الاثنين، 13 فبراير 2017

نادر يبحث عن السعادة...







كلمة .. حان أوانهـا: 

حقيقة يجب ألا نغفلها ونحن نتعامل مع طفل اليوم، هذا الطفل الذي أصبح يعيش واقعنا، بل أصبح يشاركنا همومنا وأفراحنا وآلامنا، وما أقصده من همومنا هو واقعنا المحلى والعربى والعالمى.  

لقد صٌبت الدنيا فوق رأسه صبًا من خلال الفضائيات التى أصبحت تلاحقه هو شخصيًا، فبات يسأل عن التلوث والإدمان والتعصب وخطف الأطفال، ولا يتكلم عن دينه فحسب بل يسأل عن دين صديقه الذي يعيش معه، ولماذا الاختلاف؟ 
 
أصبح مهمومًا ليس بقضاياه وحده بل بقضايا أمته، وهو يرى أشلاء الأطفال العرب ممزقةٍ حوله على شاشات التلفاز، وبالطبع يسأل عن المسئول، فاستقر في وعيه إسرائيل من كثرة الترداد، صار يرى من يتاجرون بالدين؛ فبدأ يسأل هل هذا من أمر الدين؟ هل يأمرنا ربنا بهذا؟ فأصبحنا نعلمه صحيح الدين. 

لهذا كله وغيره كتبت أبياتي محاولاً التعامل مع هذا الطفل الإشكالية .. الطفل المجدول بالجدل، فحاولت أن أغرس فيه قيم الوطنية، وقيم التدين الصحيح، وقيم التسامح مع بني وطنه من غير دينه، وقيم احترام الكبار، وقيم التفاؤل بالغد، حاولت أن أبحث معه عن السعادة ليجدها تارةً في الصحة وأخرى في غيرها وغيرها.

دعونا نبتعد عن التهويمات والكلاسيكيات المعتادة في مخاطبة [الطفل الكبير/ طفل اليوم].. ولا تسألوني عن أى مرحلةٍ أخاطب، بالطبع أنا أخاطب الطفل من سن الثامنة وحتى نهاية المرحلة الإعدادية، ولكن في قرارة نفسى أنا أخاطب الطفل المواطن الذي يسكن قلبي، ويشاركني وطني وبيتي وأحلامي، والذي سيصيغ المستقبل، وسيكون قائدنا، والجندي الذي سيحمل السلاح مُدافعًا عنَّا بعد ذلك.
 
إذًا فكان لابد لهذا الطفل من قيم تأسيسية جديدة وتراثية معًا تصيغ له هويته الدينية والاجتماعية والحضارية، من أجل صياغة مصر المستقبل، بعيدًا عن صخب التطرف والطائفية وإرساء قيم التعددية والمواطنة.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الروائي السوداني بين التحديات والإنجازات..

     منذ أن خرجت الرواية السودانية إلى نور الإبداع العربي في أواخر أربعينيات القرن العشرين، ولم يزل صانعها مناضلا يقاوم العديد من التحولات ا...