مجتمعي واسع، وأعلم أن هذا من أساسيات المبادرة النظرية، وأتمنى من كل المخلصين من أبناء الوطن العمل على إنجاحها، وتذليل العقبات أمامها، وبثها في الصدور والسطور، والعقول والقلوب، والشباب والشيوخ من النساء والرجال.