السبت، 21 ديسمبر 2019

اشعار على الاوتار من صوت العرب حلقة 14 12 2019 والجزء الثانى (محمد يا ر...


استمتعت بالحضور بين باقة من القامات تنثر على جليسها ومستمعها باقات من عطر العلم.. وعبير الفن ..ولمعات من نور يحفها الأنس والسرور..شكري وتقديري لقائدنا في الأشعار على الأوتار الإعلامي الكبير أحمد مبدي..وللموسيقارين الكبيرين فاروق سلامة وكمال عواد.. ولصوت العرب شبكتنا العملاقة..خالص تحياتي وتقديري

الأربعاء، 6 نوفمبر 2019

عرض مسرحية المنعطف الأخير بالجزائر..






#سهرات_فنية:
عرض مسرحي عنوانه " المنعطف الأخير" بالمركب الرياضي عين ببوش سهرة اليوم من تنظيم تعاونية القدرة المسرح الجهوي عين البيضاء
العروض تقدم ابتداءا من الساعة 22:00
كونوا فالموعد
*************** تقبل الله صيامكم و سهرة ممتعة للجميع******************









https://www.facebook.com/canal.ain.babouche/photos/pcb.1261793567319572/1261793527319576/?type=3&theater

صحيفة الأوراس نيوز الجزائرية تكتب عن مسرحية المنعطف الأخير







https://elauresnews.com/مسرحية-المنعطف-الأخير-صراع-الغني-الج/?fbclid=IwAR0tgdQwVHq_ILxsMkOIVEVHXzj2gC-_KyXNRbjyRGxfwa6itmK_v0idzTE

حوار مع التربوي الأديب عادل أبو عويشة..




  


سار قارب حياته بين ضفتي الأدب والتعليم؛ فقد تخرج من كلية آداب جامعة عين شمس، وحصل على دبلوم المعهد العالي للدراسات الإسلامية بالقاهرة، ثم درس اللغة الفرنسية، وعمل معلما لمادة الفلسفة لفترة طويلة في مدارس مدينته السويس بجمهورية مصر العربية، وفي توازي بين المهنة والهواية التي بلغت حد الاحتراف كانت له العديد من الإصدارات التي انتظمت في دراسات ومجموعات قصصية، أما الدراسات، فكانت: "نظرات في الثقافة والأدب"، و"فصول عن الحرية"، و"مصر وقيم أخرى"، و"هموم في حياتنا"، و"ومضات"، أما المجموعات القصصية فعناوينها: "دوائر متقاطعة"، "عابر سبيل"، "الغريب"، "سعيكم مشكور"، "أشياء مفقودة"، ومجموعة وحيدة للأطفال، بعنوان: "رؤى".  وله تحت الطبع "من وحي السيرة".

  إنه التربوي الأديب الأستاذ عادل أبو عويشة، عضو اتحاد كتاب مصر، وعضو نادي أدب السويس، وعضو رابطة الزجالين وكتاب الأغاني، وعضو جمعية أصدقاء الطلبة، كما كان الأمين العامل مؤتمر أدباء أقليم القناة وسيناء عام 2010م..

  ومع سيادته سيدور حوارنا حول هذه النقاط الهامة في هذه المسيرة الحياتية الثرية، فلنبدأ:

ـ بدأتم مجموعتكم القصصية الصغيرة بمقدمة عرفت فيها الفن ثم الأدب ثم القصة القصيرة، ما دافعك إلى ذلك، وما رؤيتك حول المحاور التي ذكرتها؟

ــ دعني أقول بأنك قوي الملاحظة، وبسؤالك تحاول أن تنكا جرحًا قد اندمل منذ أربعين عاما؛ فعقب تخرجي في الجامعة كان في السويس أكثر من منتدى أدبي، بدأتُ ارتاد هذا وأختلف إلى ذاك، و إذ اقرأ بعض قصصي فوجدت من يلمزني بل يتهمني بأنني أحاكي "فلانا" بعينه،  فقلت متحديا:  (هاتوا برهاتكم إن كنتم صادقين.. أية قصة هذه؟!).. فبهت الذي ادًّعى، لكني أدركت أن هذا مجرد استفزاز كي أنضوي تحت عباءة "فلان"، فأردت أن أبين رؤيتي للقصة القصيرة فكتبت ذلك في مقدمة مجموعتي القصصية: "الغريب".

  مضيت بقافلتي غير آبه لما يتردد خلفي من أصوات.  أما المحاور (الفن ، الأدب ، القصة القصيرة) فإنني مقتنع حتى النخاع بأن الأديب شأن أي مفكر "تقليدي" ، إلى جانب تعليمه يقرأ كثيرا فيتكون لديه زخم فكري ثم تتولد عنه أفكارًا جديدة خاصة به ثم يتجاوز الأديب ذلك بقدرته التعبيرية لما يتميز به من موهبة حباه بها الله فيكتب ما شاءت له موهبته من قصة قصيرة أو رواية أو مسرحية إلخ.

    من خلال دراستي للفلسفة تأثرت بمنهج  "سقراط"؛ إذ يبدأ بتعريف الشيء الذي يتحدث عنه ،بالتالي بدأت بمعنى الفن ثم الأدب ثم القصة القصيرة.  بالنسبة للفن أرى أن الذات العارفة "الأديب" تمتزج بالموضوع الخارجي لينتج عنه الإبداع، و لا أكتمك سرًا أنني طبقت المنهج الجدلي عند "هيجل" في الفن، و أيضًا الرؤية الفينومينولوجي/ الظاهراتية عند "هوسرل" التي تذهب إلى أن الإنسان لا يصف الشيء الخارجي في ذاته بل يصف شعوره تجاه هذا الشيء.

ـ وبالنسبة لمحوري الأدب والقصة القصيرة؟

 ـ الأدب  هو فن التعبير عن الواقع  يتوسل باللغة، والأديب قادر على امتصاص هذا الواقع ليعتمل في ذاته ثم يرده إلى المتلقي في صورة جديدة.  والقصص القصيرة تستند إلى نفس الفكرة ويقتنص الأديب لحظة حياتية معاشة يضمنها فكرته وشعوره، غير أن هناك آليات تنطلق من خلالها، فتأخذ من الشعر اختزال الفكرة حيث التركيز والتكثيف وأيضًا الموسيقى الداخلية للجمل، ومن الفن التشكيلي القدرة على رسم لوحة بالكلمات، و يأخذ أحياناً شكل السيناريو.

ـ أكثرت من كتابة القصة القصيرة التي بلغت خمس مجموعات، ومجموعة سادسة للطفل، فلماذا لم نجد لك إبداعا ولو محاولات في غيره؟

ـ عندما بدأت كتابة القصة القصيرة في الخامسة عشرة لم يكن هناك باعث خارجي لذلك، إنما وجدت نفسي أعبر عن أفكاري مرورًا بشعوري بإيجاز في هذا الشكل، وأكتب أيضًا المقال، وفي ذاكرتنا الفكرية  دكتور زكي نجيب محمود الذي برع في المقال ولم يكتب إبداعًا سواه، و"سارتر" كتب أفكاره في شكل مسرحية  ولم يكتب رواية، على العكس من  "فولتير" الذي كتب الرواية ولم يكتب المسرحية، والعقاد  الذي كتب رواية وحيدة "سارة"،  و"مرجريت متشيل" أيضاً كتبت رواية وحيدة  "ذهب مع الريح" ، فهل يجوز أن نسأل أحدًا من هؤلاء: لماذا كان هذا ولم يكن ذاك؟!

ـ في إطلالة تعريفية موجزة بالقصص التي اتخذتها عناوينًا لمجموعاتك ليتعرف على إبداعكم القارئ المصري والعربي؟

ـ في كل القصص التي كتبتها سواء اتخذت عناوين الكتب أو غيرها، هناك رابط مشترك يجمعها في قلادة واحدة، هذا الرابط هو معاناة الإنسان، ولا أقصد بذلك أي تقسيم ايديولوجي أو سوسيولوجي لكنه الإنسان في كل مكان، و الله تعالى يقول: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾، وقصة  "دوائر متقاطعة" نجد شخصاً في صراعه اليومي يعترك الحياة من دائرة إلى أخرى في دوائر متقاطعة كأنه "سيزيف" في الأسطورة اليونانية، و"عابر سبيل" هو أيضًا الإنسان الذي يأتي من أول الطريق مارًا بكل ما نجده من أحداث بحلوها ومرها وكأنه مثل نبي الله نوح عليه السلام عاش طويلا لكنه دخل من باب بناية وخرج من باب آخر، و"الغريب" هو الإنسان المعاصر حيث يشعر بالغربة بين أهله وذويه، أي يفتقد التواصل معهم،  ولم يعد الغريب كسابق عهده أي  "غريب في بلاد غريبة" أو يسيح في "بلاد الله.. خلق الله"،  وقصة "سعيكم مشكور" إسقاط على واقع يشوبه التدليس فالكل يتقرب زلفى لشخص غير موجود ليتعرى الجميع أمام أنفسهم، وقصة "أشياء مفقودة" هي صيحة بل صرخة من الإنسان ليجد من يشكو إليه ويأنس به لكنه يتجه إلى سراب.

