الأحد، 14 فبراير 2016

السهل المفيد في أحكام التجويد..في "طبعته الثالثة"




















منذ خرج كتاب "السهل المفيد في أحكام التجويد" إلى النور من سنوات، والنجاح يحالفه؛ فقد حاز ثقة العلماء في هذا المضمار فأوصوا بتعلمه سواء من الكبار والصغار، حتى صار ركنًا ركينًا في مناهج مدارس ومواقع القرآن الكريم على طول العالم الإسلامي، وضمته مجموعة الخمسين كتابًا في التجويد، واسطوانات علوم القرآن، لسهولته وإقبال الكثرة من محبي كتاب الله من التزود منه. 


وتأتي سهولة الكتاب ليس فقط من اسمه ولكن من منهجه؛ فقد بدأ بباب التفخيم والترقيق، يليه باب مخارج الحروف وهكذا، وملحق ببعض الأبواب الأخطاء الشائعة وتصويبها، كما جاء بمنهجٍ تطبيقي من حيث ضبط بعض الآيات بحسب النطق، وتلوين للحروف بحسب الأحكام من خلال الأمثلة الكثيرة التى سَتُعين المتلقي على التطبيق بإذن الله، وإيراد العلل والأسباب وراء كل حكم تجويدي. 

ويكمن السر في البدء بباب التفخيم والترقيق، ما تبين لي من خلال التجربة والخبرة أن أكبر المشاكل التى تعترض من يحاول تعلم التلاوة هي كيفية النطق الصحيح وخاصة تفخيم ما لايُفخم أو ترقيق ما لايجوز ترقيقه، وهي ذات المشكلة التي كان يعانيها بعض العرب من كراهية الخروج من تَسَفُّلِ إلى تَصَعَّدِ بينما تستخف الخروج من تَصَعُّد إلى تَسَفُّل.. 

ولقد دعت الحاجة إلى فصله عن كتابٍ قد لحق به ليكون مقصورًا على التجويد فقط، وجاءت طبعته الثالثة بثوب جديد من تنقيح وحذف وزيادة، وعناية مخصوصة ومن يُمن الطالع أن تنفرد بطباعته في ثوبه الجديد بالتتابع الزمني "شبكة الألوكة" و "دار حروف منثورة للنشر الألكتروني" ، هديةً للعالم الإسلامي، فاللهم أجزهم عنا خير الجزاء. 

فإليك .. يا كل مسلم أحب القرآن الكريم، وتمنى أن يتلوه حق تلاوته .. يا من حاولت أن تتعلم أحكام التجويد، فحال بينك وبين ذلك أولئك الذين تفننوا في زيادة غموض العبارات غموضًا، وأغرقوا الأحكام في تقسيمات لاتُحصى، وتفريعات لاتعد، ومصطلحات وتعريفات عديدة أثقلت ذهن المتلقي فشتَّتته ونفَّرته، فأعرض عنها. 

إليك.. يا من شغلته الحياة، فأخذ يضرب في الأرض سعيًا على من يعول، ونفسه تتوق أن يقرأ كتاب الله على الوجه الصحيح مثلما يسمعه من القراء الكرام، أو أقرب من هذا، إليك.. هذا الكتاب في أحكام التجويد في طبعته الثالثة. 

وقد حاولت قدر استطاعتي، بعون من الله تعالى، ثم بما تعلمته من شيوخنا وعلمائنا، جمع ما قدحت به زناد عقولهم في كتبهم لأصُّبَه في هذا الكتاب المتواضع بجهدي والجليل القدر بما يحويه، والله يعلم أن غايتي منه أن يكون عونًا لكل مسلم محب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولكتابه الكريم فيتلوه آناء الليل وأطراف النهار. 

اللهم علِّمنا من كتابك ما جهلنا، وذكِّرنا منه ما نُّسِّينا، واجعله حُجةً لنا لا علينا، وأنيسنا في قبورنا، وشفيعًا لنا يوم لقاك، واجعلنا من خير الذين يتعلمونه ويعلمونه، واجعلنا من أهل الله، أهل القرآن وخاصته. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الروائي السوداني بين التحديات والإنجازات..

     منذ أن خرجت الرواية السودانية إلى نور الإبداع العربي في أواخر أربعينيات القرن العشرين، ولم يزل صانعها مناضلا يقاوم العديد من التحولات ا...