ـ تحتفي كتاباتك باللغة العربية الفصحى الرصينة، والسهلة في آن .. فلماذا يتخرج الطلاب من المدارس وقد تشوهت العربية على ألسنتهم، قراءة وخطًا ونحوًا وإملاء برأيكم؟

ـ الاحتفاء باللغة العربية الفصحى يعود إلى الطفولة حيث حفظ  القرآن الكريم في "الكُتاب" ثم المدرسة إلى جانب حفظ الشعر العربي، ويتوج ذلك بالقراءة الجادة لأمهات الكتب في مراحل العمر المختلفة أي التعلم الذاتي مدى الحياة.  أما  لحن القول على ألسنة الطلاب والخريجين فمرده إلى عدم الاكتراث بحفظ القرآن الكريم من الصغر بل إن مادة التربية الدينية يحتاج الطالب إلى درجة النجاح ليجتازها  فكيف يحفظ ليستقيم لسانه؟! ولم تعد في المدرسة حصة للقراءة الحرة و أيضًا لا تخصص درجات للأبحاث ليرتاد الطالب المكتبة مستعيرًا قارئًا باحثا، وهناك لوم شديد على اللغة التي يسمعها الشباب من خلال الإعلام والدراما.. أعتقد أنها تحتاج إلى إعادة نظر.

ـ كنتم رجلا تربويا.. وأعلم أنك قدمت رؤى حول إصلاح التعليم؟ هل تبنتها جهة ما بالتنفيذ.. وما رؤيتك الإصلاحية للتعليم في مصر؟

ـ لقد نظمت أثناء عملي بالتربية والتعليم عدة مؤتمرات وحلقات نقاشية حول: ربط التعليم والتدريب بسوق العمل،  تحويل الطلاب من القسم العلمي إلى القسم الأدبي، المشاركة الاجتماعية، مشكلة التخلف الدراسي، التسرب الدراسي، رعاية الموهوبين، التربية الخاصة، برنامج تنمية مهارات القراءة. وبالقطع كنت أدعو بعض أساتذة الجامعة والمسؤولين في التربية والتعليم  وهيئات المجتمع المدني، أما التنفيذ  فيتلخص في كلمتين: أنا أمثل الفكر والاقتراحات، وهناك جهات تنفيذية لا حصر لها هي المنوط بها ذلك.

ـ يغلب على كتبك خلوها من الهوامش مع استنادها في نفس الوقت للمراجع التي توردها في نهاية تلك الكتب، ألا تكون هذا قد ظلمت نفسك حين ضاعت عباراتك وأفكارك مع من نقلت عنهم دون الإشارة إليهم في الهامش؟

ـ معك كل الحق ، لكن هذا بالقطع ليس على إطلاقه بمعنى أن هناك "ومضات" كتاب يتضمن مجموعة مقالات كنت قد كتبتها في بعض الصحف، كذلك الكتب التي أورد فيها آيات القرآن الكريم أكتب بجانبها السورة  ورقم الآية، كما أشير في نهاية كل فصل إلى المراجع التي استعنت بها، لكن عدم وجود هوامش خطأ غير مقصود لأنني أطبع كتبي على نفقتي الخاصة وغالبا المطبعة  تقوم بتصوير الأوراق ثم إعدادها في شكل كتاب  وهذا لا يتيح عمل هامش لكل صفحة.

ـ رأيت في "المصرية" قيمة في ذاتها ثم ذكرت عددا من القيم الأخرى في كتابك "مصر وقيم أخرى".. في رأيكم ما القيم المفقودة في حياتنا أو التي راوحت مكانها، وكيف نستعيدها؟

ـ كتاب "مصر وقيم أخرى" شرعت في كتابته بعد قراءات طويلة لتاريخ مصر عبر العصور متتبعا سلوك وعادات وتراث المصريين، فوجدت هناك سمات عامة لم تتغير على مر الأيام  وكر السنين مثل التدين، فمن الديانة المصرية القديمة إلى المسيحية ثم الإسلام نجد المصري متمسكا بدينه حتى لو كلفه حياته، ففي الدولة القديمة عرف المصريون الهكسوس والفرس واليونان والرومان فلم يستطيعوا فرض دياناتهم، وعندما اعتنق المصريون المسيحية سمي "عصر الشهداء" جراء اضطهاد الرومان، وبعد الفتح الإسلامي لم يستطع الفاطميون فرض المذهب الشيعي رغم وجودهم في مصر أكثر من مائتي عام. 

     سمة أخرى عند المصري وهي التمسك بالأرض وتعود إلى الدولة القديمة فهو دائمًا مرتبط بأرضه حتى لو هاجر مؤقتاً فهو يفكر في وطنه. السمة الثالثة التواصل والاستمرار؛ إذ تجد المصريين لم تتغير ملامحهم ، وهناك طرفة يرويها الأثريون ، فعندما كان العمال يحفرون إحدى المقابر صاح أحدهم مشيرًا إلى واحد من الذين عثروا عليهم بأنه يشبه عمدة بلدهم ، وهذا دليل ما أقول فعلى الرغم من كل العناصر الأجنبية التي عاشت في مصر فلم يتغير المصريون، وهذا أيضاً ينطبق على صفاتهم  "الجوانية".  أما القيمة التي أؤكد عليها وإن لم تكن مفقودة تماماً هي "الانتماء" خاصةً عند الشباب ويتجلى ذلك في الحرص على اتقان العمل، وعدم ترديد الشائعات دون تمحيص، والمحافظة على مؤسسات الدولة بل شوارعها وميادينها ووسائل المواصلات وغيرها، وأخيرًا الإيمان بقيمة هذا الوطن.

ـ تناولت عددًا من الموضوعات في كتابك "هموم في حياتنا" دارت حول العولمة والإدمان والتعليم والبيئة وغيرها. لو أعدتم طبع هذا الكتاب ما الهموم التي كنت ستضيفها أو تمحوها، ولماذا هذا الكتاب في الأساس؟ 

ـ كتاب "هموم في حياتنا" يتضمن الهموم التي ذكرتها، و كل واحد منها يمثل مشكلة بل أحياناً أزمة؛ فالتعليم نجد كثيرًا من المؤتمرات والأبحاث والدراسات ولكن هناك عجزًا في استصدار قرارات حاسمة والعمل على تنفيذها ، والعولمة بما تفرضه على الناس من آراء والإلحاح عليهم داخل بيوتهم عبر قنوات الاتصال، ومشكلات البيئة من تلوث ونقص المياه والتصحر وتغير المناخ ، كلها تضغط على الإنسان فتمثل همومًا في حياته، وإذا قدر لي طبع الكتاب مرة أخرى فلن أمحو منه شيئًا لأن المشكلات مازالت قائمة، لكن أضيف فكرة الوطنية وتماسك فئات الشعب والوقوف خلف جيشه وقيادته في مواجهة التحديات التي تترصد الوطن  وتحيق به.

ـ أرجو منكم توضيح رؤيتكم عن "الحرية" خاصة وقد اعتبرتها تُشكِل صميم الذات؟

ـ تبلورت فكرة الكتابة عن الحرية منذ كنت طالبًا بقسم الفلسفة حيث طلب إلينا عمل بحث عن الحرية، هكذا بدون أية عناصر أو مراجع لكن الأمر متروك لكل طالب بمفرده.  وإذ كنت أقرأ القرآن الكريم وقفت عند الآية.. قال تعالى: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾  أي أن الله قد بين له  وعرَّفه طريق الخير والشر.. الهدى والضلال ليكون مؤمناً شاكرًا وإما كفورًا جاحدًا، فكانت نبراسًا لي، فالإنسان يمتلك إرادته وأيضًا يمتلك القدرة على تحقيق الإرادة، ومن هنا يمكن تعريف الحرية بأنها القدرة على تحقيق فعل ما بمقتضى الإرادة. لكن الإرادة مطلقة بينما القدرة محدودة وهنا تكمن فطنة الإنسان في الموازنة بين الإرادة اللامحدودة التي تستند إلى المعرفة والقدرة المحدودة بالزمان والمكان والمتاح.   

ـ وهل نجد هذه الرؤية عن الحرية في واقع الحياة المعاصرة؟

ـ هذا ما نجده في مختلف مجالات الحياة، الاقتصاد مثلاً يعمل على تحقيق أقصى إشباع ممكن في حدود الموارد المتاحة  وهي ما يعرف بالمشكلة الاقتصادية،  وهي مدار المذاهب الاقتصادية من الرأسمالية بأطيافها إلى الشيوعية والاشتراكية  وغيرها.  وفي المجال السياسي نفس الفكرة إذ أن كل فرد يسعى إلى تحقيق حاجاته الأساسية المعيشية بالإضافة إلى الأمن الداخلي وتأمين الحدود، ولعدم تعارض المصالح بين الأفراد كان من الضروري وجود هيئة حاكمة تتولى تنظيم العلاقة بين الأفراد  وحمايتهم  واستغلال الموارد والثروات الكائنة في نطاق هذه الحدود لصالح هؤلاء الأفراد ولفض المنازعات بينهم، ومن هنا جاء مفهوم الدولة وأيضًا نظرية العقد الاجتماعي.

 ومن الناحية الأخلاقية يحاول الفرد أن يتجاوز الكائن الواقعي الذي يعيشه بالفعل بكل ما ينطوي عليه من ضعف ونقص إلى الكائن المثالي الذي يتطلع إليه بكل ما فيه من سمو وكمال، لذا كانت هناك معايير ينتظم من خلالها سلوكه الأخلاقي وهو ما يُعرَف بالالتزام الخلقي الذي يستند إلى الدين والعرف والقانون الوضعي أو الجبر الذاتي.
ومجال الإبداع هناك عنصران، هما:  التجربة الشعورية التي تتكون لدى المبدع عند تأثره بما يدور حوله في الواقع، والعنصر الثاني هو نقل التجربة الشعورية إلى الآخرين أي خروج هذه الطاقة الانفعالية بشكل منظم في صورة عمل فني وهذا جوهر الفن وأيضاً جوهر الحرية، إذ أن هناك إرادة أي الحاجة إلى خروج الطاقة الانفعالية  وهناك قدرة وهي ما لدى المبدع من إمكانيات فنية لتحقيقها في الواقع لتكون ماثلة أمام الآخرين.

ـ تعرضتم للثقافة وأشرتم للبعد المفقود الذي حصرته في التزام الأديب بأفكاره والدفاع عنها. ألا تظن أستاذ عادل أن هذا قد يجرنا إلى صناعة "مالك الحقيقة"؟ أقصد ألا يمكن أن نضيف ركنا ثالثا يسمح بقبول أفكار الآخر؟

ـ التزام المثقف بأفكاره قولا عملا ثم الدفاع عنها يعكس "ضمنيا" حق الآخر في الدفاع عن أفكاره، وإلا أصبح كل فرد "مالكا للحقيقة" واختلط الحابل بالنابل وسادت الفوضى، ونحن متفقان في هذا.. أي الركن الثالث الذي صرحتم به وذكرته ـ أنا ـ  ضمنيًا.  والمثقف يعلم تمامًا بما لديه من ذائقة تكونت كمردود النشأة والتعليم والخبرات الشخصية أن الآخرين متباينو المشارب والاتجاهات نظرًا لاختلاف النشأة  والتعليم  والخبرات بل أن الفرد قد يتغير من فترة إلى أخرى، لذا يقول هيراقليطس: (الإنسان لا ينزل النهر مرتين لأن مياهًا جديدة ستغمره)، والإمام الشافعي يقول: (رأيي خطأ يحتمل الصواب،  ورأي غيري صواب يحتمل الخطأ) ، وفولتير يقول: (إنني على استعداد للدفاع عن رأيك المخالف لي حتى الموت).   

ـ ألا تظن أن بعض كتبكم لم تتخلص فيها من الطريقة التربوية التعليمية فجاءت على ذات النسق تعليمية أكثر منها أدبية؟

ـ عندما أكتب أضع نصب عيني هدفًا هو وصول الفكرة إلى المتلقي، ويتوقف ذلك على نوعية الموضوع فإذا كان ما أتناوله يتطلب البحث والموضوعية والحيادية والوصول بأيسر الطرق قصدتُ إلى هذا ما استطعت إليه سبيلا، أما إذا تطلب الأمر التعبير عن المشاعر تجاه موضوع الكتابة فليكن التعبير الأدبي هو المطلوب  واجتهدت في ذلك لا أدخر جهدا، ولن أختلف معك؛ إذ تغلب على كتاباتي أحياناً تأثير المهنة، وأنا لا أتنصل منه بل أردد المثل: "يموت الزمار".

ـ لم تنل أعمالكم الأدبية حظها من النقد فلماذا؟ وإن كانت هناك دراسات نقدية فلتشر إليها؟

ـ استبعد مقولة الحظ في هذا، بل قد يكون التقصير من جانبي، وعندما تقدمت بطلب عضوية اتحاد كتاب مصر أتصل بي الأستاذ قاسم مسعد عليوه رحمه الله نائب رئيس الاتحاد في ذلك الوقت و أخبرني بأنه أعد دراسة حول مجموعاتي القصصية ثم حضر إلى السويس وتفضل بعرض الدراسة والمناقشة، لكن لا أعرف إذا كان نشرها أم لا؟  وفي بيت ثقافة فيصل تم تكريمي وبهذه المناسبة قدم الأستاذ السيد ياسين "قراءة" في بعض القصص ولا أعلم أيضًا إن كان نشرها أم لا؟

ـ حرصت على تقديم قيم تأسيسية للطفل في تنشئته. فلماذا لم تتبنى وزارة التربية والتعليم في مصر مجموعتكم "رؤى" أو أنك لم تحاول؟

ـ استهوتني كثيرا الكتابة للطفل فكتبت مجموعة "رؤى"  التي تحتوي على عشرين قصة، كل منها تتضمن فكرة لتعليم الطفل قيمة بصورة غير مباشرة مثل الدعوة إلى السلام وحب الوطن والوحدة الوطنية إلخ. ولقد ذهبت إلى ديوان عام وزارة التربية والتعليم بالقاهرة مرتين، وتقدمت بطلب لقراءة المجموعة وتبنيها، وتأكيدا لذلك بناء على تعليمات الوزارة سددت رسوما في البنك بإسم إدارة المكتبات بالوزارة وتركت بعض النسخ من المجموعة مع وعد بالاتصال والإفادة، لكن لم يصلني شيء ، كم كنت أتمنى ذلك!


الأحد، 27 أكتوبر 2019

سياحة في كتاب ” بَوْحُ الرُّوحِ” للكاتبة عزة أبو العز







   للوهلة الأولى التي قرأتُ فيها باكورة مقالات من بوح الكاتبة عزة أبو العز، رَصدتْ بوصلتي النقدية ملامح لإبداع مغاير لما عهدته عنها في كتابات لها سبقت، وأدَعي أنني قرأت معظم ما أنتجت، ومع توالي النشر أيقنتُ أكثر بأن المكتبة العربية ستزدان بكتاب يتسم بالتأمل الهادئ الذي سيسرق ذواتنا من الضجيج الذي نعيشه نقاشا ومزاحا وجدالا وحديثا في الهاتف..

صدر كتاب "بوح الروح" عن "طيوف" للنشر بالقاهرة مؤخرا، وقد باحت فيه روح الكاتبة عزة أبو العز بطول الأزمنة والأوقات التي هي بطول عمرها، وبطول وعرض الأمكنة التي شهدتْ وقع خطواتها الأولى فوق تراب دروب قريتها الوادعة، وعلى إسفلت المدينة المتعَبة بحكايات أهلها وصراعاتهم.. لم تنشغل بالشكل قدر انشغالها بنقل المضمون الذي عانق شكلا جديدا من السرد الذي ليس له في توصيفها إياه غير "البوح" وكانت هي "الروح" الهائمة عبر كل تواريخها، وبحسب سنوات عمرها في كل حين..

تصاحب الكاتبة عزة أبو العز تلك الروح وهي متصلةٌ بها ومنفصلة عنها في آن، تجسدها، وتعايشها، وتراها، وتتأملها، وتراقبها تارة من الداخل وتاراتٍ من الخارج، تتعجب لها وتعجب منها وتعجب بها..

رحلة عبر مسارات الحكي الذي ينقلنا إلى أجواء القرية الوادعة التي تعرف الذكر، والحزن، والفراق، والفرح بالحصاد، والوفاء، ثم نقلتنا إلى عالم المدينة بما فيه من صراع، وزحام، وحب .. أدخلتنا أكوان الدنيا .. وأوقفتنا على حواف الآخرة، ووضعتنا بين مزدوجين لا فكاك منهما (الحياة والموت).. فأركبتنا معها القارب الذي مازال يبحر في نهر الحياة وغايته مرفأ الموت.. في رحلة لا تتعبها ولا ترعبها، ولا تزعجها ولا تتعبها.. وتطالبنا بالسكينة والسلام..

بوح الكاتبة ينقلنا إلى آفاق من الروعة الحقة التي يجب أن نعيشها نحو استبطان الذات، وقراءة أغوار النفس.. والبحث في وعينا عن لحظات من بوح روحنا لروحنا.. كان همها الأول أن تعيش روحها ثم تسمع بوحها ثم تنقله لنا لنشاركها فيه؛ فهكذا كانت وستكون عزة أبو العز حارسة القيم وناقلتها إلى أجيال بعدها من الصغار والكبار، لا تنسى أبدًا دورها في أن تكون مفيدة عبر كل مسارات حياتها.. حتى في محطاتها التاريخية الذاتية لا تمضي دون أن تترك أثرًا يدل من بعدها على الطريق الصحيح ليمضون فيه.. أو الطريق الخطأ ليتوقونه..

للموت في "بوح الروح" مذاقاته الإنسانية المتباينة التي عاشتها الكاتبة معايشة في الواقع ومعايشة مستعادة على الورق فكانت كأنها طازجة الحدوث، الموت هنا لا يصاحبه لون واحد؛ ففي كل بوح من الروح سنقابله عبر "ابْنُ مـوت" و"بنت سبعة" و"القبْضَة" و"بين الحياة والموت" و"عائدة من الموت" و "نُعُوشٌ طَائِرَةٌ".

كما ستقابلنا اللحظة الوجدانية عبر موتيفات مختلفة أيضا، غير أنها تعاملت معها بمنطق كسر البداهة التي يتوقعها القارئ، وسيكون هذا عبر بوح "أدركنا الغروب" و"أصْدَاءُ الصَّمْتِ" و"لَيْلَةُ الْحَصَادِ"، ويتعانق الوجدان مع اللحظة الفارقة والقدرية في الحياة عبر بوح "قَــــــرَارٌ" و" أمنا الغولة".
يبدو أن بوح الكاتبة لم يألف الوفاء في بني البشر مع من هم من جنسهم، فجعلت تلك القيمة العالية الراقية بين الكلاب والقطط والبشر في بوحين رائعين، هما: "الْحَارِسُ الأمين" و"الطَّــــوَّاف".

كما تصور الكاتبة عزة أبو العز العلاقة المتينة بين البطولة والفداء التي يتقاسمها الرجل المصري والمرأة المصرية على اختلاف عمريهما وتعاملهما مع الأرض، واختلاف المغتصب حين يكون معتديا من الخارج أو من الداخل، كما تبين قيمة التنشئة الاجتماعية حين تسقطها على نماذج الفداء من البطولات التي تُروى للصغار، وقيمة التمسك بالأرض التي تبثها العائلات في أبنائها التي تتجلى عبر بوحين، هما: "الرَّايَة" و"شَمْسُ النَّهَار".

يتجلى بوح الروح عبر المسافة الزمنية والمساحة المكانية بين القرية والمدينة وبين الذِكر والإنشاد والأوبرا، وبين اللحظات الأثيرية في لقاء الأولياء من أهل الله، وبين محبة آل البيت التي تسير في نفس المسار من الوجد الإلهي الذي سكبه الأجداد في روح الكاتبة فكان البوح في أقصى تجلياته متحَققًا في: "مُوسِيقَى الذَّات الْكَامِنَة" و"هيَ والدَّرْوِيش" و"صاحبة المَقَامِ الرفيع" وتقف وحدها هذه السردية من البوح درة الكتاب من وجهة نظري.. ثم يأتي بوح "أَدْوَارُ سَــــيِّــــدِنَــا" الذي يجمع بين نفاق القرية والمدينة ذلك النفاق الإنساني الذي يتشارك فيه الجميع، وإقرار من الكاتبة بأن السلوك الإنساني الفردي والجماعي لا يتجزأ وإنما يرتدي أزياء ويتكلم لغات بحسب جغرافية المنافق.

غير أن "مَلاك بِلاَ قَلْبٍ" تقف وحدها على غير ترتيب من كل تلك السياقات المتقدمة؛ فهي أصعبها.. لأننا نقف أمام "ذات" تبارز نفسها في لحظة "المكاشفة" الرهيبة التي يهرب الجميع من لقائها، بل يدفنونها ويقفون عليها بأقدامهم كي لا تخرج للنور أبدا..

غير أن البوح في هذه اللحظة السكونية الثابتة يشكل بوح لحظة "الحساب الختامي" للعمر السابق واللاحق الذي ادخرته الكاتبة في ضمير الإنسانية وتاريخها: "خلودًا" يستحق و"مجدًا" تهون من أجله كل الذي يتسابق فيه البشر ويتقاتلون من أجل الفوز بلحظة آنية فانية، وليس هذا دأب العظماء والأفذاذ من فرادى الناس الذين يأتون على غير ما ألف الناس .. لأنهم ملائكة ولهم قلوب...

لقد نقلني بوح الروح عبر كلماته مثل بساط الريح إلى عوالم راقية، ولحظات ماتعة عانقت روحي فيها هذا البوح زمانا ومكانا وانفعالا من فرط الصدق، والود، والشفافية، والوجد.. وكلها صفات تتمتع بها صاحبة البوح الكاتبة الكبيرة عزة أبو العز..


الأحد، 15 سبتمبر 2019

أبلكيشن: مونودراما الخير والشر تكنولوجيًا..








لمس قلم الكاتبة سميحة المناسترلي القصة القصيرة والرواية والمسرحية ثم ارتقت صهوة “المونودراما” من خلال عملها “أبلكيشن”، كما غمست قلمها في الكتابة الصحفية والدراسات والكتب السياسية والوطنية، والمقالة ثم النقد، غير أن ما يحسب لها أنها كانت واعية تمام الوعي بالفروق المتباينة بين كل كتابة وأخرى، وبين قواعد كل جنس أدبي في إطار من الالتزام والاحترافية، لذا فلم تَسقط في هوة التقريرية والمباشرة مع كونها من الكاتبات الملتزمات بالخط الوطني المؤيد لمصلحة الوطن وتماسك بنيانه وإنسانه وأرضه وحدوده، لكن لم يصرفها المضمون عن الشكل.
تستعرض الكاتبة خلال هذا العمل أزمة الإنسان بعامة والعربي بخاصة والمصري بخصوصية أكثر تجاه وسيلة اتصالية اجتماعية هامة، وكيف تعامل البعض معها بالرفض المطلق وظن أنه بامتناعه عن الدخول في أحد منتجاتها سيلغيها على الفور من حياته التي صارت غارقة حتى النخاع في محيطها، بينما يقبلها البعض بما فيها من نفع وضرر على السواء ويستخدمها بنفس الجودة، ويقف الصف المعتدل تجاه تلك الوسيلة كشأن المتعامل مع السكين التي تفيد في قطع الخضراوات واللحم مثلما يمكن أن تستخدم في الطعن والقتل.
والصنف الأخير هو صوت الكاتبة سميحة المناسترلي الذي يطل على القارئ والمتفرج على السواء، خلال عملها المونودرامي الموجز في تعرضه لتلك القضية والذي يأتي هادئًا رشيدًا بعيدًا عن التشنج أو الاستعراض المعرفي لدور الإنترنت والتطبيقات والحداثة وما بعدها، بل هي نفس ما درجت عليه الكاتبة في تناولها لأعمالها على اختلاف جنسها؛ إذ نجد الطرح الهادئ المستنير، السهل العميق في آن، المتبسط في الحديث والعرض والحوار لأنها في كينونتها تمارس دورًا رساليًا هامًا هدفه خدمة ومصلحة الوطن والمواطن مهما اختلفت وسائل التواصل وقنواته.
التزمت الكاتبة بمفهوم “المونودراما” من كونها محاكاة أو تقليد لفعل درامي محدد، له طول معين لشخصية واحدة يقدمها ممثل واحد يستعرض من خلالها أو تجاه الآخرين أزمة الشخصية تجاه ذاته مستخدمًا العديد من الأدوات الأساسية ومنها الحوار سواء مع شخصيات أخرى مسموعة من خلاله وكذلك المونولوج، لهذا فقد جاء النص المكتوب متضمنا شخصية محمود ذلك المواطن المصري الأربعيني العمر، وصوت خارجي، وصوت ابنة محمود، على أن الصوت الخارجي هو ذاته صوت محمود الداخلي ممثلا في ضميره الذي يؤنبه، أو يمثل حواره مع من يؤيدون التطبيقات التكنولوجية التي يرفضها.

حققت الكاتبة عنوانها في النص حيث صنعت من الأبلكيشن المشكلة والحل معًا؛ فكان هو المشكلة حين كذب محمود على زوجته عندما اتصلت به لتسأله عن مكانه فادَّعى أنه بالقرب من البيت بينما نسيَ أنه ترك أبلكيشن الموقع مفتوحا فدل زوجته على المكان الحقيقي الذي كان موجودًا فيه وهو ما أراه منها ليلة لا ينساها ساهمت في عداوته تجاه التكنولوجيا وتطبيقاتها، بينما كان الأبلكيشن هو ذاته الحل عندما فاجأته مكالمة من ابنته تستغيثه أن ينقذها لأن عربتها تعطلت بها وصديقتها على طريق لا تستوضح معالمه، وكان الأمل في الاهتداء لمكانها أن يأمرها الأب بنفسه أن تلجأ لتشغيل الأبلكيشن لترسل له الموقع، وذلك انتصارا للمقدمة المنطقية لفكرة المونودراما حول الخير والشر التكنولوجي والذي جاءت عبر الصوت: (التكنولوجيا سلاح ذو حدين، وعليك أنت أن تختار الحد الذي تريد التعامل به).

كنت أتمنى من نص العرض أن يكون مسايرًا وموازيًا لروح الفكرة المطروحة والغاية المرجوة منها، غير أن المخرج الشاب مصطفى علي، وله العديد من التجارب المسرحية الناجحة، أضاف بعض القضايا التي لم ترد بالنص من مثل “بول الإبل” و”ضرب المرأة” طبقًا لمفاهيم خاطئة عن الدين وزج بها في ثنايا الحوار وهي موضوعات تحتاج مونودراما قائمة بذاتها ولا علاقة لها بالأبلكيشن كتطبيق، وهو ما ساهم في تشتيت المتفرج لبعض الوقت، غير أن العرض ككل كان ناجحًا، خاصة أن من قام ببطولته الفنان حمدي السيد الذي أبدع عبر العديد من المسلسلات الشهيرة والمسرحيات، فاستطاع أن يؤدي بأمانة واحترافية ما أرادت توصيله الكاتبة سميحة المناسترلي خلال النص المكتوب، وما أراده المخرج من خلال النص المعروض.

الأربعاء، 8 مايو 2019

مروان محمد.. حروف منثورة في الأدب والنشر..






     تحت سماء المدينة الكونية التاريخية عروس المتوسط "الإسكندرية" نشأ الأديب مروان محمد، وإلى عاصمة الألف مئذنة قاهرة المعز رحل وأقام، ومثلما جمع بين البحر والنهر في حياته، جمع بين الأدب والفن في إبداعه؛ إذ مارس كتابة القصة وعشق السرد الروائي ومال نحو النقد، واحترف الحاسب الآلى معلمًا، ومصممًا للجرافيك والمواقع، ورسام لرسوم الأطفال.

  أصدر عبر مسيرته الأدبية ثلاث روايات: "ثلاث مرات"، و"شارع الست نخلات"، و"حكاية البيت الهابط"، ومجموعتين قصصيتين، هما: "وش القهوة"، و"حكايات لمن يكرهون النوم"، وكتاب "كلام عن الأدب"، ورواية أوشكت على الصدور: "التربة الحمراء..انتقام بأثر رجعي"، ولهذا فقد شارك فى الفعاليات الثقافية لمعرض الكتاب بالإسكندرية عام 2004، ومعرض "فن تشكيلى الرواد" بمركز الإسكندرية للإبداع من العام.

     تحول المبدع الفرد مروان محمد إلى ما يشبه المؤسسة حين قام بإطلاق "دار حروف منثورة للنشر الألكتروني" في مايو 2013 التي تقوم بنشر أعماله وأعمال عدد كبير من الكتَّاب المصريين والعرب، تلك الأعمال التي تغطي كافة الأجناس الأدبية، والفكر الديني والسياسي والعلمي والتنمية البشرية، يتولى كافة شئونها ومهامها بنفسه، من تصميم الأغلفة ونشر الكتب في المواقع المعتبرة، وحققت نجاحًا كبيرًا، واحتلت موقعًا خطيرًا وشهيرًا على خريطة النشر الرقمي. 

    في هذا الحوار سنحاول التعرف على باقي حروف أديبنا المنثورة المنحوتة والمطمورة في ذاته، ليجليها لنا في إجاباته ولفتاته وفلتاته، بعد أن نثر بعضها على درب الأدب والنشر الألكتروني:


ــ أنجبت الإسكندرية عددًا من الروائيين الكبار، في سؤال يبدو تقليدي، هل كان انجذابك لكتابة الرواية تأثرًا بأحدٍ منهم أم من غيرهم؟

ــ الحقيقة أنني لم أبحث يومًا عن بيئة وموطن أي كاتب قرأت له، ولكنني كنت أتفاعل مع الكتاب فقط الذى يقع بين يدي مُهْمِلاً في أي بيئة تكوّن هذا الكاتب ونشأ إلا إذا كان العمل الذي بين يَدي يحمل أصداء لسيرة الكاتب الذاتية فيهمني وقتها أن أعرف عن تاريخ نشأته، وموطنه الأصلي ولكنني أستطيع أن أخبرك أنني تأثرت بعدد من الكتّاب الذين عرفت فيما بعد الموطن الأصلي لعدد منهم مصادفة والبعض الآخر حتى الآن لا أعرف مَنشأه، تأثرتُ بالطبع بالأديب الكبير إبراهيم عبد المجيد والأديب إبراهيم أصلان والأديب الكبير نجيب محفوظ وأيضًا في صغري تأثرت بالطبع بكتابات نبيل فاروق وأحمد خالد توفيق ولكن كانت تلك في مرحلة الإعدادية والثانوية فقط، ومن ثَم ابتداءً من الجامعة بدأت أقرأ لمن سلف ذكرهم قبل هذين الاسمين وغيرهم.

ــ لماذا لجأت لاستخدام الرمز في روايتك القصيرة "حكاية البيت الهابط"، وليس هناك قيد على التعبير، والرمز يلجأ إليه الكاتب في زمن المنع؟

ــ لأننا بالفعل نحيا في زمن المنع فنلجأ للرمز هذا مما لا شك فيه وأيضًا أنا أحب القصص الرمزية بصرف النظر عن كوننا في زمن المنع، وذلك لأنها تفتح أمام القارىء باب تأويل الرموز التي استخدمها الكاتب في نصه الأدبي وكأنه يحاول إشراك القارئ في عملية صياغة وصناعة ذلك العمل الأدبي، يدعوه لأن يفكر فيه ويجيب معه عمَّا تحمل تلك الرموز من دلالات وكيف يراها؟ وهل تتفق رؤىَ الكاتب في الدلالة التي يحملها كل رمز مع ما ذهب إليه القارئ أما أن القارىء خرج بتأويل مختلف لكل الدلالات الرمزية للنص؟

ــ في نفس الرواية تركت الحل في تصعيدك الدرامي بيد امرأة، أيأتي هذا انعكاسًا لثورتك على الرجال، أو لتحريض المرأة على الثورة، أو اعترافًا بدورها كحارس للحياة؟

ــ لَستُ من أنصار الحركة النسائية ولاتعنيني في شيء بل على العكس أراها تأخذ صورة سلبية فى مجتمعاتنا العربية وهى محل رفض شخصي ــ بالنسبة لي على الأقل ــ ولا أتصور نفسي أحد ممن يزعمون أنهم من أبواق حماة الدفاع عن حقوق المرأة، ولكن اختياري للمرأة رمزًا للتصعيد الثوري يأتي في كونها ــ في الزمن الراهن ــ هي التي بيديها مقاليد الأمور في تنشئة الأسرة الصغيرة، كما أنها التي تضطلع بدور تربية الأبناء، وبالتالي هى الأقدر ــ في الفترة الراهنة ــ على إخراج جيل حر يستطيع أن يقف في وجه المظالم وهي في نفس الوقت القادرة على أن تربي جيل خانع مستسلم, لم يعد دور الأب فى المجتمعات الراهنة ذو أثر كبير فى تربية الأطفال بقدر ما هي الأم إن لم ينعدم دور الأب فى كثير من الأحيان وبالتالي فالراهن كله على المرأة، إذا استطعنا أن نعد فتاة اليوم بالشكل الملائم والمأمول فمن الممكن أن تخرج لنا فى المستقبل أجيال قادرة على إحداث تغيير، وليس الرهان على الصبي بقدر ما هو على الفتاة وذلك يتعلق بالظروف الاجتماعية التي يحياها مجتمعنا المصري على وجه الخصوص.

 ــ على الرغم من إبداعاتك في عالم الرواية والقصة إلا أن يد النقد أبت أن تمد يدها إليك.. هل هذا قصور منك أم من النقاد؟  

ــ ما سأقوله لا يدخل في باب التواضع أو تصنع التواضع ولكنه يدخل في باب الحقيقة كما أراها؛ فلا أتصور أن ما أكتبه يمثل إبداع حقيقي أو مثير للجدل بحيث يدفع الآخرين لتناول أعمالي بالنقد الأدبي ولا أتصور نفسى معروفًا في الوسط الأدبي بالشكل الكافي التي تجعل الآخرين يتناولون أعمالي بالنقد ولكن أرحب بنقد أعمالي على كل حال ولكن هناك فئة من النقاد الحقيقة لا أقيم لهم وزنًا ولا أعتبر أن ما يهدرونه من حبر على ورق يعتبر نقد ولكنه من قبيل الفذلكة الكذابة التي لا تفيد الكاتب بشيء، وأعتبر أن كثير من النقاد نتيجة لفشلهم في كتابة أعمال أدبية ناجحة غير مملة اتجهوا لكتابة النقد الطلسمي من أجل تعويض الفاقد والانتقام من الكتّاب، لربما تكون هذه نظرة مجحفة متغطرسة متعالية ربما سيراها البعض كذلك، ولكنني ــ للحق ــ قرأتُ عددًا من الكتب النقدية ولم أفهم منها حرفًا وقد أدركت بعد عدة قراءات أن عدم فهمي لِمَا يكتبون ليس لِرُقِيِّهِ أو علوٍ في المستوى بقدر ما هو تعبير عن النقص والفقد والرغبة في كتابة لغة طلسمية غير مفهومة حتى بالنسبة لهم وأكثر من أهتم بنقدهم فى أعمالى ــ إن وجد ــ  هم الكتّاب مثلى؛ فهم أقدر الناس على نقد الأعمال الأدبية وتشريح النص لأنك تتعامل مع شخص متمكن من الأدوات ومارسها ونجح فى ممارستها وهذا هو الأهم، مثل مقاليين نقديين للكاتب السوري علاء الدين حسو بخصوص روايتين من إنتاجى، وهما: "حكاية البيت الهابط" ورواية "ثلاث مرات"، حقًا استمتعت بنقده الأدبي كثيرًا.

ــ زخرت المكتبة العربية بالدراسات المنهجية حول بداية واستهلال النص الروائي، من خلال كتاباتك لثلاثة نصوص روائية كيف تصف لنا الفاتحة النصية الخاصة بك؟


ــ وفق تصوري الشخصي وقد أكون مخطئًا أنني لا أرى في أعمالي أني أتبع هذا النمط من الكتابة وهو مفتتح العمل الأدبي أو النص الاستهلالي الذى يكون بمثابة مقدمة وتمهيد للعمل؛ فأنا أضع القارئ في قلب الحدث مباشرة منذ الصفحة الأولى ومن ثم مع تسلسل الأحداث وتداعياتها يستطيع أن يكتشف لوحة "البَازِل" التي أتركها مبعثرة أمامه وأكون بمثابة المعاون له على قدر تصوري فى أن يجمع تفاصيل الصورة أمامه حتى تكتمل ولا أعتمد لأعمالي نهايات تأتي بالحل بعد العقدة  الدرامية ولكنى أفضل أن أنهي العمل في منتصف الطريق بهدوء تاركًا مساحة للقارىء أن يستكمل الباقي أو يختار خياري ويترك النهاية بلا نهاية، مثل: "رواية ثلاث مرات".. فأتصور أنى أقحمت القارىء فى الأحداث التي بدت أنها جارية وهو قد أتى بعد أن فاته الربع الأول من الفيلم ليستكمل باقي الفيلم، ومن ثم أنهيت العمل بدون نهاية،  وتعد من النهايات الخاتمة باعتبار أنه يكفي القارىء هذا القدر من الأحداث لهذه الشخصيات التي ستتركها وهي ما تزال جارية كما دخلتها أول مرة بينما كانت تحدث وحضرت شوطًا منها، ثم تركتها لتكمل أشواطًا أخرى كما هي الحياة، ولكن هذا لا يعنى أنني أرفض هذا النوع من الكتابة الأدبية ولكنني لم أمارسه بعد، ربما سيكون جليًا في روايتي القادمة "التربة الحمراء" التي أعدها للنشر فهي تحمل بدايات تعتبر نص استهلالى ومن ثم نهاية خاتمة للعقدة ومن ثم الحل أحب أن أجرب كل الأشكال الأدبية.

ــ في روايتك "شارع الست نخلات" التي استغرق زمن كتابتها سنوات طوال، تعاملت مع الشيئية فجعلت الشارع هو البطل/الوعاء الذي يجمع الحكايات العشر المتنوعة لشخوصها، وأعتقد أنها كانت تقنية فريدة في إبداعكم، حدثنا عن تلك النقلة وأسبابها؟ 

ــ هي ليست بالتقنية الفريدة، والحقيقة أنها ليست من إبداعي ولكن يمكن أن تقول أنني أعجبت بالفكرة من أعمال سبق وأن قرأتها وقررت أن أمارسها أنا فيما بعد؛ فقد فعلها من قبل إبراهيم أصلان فى روايته "وردية ليل" وهي عبارة عن مجموعة قصصية لا اتصال بين أحداثها والرابط بينها هو شخص واحد يتكرر فى حكايات المجموعة القصصية التي شكلت في نفس الوقت رواية محورها هذا الشخص، ولكن طبيعة الأحداث بين كل قصة وأخرى منفصلة فكأنه أراد أن يقول لقد جمعت بين شكلي من أشكال الكتابة النثرية القصص القصيرة في قالب روائي وهكذا فعلت، أنا جعلت القالب للعمل روائى ولكن فى مضمونه قصص متنوعة بينها اتصال وانقطاع وتقاطع في بعض النقاط والأحداث وانفصال وكان البطل المحوري فيها الشارع  وذلك أحيله لحبي للمكان وتاريخية أى مكان.

ــ في قصتك القصيرة "وش القهوة" وضعت البطل أمام ثلاثة قرارات، وفي روايتك  ثلاث مرات رواية، طرحت نفس الفكرة مقسومة على أبطال ثلاثة، هل هذا من باب التجريب، أو تطوير القصة إلى رواية؟ 


ــ اقتربت كثيرًا فعلاً مما كنت استطبنه بدواخلي أثناء كتابة هذه القصة، هي فعلاً نوع من التجريب الذى أحببت أن أنقله من نطاق الرواية إلى نطاق القصة القصيرة، وكنت أتساءل هل ستنجح فعلاً؟ هل هو تكنيك يصلح للرواية والقصة القصيرة معًا أم لا؟ ولم أهتم بالإجابة عن تساؤل آخر، وهل نجحت فعلاً؟ لا أعرف.. وأترك ذلك للقارىء، إلا أنني وقت كتابة هذه القصة كنت لازلت تحت تأثير رواية ثلاث مرات فبالتالى خَرَجَتْ كأنها صورة مصغرة من الرواية.

ــ درس الراحل القدير نجيب محفوظ الفلسفة، ودرست أنت علم الاجتماع، هل تترك دراسة المبدع ظلالًا على إبداعه، أم للكتابة تقنيات أخرى؟

ــ هذه هى المرة الأولى التي أعرف فيها أن نجيب محفوظ درس الفلسفة وهذا قصور منى بالطبع ولكن شكراً أولًا على المعلومة، وللإجابة عن سؤالك الرائع, نعم أعتقد أنها تترك بصمات بشكل ما ولو بطريق غير مباشر على العمل الأدبي؛ فسؤالك ذكرني برواية لنجيب محفوظ اسمها "رحلة ابن فطومة" تقريبًا، كنت أراه يتلمس فيها بعض النواحي الفلسفية ــ ولو أنها كانت طفيفة جدًا ــ  ولكنها كانت تتجلى لي في بعض المواطن وأيضًا رواية "الخيميائى" أو "ساحر الصحراء" لباولو كويلو فهي في الأساس تعتمد على الفكر اللاهوتي المسيحي المتصوف الذي درسه وتعمق فيه الكاتب البرازيلي؛ فبالتأكيد الدراسة تترك آثارها على العمل الأدبي ولكن هل حدث ذلك معى في أي من أعمالي السابقة, الحقيقة لا أستطيع الحكم على نفسي ولكن ــ ربما ــ  تجد لدراستى لعلم الاجتماع  أثر ما في روايتى القادمة "التربة الحمراء".

ــ بل الشكر مني لك على سعة صدرك .. في ملاحظة شكلية.. جَمَعَتْ عناوين إبداعكم كلمات متشابهة وأرقام: "حكاية، حكايات، ثلاث، ست"، بما يمكن تفسيره انحيازكم للرقم مهنيًا، وللحكي هواية، وجمعتهما اهتمامًا بهما في النشر الرقمي.. توضيح أكثر؟

ــ ضحكت وأنا أقرأ هذا السؤال وكأن نفسي التي تسألني, لماذا حقًا أفعل ذلك, لماذا أعمالي السابقة كلها تعتمد إما على الأرقام أو على لفظة الحكي بمختلف مشتقاتها؟ الحقيقة لا أعرف، هل هو ولع عندي بالأرقام؟ بالتأكيد لا .. فأنا لست محبًا للرياضيات الحقيقة! وبهذه المناسبة ضبطتُ نفسي متلبسًا بأنني كنت أنوى تسمية روايتي "التربة الحمراء" قبل أن أسميها بهذا الاس، باسم: "اثنى عشر رجلًا"، و لكني عدلت عن ذلك وقررت تسميتها التربة الحمراء، لَمَّا ضبطتُ نفسي متلبسًا بهذه المتلازمة الغريبة وهو جنوحى لعنونة أعمالي بالأرقام والحقيقة لا أعرف ما هو السر في أننى كررت ذلك لعدة مرات.

ــ وأنت تحدد معايير ومواصفات الكاتب في القرن الحادي والعشرين لم تخرج عن آليات المذهب الواقعي الذي ظلت الرواية العربية وفية له ومشدودة إليه، كما خرجت على تعريف الرواية بأنها جنس أدبي خيالي، حين اعترضت على الخيال، فما قولك؟

ــ أعتقد أن البعض أساء فهم هذا المقال تحديدًا فأنا لا أعترض على الخيال, إن لم يكن للكاتب خيال جامح فيما يكتب أو خيال خصب وليس جامح لأنها تبدو كلمة سلبية بعض الشيء فكيف سيكتب؟! القضية بالنسبة لي لا تتعلق بأن الخيال يمثل لي مشكلة فروايتى "شارع الست نخلات" تعتمد بنسبة 100% على الخيال فقط وليس أيًا منها له صدى واقعى! من المؤكد أنها مخزون لحكايات قرأتها وخبرتها بنفسي ولكن عند صياغتها لم أستدعى تلك الحكايات فقد كنت أراها نابعة من خيالى فقط ..هنا يأتى السؤال: هل يكفى للكاتب أن يعتمد نمط الخيال وحده فقط لكتابة كافة أعماله, هل هذا مقبولاً الآن فى هذا القرن الحادى والعشرين؟ في تصورى الشخصى وقد أكون مخطئًا فى ذلك، أنه لم يعد يكفى أن تبهرني كقارىء بخيالك فقط مهما كان خصبًا، لأنه كلما تقدم عمر الكتابة في تاريخ الإنسانية، أصبحت مهمة الإبحار بالخيال وحده مسألة صعبة جدًا، وتعد بالنسبة لي مغامرة لا يحمد عواقبها، ولكن يجب أن ندعم الخيال بشيء من الواقعية.. بشيء من المعلوماتية وإذا جاز لى تسمية هذا الأمر بـ "الرواية المعلوماتية".

 ــ وإذا أتيت بعمل من غير أعمالك مثالًا وتطبيقًا لما تقول؟

ــ ستجد ذلك مثلًا حيًا فى رواية "النبطى" للدكتور يوسف زيدان؛ فهذه الرواية خير مثال على ما ذهبت فيه فى هذا المقال من رأي، أن الخيال لم يعد كافيًا للقيام بعمل جيد مبهر يحدث ضجة, فلو حاولت انتزاع أحداث رواية النبطى من سياقها التاريخي قد تبدو عادية مملة غير خصبة على الإطلاق، إذن ما الذى أعطى هذه الرواية كما أراها أنا كل هذا الزخم والأهمية والذى أتصور أنها واحدة من الروايات العظيمة التي تستحق التخليد في تراثنا الأدبى العربى؟ هو السياق التاريخى الذى وضعنا فيه الكاتب؛ فقد تناول حقبة زمنية ــ في تصوري ــ لم يسبقه فيها كاتب ـعلى قدر علمى وهذا فى حد ذاته مخاطرة كبيرة جدًا من الكاتب تستلزم منه جهودًا مضنية للإلمام بظروف ذلك العصر من كل جوانبه الاجتماعية والعادات والتقاليد والطراز المعمارى والملبس والمأكل والمشرب والمعتقد وشكل القرى وقتها وأيضَا الفوارق بين المذاهب إلى هذه الدقة وصل الكاتب فى عمله؟  نعم, لقد فعل وكأنه ركب آلة الزمن بالفعل وارتحل بها إلى ذلك العصر وعاش بين أهله لفترة من الزمن يستقصي أخبارهم، ثم عاد إلى الحاضر ليقص علينا طرفًا مما رأى وبالأخص خط سير ارتحال العرب الأنباط من مصر إلى موطنهم, شيء مذهل وإلمام دقيق جدًا بالتفاصيل، مع قدرة رائعة على تصوير سينمائي عالى الجودة والدقة والاحتراف.

   لم يعتمد زيدان على الخيال فى روايته وإنما اعتمد على دراسة عميقة دقيقة جدًا لأجواء ذلك العصر ومن ثم صاغه بأسلوب أدبى مشهدي رائع، أليس هذا في حد ذاته إبداعًا؟! أليس من الإجحاف حصر الإبداع في  خيال المؤلف الخصب وحسب؟! 

ــ أتيت في مقالتك النقدية الانطباعية المذكورة بمثال غير عربي؟

ــ نعم، بالنظر إلى أعمال دان بروان فى "ملائكة وشياطين" و "الرمز المفقود" و "شيفرة دافنشي",  لم يختلق براون أو يصطنع الحقائق التى أوردها في أعماله؛ فكلها حقيقية، حتى الأماكن التي أتى على ذكرها في أعماله كلها حقيقية ولكن على الرغم من كونها حقيقية بدت لنا كحقيقة أغرب من الخيال، فقد صاغ كل ذلك في إطار أدبي رائع, أليس هذا إبداع في حد ذاته؟! أعتقد أن ما كان يفعله عبد الحليم عبد الله ويوسف أدريس ويوسف السباعى من إطلاق العنان لخيالهم لصياغة أعمالهم الأدبية لم يعد مقبولًا اليوم بالشكل الذي نتصوره، فنحن أمام قارىء مختلف إختلاف كلي عن قارىء الأمس, قارىء اليوم نتيجة لوسائل الاتصال الحديثة والتكنولوجيا يستطيع أن يحصد يوميًا مئات بل آلاف المعلومات الحقيقية الشيقة التى هى ممتعة أكثر من خيال كثير من المؤلفين إذن أنا أتعامل اليوم مع قارىء مختلف توسعت وتمددت مداركه وتحصيله المعلوماتي عن قارىء الأمس أضعاف مضاعفة فهل أواكب هذا التطور المذهل في عقلية القارىء أم أبقى أسير نهج الأولين الذى لا أعيب عليه ولكن ــ كما قلت ــ  لم يعد يكفى أن نتسلح به فقط ومن ثم نجلس ننتظر النتائج.

ــ صرحت في إحدى أحاديثك الصحفية أن الأدب المطبوع لم يصنع نجومًا، فهل صنع النشر الرقمي نجومه؟ وهل أنت مع من يرى أن الكتاب المطبوع سيختفي خلال الثلاثين عامًا القادمة؟

ــ هذا السؤال يحتوى بداخله عدة أسئلة تحتاج إلى إجابات كثيرة  وقد تبدو منفصلة ولكنها فى النهاية تتصل كلها ببعضها البعض، فدعنا نبدأ أولًا: هل صنع الأدب المطبوع نجومًا، وهل فعل ذلك فعلاً؟ هل في الحراك الأدبي الحالي ما يمكن أن نطلق عليهم نجوم الأدب الورقي؟ من الإجحاف لو جزمت بعدمية هذا الأمر، هناك واحد أو اثنين دعنا نقول أربعة أسماء يعرفها الجميع، وهم: أحمد مراد، علاء الأسواني، يوسف زيدان، أحمد خالد توفيق، هل من اسماء أخرى تحولوا إلى نجوم فى عالم الأدب الورقى؟ لا أعتقد، هل بزوغ نجم أربعة أسماء يعد علامة تستحق أن نقول أن فى الوقت الراهن استطاع الكتاب الورقى أن يصنع نجومه؟ لا يمكن أن نتخذ منهم مقياسًا أو مؤشر لأن مقارنة بالحقبة الناصرية يمكنى أن أعد لك العديد والعديد من الأسماء، هل هناك نجوم فى عالم الأدب مطمسون إعلاميًا؟ نعم بلا شك، مثل: إبراهيم عبد المجيد، إبراهيم أصلان على سبيل المثال لا الحصر.

   ولكن ماذا عن الجيل الحالى لا يمكن أن تعد من جيل الشباب من بزغ نجمه سوى أحمد مراد فقط والذى هو أيضًا محل خلاف في الوسط الأدبي، إذن ماذا عن النشر الإلكترونى هل حقق النجومية الأدبية لأى من الكتّاب؟ الحقيقة أنه حتى الآن لم يحقق النجومية بالمعنى المتعارف عليه مثل ما حازه توفيق الحكيم أو نجيب محفوظ ولكن ببعض النجومية من خلال العالم الافتراضي، نعم يمكن أن تقول ذلك،على سبيل المثال لا الحصر هناك كاتبة عامية ساخرة اسمها: "هند عبد الله" الشهيرة بـ "نور مانجا" استطاعت أن تحقق مجد أدبي كبير جدًا على مستوى النشر الإلكتروني لا أتصور أنها حققت ولو جزء بسيط منه على مستوى النشر الورقي وهذا ليس لعيب فيها ولكن العيب فى ظروف النشر الورقي، وأما بالنسبة للشق الثالث من السؤال هل سيختفي النشر الورقي بعد ثلاثين عامًا من الآن؟ أتصور أنه قبل ذلك بكثير، أنا أراهن على خمس سنوات فقط فى مصر والعالم العربي فقط وليس فى العالم الغربي، لماذا؟ 

   هذا سؤال مهم جداً وقد يطول وقت الإجابة عليه، ولكن في عجالة سريعة لأن النشر الورقي فى مصر متهم بالنصب والاحتيال على الكاتب وغلو أسعار الكتب الورقية بالنسبة لمتوسط دخل المواطن المصري العادي بالإضافة إلى أن كل الكتاب  الأسماء لا تتجاوز عدد أصابع اليدين هم فقط من يحصلون على حقوقهم المادية وأولئك ليسوا بالكثير، إذن ما هو حال البقية؟ لا حَظ مادي لهم، إذن فهم يبحثون فقط عن المردود المعنوي، من القادر الآن على تحقيق المردود المعنوي الأكبر للكاتب الكتاب الورقي أم الإلكتروني؟ الإلكترونى وبلا منازع، فمن أين هذه الثقة المفرطة التى أتحدث بها، دعنا نتحدث بلغة الأرقام التى أكرهها ولكن أحبها فى هذه المواضع تحديدًا، دور النشر المحترمة فقط هي من تكون طبعتها ألف نسخة وبنسبة كبيرة لا تتجاوز الخمسمائة نسخة فقط، كم قارئ سيقرأها؟ 

نفترض أن من سيقرأ الخمسمائة نسخة عشرة أشخاص لكل نسخة، إذًا كم قارئ قرأ هذا الكتاب الورقي؟ خمسة الآف شخص فقط على أقصى تقدير ولو كانت الطبعة ألف نسخة فهم عشرة الآف شخص، كم يحقق الكتاب الإلكترونى مثلًا من خلال دار حروف منثورة للنشر الإلكتروني الغير معروفة إعلاميًا ولا تنتشر الانتشار الكافي لها على كل شبكة الأنترنت العربية، أقل كتاب في حروف منثورة يحقق ألف مرة تنزيل ويصل إلى أربعة عشر ألف مرة تنزيل وهناك مواقع أخرى التي تعتمد على الكتب الإلكترونية المقرصنة تحقق أكثر من مئة ألف مرة تنزيل!

   ليس فى شهور أو سنوات و لكن فى بعضة أسابيع وأيام، إذن لا مجال للمقارنة بين النشر الورقي في مصر تحديدًا وبين النشر الإلكتروني، لماذا لا يحدث هذا الصراع بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني في الغرب؟ باختصار لانتفاء كافة الأسباب المعوقة للكتاب الورقي والتي تحدث فى مصر من النصب والاحتيال على الكاتب، انتفاء العائد المادي للكاتب من وراء عمله الأدبي، وتناسب سعر الكتاب مع دخل المواطن الغربي، لذلك فلا خطر على الكتاب الورقي من الكتاب الإلكتروني في العالم الغربى ومازالت الكتب هناك تباع ليست ببضعة ألوف ولكن أقلها بمئات الألوف والجيد منها بالملايين! وأيضًا النشر الإلكتروني فى الدول الغربية يشهد ازدهار غير مسبوق بالتزامن والتوازى مع النشر الورقي، وهذا ما تفتقده مصر وبسبب غباء وجشع دور النشر والمكتبات والمطابع واحتيالهم على الكتّاب سيخسر النشر الورق في غضون سنوات قليلة مكانته وستكون السيادة وقتها للنشر الإلكترونى وحده.

ــ هل جنى بالسلب اهتمامك بحروف منثورة للنشر الألكتروني على إبداعك في الرواية أم بالإيجاب؟

ــ بالسلب ولو أمكن القول بأن اهتمامي بالنشر الإلكتروني لم يسلبني الوقت في الاهتمام بالإبداع فى مجال الكتابة والرسم فقط ولكنه سلبني الوقت للاهتمام بشئوني الأسرية والعملية، أتصور أن حروف منثورة على الرغم من حبي الشديد لها تمثل بالنسبة لي داء عظيم ينخر في عظامي ويسلبني حريتي إلى حد كبير مع الأسف.

ــ يرى الكاتب الفلسطيني علي البتيري أن أخطر ما في الأدب الإلكتروني أنه يطرح نفسه دون ضوابط نقدية ودون مقاييس إبداعية كبديل عن الأدب المطبوع، وأن جمهوره من أنصاف المثقفين وأرباع المتذوقين الذين يروجونه ويكيلون لأصحابه المديح.. بماذا يرد مؤسس لدار تنشر هذا الأدب؟

ــ نعم، هذا الجانب موجود وبشكل ملحوظ جدًا في مجال النشر الإلكتروني ولا أختلف معه فى حرف واحد مما يقول ولكنه كمن قال ولا تقربوا الصلاة ثم التزم الصمت! وتغافل عن عمد أو بدون قصد الجوانب الأخرى الإيجابية للنشر الإلكتروني, إن هناك دور نشر إلكترونية غير حروف منثورة مثل دار كتابات جديدة للأستاذ الدكتور جمال الجزيرى تضع ضوابط صارمة للنشر الإلكترونى لقبول العمل، منها: أن يكون الكتاب مدققًا إملائيًا, محرر أدبيًا بشكل جيد ولا تقبل الدار أي أعمال للنشر ولكنها تنتقي مما يرسل إليها ما تراه يصلح للنشر وهذا ما اتجهت إليه حروف منثورة ولكن عن طريق الاستعانة بمتطوعين في مجال التدقيق اللغوي، وربما تختلف مع دار كتابات جديدة في أنها لم تضع نفسها في مكان القيّم على النشر بمعنى أنها لا تتدخل في تقييم الكتاب على المستوى الأدبي إذا كان يصلح للنشر أم لا و يترك هذا الأمر للقارئ ليحدد بنفسه؛ فالقارئ واعٍ ذكي يستطيع أن يفرز الكتابات الجيدة من السيئة ويتلخص دورنا في تدقيق العمل إملائيًا قبل نشره ونترك الحكم على جودة العمل من عدمه للقارئ، فبالتالي رأى الأديب الفاضل لا يحمل الإنصاف لأنه لم يرى الأمر على كل وجوهه.

ــ في حين يتشارك أكثر من واحد في دور النشر الألكتروني الأخرى، نرى أن حروف منثورة يقوم بمهامها واحد فقط .. ألا يؤمن محمد مروان/ المؤسس بفكرة فريق العمل؟

ــ لن أتجمل في الإجابة عن هذا السؤال وسأحاول أن أكون قدر الإمكان صريحًا في الإجابة عن هذا السؤال، الحقيقة أن من آفة ثقافتنا العربية رفضنا لفكرة فريق العمل و حب العمل الفردي وأن يكون المسئول مُمْسِك بكل الخيوط في يديه، هذه آفة أحاول أن أتخلص منها ولكنني لا أدعي أنني بريء منها تمامًا والأهم في الإجابة عن هذا السؤال، إن الجهود التطوعية دائمًا ما يكون نصيبها الفشل والتوقف ومن ثم الطمس والنسيان لأنها جهود تطوعية تدوم لفترة من الوقت مهما طالت ثم تذهب ريحها، أن تجد فريق عمل متطوع يقوم بكل ما تقوم به حروف منثورة من خدمات دون نظير ولكن تطوع فقط هو لأمر وجدته أنا شاق جدًا، وكثيرًا ما اجتمع لديَّ عدد من الأشخاص للتطوع ثم أنفضوا من حولي نتيجة انشغالهم أو عزوفهم عن عمل يضيع وقتهم ولا يدر عليهم أي دخل قائم على الفعل المجاني فقط والسبب الثالث هو أنني أعترف بفشلي الذريع في تكوين فريق عمل من المتطوعين كما فعلت دور نشر إلكترونية أخرى مجانية وأحاول أن أتخطى هذه العقبة ولكنني حتى الأن فشلت فى تخطيها مع الأسف الشديد.

ــ لو قدَّم الروائي والناشر مروان محمد كشف حساب بإنجازاته في إبداعه، وفيما قدمه من خدمة جليلة لفئة عريضة من أصحاب المواهب والتخصصات، والمفكرين، والكتَّاب.. وعما ينوي أن يقدمه مستقبلًا.. ماذا سيكتب فيه؟

ــ هنا فى الإجابة عن هذا السؤال تحديدًا مرة أخرى أحب لغة الأرقام لأنها الأسهل والأقدر على إيضاح أى فكرة وخاصة فيما يتعلق بالإنجازات التي حققتها الدار وبالتالي يمكن أن أجمل لك إنجازات الدار في التالي: كما ورد فى مقدمتكم الرائعة تأسست الدار فى مايو 2013 وأخرجت للنور حتى تاريخه 281 عمل إلكتروني 99% منها ينشر لأول مرة و الـ1% الباقية كانت أعمال ورقية وبناء على رغبة أصحابها قرروا نشرها إلكترونيًا مرة أخرى.

يندرج الـ281 كتاب الذين صدروا حتى الأن تحت 23 تصنيف مختلف, على سبيل المثال: كتب طبية، إسلاميات، روايات، شعر فصحى/عامية، مجموعة قصصية، فلسفة، تاريخ، كتب مقالات الرأي،  أدب الرحلات، ساخر، خواطر، كتب نقد أدبى، نصوص مسرحية ... إلخ.

   قدمنا للقارئ العربي147 كاتب وكاتبة من مختلف أقطار الوطن العربي، أكثرهم من مصر والسعودية واليمن وسوريا وفلسطين والعراق والسودان وتونس والمغرب والجزائر، وصلت أعداد التنزيل منذ إنشاء دار حروف منثورة للنشر الإلكتروني حتى الأن لإجمالي الكتب الصادرة عن الدار إلى 427 ألف مرة تنزيل.

   أما بالنسبة للمشاريع المستقبلية أحاول الأن وأتمنى أن أنجح في ذلك أن أكون فريق عمل خاص بالمرحلة الثانية من مشروع النشر الإلكترونى  وهو مرحلة نشر الكتب الإلكترونية الصوتية بعد نجاح المرحلة الأولى وهي مرحلة نشر الكتب الإلكترونية المقروءة وأصدرنا حتى الآن ثلاث كتب إلكترونية صوتية ولازال المشروع فى بداياته وهذه الكتب الإلكترونية الثلاثة الصوتية تم تحويلها من المقروء من إصدارات الدار إلى الصوتي.

بصدد تخصيص ركن لأدب الطفل وذلك يرجع إلى أهمية هذا الشق المهمل للأسف في عالمنا العربي وخاصة أن أطفال اليوم أصبح جل يومهم يقضونه على الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية مما يستدعي منا تحرك سريع لملء الركن المخصص لأدب الطفل بالكثير من الكتب الإلكترونية التي تهم الطفل وتشغل أوقات استخدامه لهذه الأجهزة في شىء مفيد وبصدد إصدار أول كتاب إلكتروني للأطفال مشفوع برسومات أطفال من رسام أطفال متطوع اسمه "مؤمن توفيق" ولدينا كتب أطفال أخرى بصدد إعدادها للنشر الإلكتروني. 


  من المشاريع الثقافية المستمرة منذ ثلاث سنوات في دار حروف منثورة، هي: "المسابقة الإلكترونية الأدبية لحروف منثورة"، والتي تقام كل عام وفي العام الحالي هي في دورتها الثالثة وقد فتحت المسابقة أبوابها في دورتها الثالثة لاستقبال الأعمال في شهر يناير عام 2015 وأغلق باب استقبال الأعمال في شهر نوفمبر 2015 على أن تعلن نتائج المسابقة فى شهر أبريل 2016، ومن ثم يعاد فتح الباب للمسابقة الأدبية الإلكترونية في عامها الرابع فى الأول من شهر يوليو2016. 


أيضًا بدأنا مشروع جديد بالاشتراك مع دور نشر إلكترونية أخرى لإقامة أول معرض كتاب إلكتروني عربى سيقام في شهر مارس القادم إن شاء الله بمشاركة دار حروف منثورة للنشر الإلكتروني من مصر، ودار كتابات جديدة من مصر، ودار وهج للنشر الإلكترونى من فلسطين، ودار أدباء 2000 من مصر، وسيستضيف موقع دار حروف منثورة للنشر الإلكتروني فعاليات هذا المعرض لمدة عشرة أيام وسيكون لكل دار نشر مشاركة جناح إلكتروني تعرض فيه أعمالها المشاركة في المعرض، ودليل لكل دار بالإضافة إلى فعاليات ثقافية متمثلة في ندوات أدبية وثقافية لمدة عشرة أيام وهي أيام المعرض تدير كل دار ندوتين من هذه الندوات وندوتين باقيتين عامتين، وفى المستقبل البعيد بعض الشيء نريد أن نبدأ في إنجاز المرحلة الثالثة من المشروع الثقافى لدار حروف منثورة للنشر الإلكترونى وهو ترجمة جميع الأعمال الصادرة عن الدار للإنجليزية لتكون متاحة أمام القارئ بالإنجليزية وبالتالى إصدار نسخة إنجليزية من موقع الدار موازية لنسخة الدار العربية ولكن هذا المشروع مؤجل لبعض الوقت لحين نجاح المرحلة الثانية من المشروع وهو تحويل جميع كتب الدار الإلكترونية المقروءة إلى كتب إلكترونية صوتية أو مسموعة.

وأخيراً أحب أن أشكر الأديب اللامع الدكتور السيد إبراهيم أحمد على هذا الحوار الرائع ولا أجامل أو أبالغ إذا قلت أن هذا الحوار هو من أمتع اللقاءات الحوارية التى وجهت إلى وأدهشنى إحاطة الأديب اللامع بجوانب كثيرة، فكانت الأسئلة أكثر من رائعة وتَنُم عن دراسة مشكورة منه لكل تلك الجوانب والتمعن فيها قبل إجراء هذا الحوار الشيق فبالنسبة لي هذا الحوار من أفضل اللقاءات الحوارية التى وجهت إليَّ، فجزيل الشكر لك يا دكتور السيد إبراهيم أحمد.

     بدوري أتقدم بخالص الشكر الجزيل للروائي الكبير الأستاذ مروان محمد لما قدمه للمكتبة العربية من إبداعه الذي يقف وراءه فكر وبحث وتجريب، ولما قدمه من إضافة ثرية للمكتبة العربية والإسلامية من إبداع غيره من أجيال مختلفة الأعمار والمشارب والبلدان، فنم هذا عن نظرة شمولية كلية واعية للدين والعلم والأدب والفن.